مع الحدث : ذ لحبيب مسكر
منذ تأسيسها سنة 2007، تواصل جمعية بيت بهية للأطفال المتخلى عنهم في وضعية إعاقة بمدينة بني ملال أداء رسالتها الإنسانية النبيلة، لتكون بيتًا للأمل ودفئًا حقيقيًا للأطفال الذين حرموا من الأسرة والرعاية. تُعتبر الجمعية الوحيدة من نوعها على صعيد جهة بني ملال – خنيفرة، ما يجعلها تتحمل مسؤولية كبيرة في التكفل بهذه الفئة الهشة التي تحتاج إلى عناية خاصة ومتابعة مستمرة.
تُعنى الجمعية بـ الإيواء والتكفل الكامل بالأطفال المتخلى عنهم في وضعية إعاقة، مع توفير المواكبة الطبية والنفسية والاجتماعية اللازمة لهم، إلى جانب برامج تربوية ورياضية متكاملة تهدف إلى تقوية قدراتهم الجسدية والعقلية. كما تشتغل المؤسسة على إدماج هؤلاء الأطفال في المنظومة التعليمية والاجتماعية، وتشجع انفتاحهم على محيطهم عبر أنشطة تربوية وتوعوية هادفة، مما يسهم في ترسيخ قيم المساواة والتضامن داخل المجتمع.
وتسعى “بيت بهية” إلى توسيع أثرها الإنساني من خلال إبرام شراكات وطنية ودولية للنهوض بأوضاع الأطفال في وضعية إعاقة، إلى جانب تنظيم حملات تضامنية لفائدة الأسر المعوزة بجهة بني ملال – خنيفرة، والمساهمة في تعزيز قدرات الجمعيات المدنية العاملة في المجال عبر الدورات التكوينية.
وقد توّج هذا المسار الإنساني المشرق بحصول الجمعية على جائزة المجتمع المدني لسنة 2024 التي منحتها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، إلى جانب شهادة تقديرية تثمينًا لعطائها الإنساني المتميز والتزامها المتواصل بخدمة الطفولة في وضعية هشاشة.
وفي حوار خاص مع السيدة فاطمة الزهراء مسق، رئيسة الجمعية، أوضحت أن الطاقة الاستيعابية للمؤسسة تصل إلى 40 مستفيدًا، بينما تضم حاليًا 24 طفلًا مقيمًا إقامة دائمة، إضافة إلى مستفيدين آخرين من أسر معوزة يستفيدون من برامج الجمعية، ليصل العدد الإجمالي إلى 40 مستفيدًا.
وأضافت أن الجمعية تواجه تحديات متزايدة مع بلوغ عدد من الأطفال سن المراهقة، مما يستدعي فصل الإناث عن الذكور وتوسيع البنية التحتية للمؤسسة لتوفير فضاءات آمنة ومهيأة لهذه المرحلة العمرية الحساسة.
كما أكدت السيدة مسق أن أغلب المساهمات المالية التي تعتمد عليها الجمعية تأتي من تبرعات المحسنين، في ظل غياب أي دخل قار أو دعم مالي ثابت، مشيرة إلى أن استمرار هذا الصرح الإنساني رهين بدعم المجتمع المدني وغيرة الفاعلين المحليين على هذه الفئة التي تمثل أحد أوجه الإنسانية الصافية.
ورغم الصعوبات، تظل جمعية بيت بهية رمزًا للعطاء الإنساني الصادق، ودليلًا حيًّا على أن الرحمة والتضامن يمكن أن يصنعا الأمل من رحم الهشاشة، وأن المغرب لا يزال يزخر بقلوب مؤمنة بالعمل الخيري النبيل.
تعليقات ( 0 )