مع الحدث/ أگادير
تحرير ✍️: ذ إبراهيم فاضل
أعلنت جمعية فستيفال تيفاوين ” الانوار” ، عن أبرز العروض الفنية و الثقافية المبرمجة خلال الفترة الممتدة من 07 إلى 17 غشت 2025 بالفضاءات القروية الرحبة لكل من جماعتي أملن وتافراوت بإقليم تيزنيت، ضمن فعاليات الدورة 17 لفستيفال تيفاوين المنظمة بتعاون مع جماعتي أملن وتافراوت وبدعم من مجموعة من الشركاء المؤسساتيين والخواص.
فالانتصار للقرية يشكل عنوانا بارزا يميز مهرجان تيفاوين ” الأنوار” عن باقي التظاهرات الثقافية الوطنية، ويساهم الفستيفال من موقعه، كهيئة مدنية محلية، في الدفع بعجلة التنمية المجالية من منطلق تثمين الخصوصيات المحلية، ويشكل موعد سنوي يمزج بين تحقيق الفرجة وكسب الرهان التنموي عبر بوابة تسليط الأضواء على المؤهلات الثقافية والطبيعية والبشرية التي تكنزها قرى تافراوت وعبر برامج متنوعة يجمع ما بين التربوي، الفني، الثقافي، الاقتصادي و الفرجوي.
وحسب بلاغ المنظمين فإن البرمجة الفنية لهذه الدورة ستركز على جانب التفاعل بين جماليات فنون القرية وإبداعات الموسيقى الأمازيغية والعصرية، في إطار فرجة مفتوحة على الفضاءات العمومية القروية الرحبة، بكل من جماعتي أملن وتافراوت، وستعرف هذه الدورة مشاركة ما يناهز 600 فنان وفنانة تتنوع من حيث طبيعة الفرجة التي تقدمها، وكذا من حيث انتمائها الجغرافي، وستتوزع على فضاءات مختلفة (إسوياس) على امتداد 10 أيام، حيث تمت دعوة ما يزيد على 20 فرقة للفنون القروية وفنون أحواش المتنوعة، ودعوة المجموعات الموسيقية المتألقة في الساحة الفنية الوطنية كمجموعة رباب فيزيون برئاسة الفنان فولان، ونجمي فن الروايس، الرايس أعراب أتيكي والرايسة فاطمة تابعمرانت، بالاضافة للمجموعة الشبابية المحلية إمدوكال تافراوت برئاسة الفنان عابد أويوب إلى جانب برمجة رواد الاغنية الشبابية العصرية كالفنانة جيلان والفنان منعم سليماني والفنان حاتم إيدار، بالاضافة لرائدة فن كناوة الفنانة هند نيارة. كما سيكون لجمهور تيفاوين موعد مع مصممي الفرجة الموسيقية دجي كيكو DJ KIKO وفي جي إكس راي VJ X-RAY، كما ستخصص وقفة تكريمية لمايسترو الرباب الأمازيغي المرحوم الفنان لحسن بلمودن.
في جانب آخر وبتعاون مع الغرفة الجهوية سوس ماسة للصناعة التقليدية، ستحتضن فضاءات أملن طيلة أيام المهرجان، فعاليات المعرض الجهوي للصناعة التقليدية والمنتجات المجالية. هذا المعرض الذي يشكل مناسبة لتسليط الضوء على هذا القطاع الذي يكتسي أهمية اقتصادية وثقافية كبيرة، لكونه يساهم في التعريف بالخصوصيات الثقافية المحلية، ويعكس عراقة الخبرات التي ورثها الحرفيين عن آبائهم وأجدادهم. ويعد مرآة لأصالة الثقافة المحلية ولكيفية تعامل الإنسان القروي مع البيئة المحيطة به، والتي تعد خزانا لا ينضب، ترتوي منه جميع الحرف والصناعات التقليدية. وكذلك لتوفيره نوعا من الرواج التجاري للمنتجات المجالية والمنتوجات التقليدية التي لاتزال، رغم التحولات الاقتصادية والتحديات المختلفة، تمثل القلب النابض للمنطقة.
كما سيتم تنظيم عروض في الفنتازيا، “التبوريدة” أو تاغزوت بالأمازيغية وفرجات للقرب تنشطها العديد من فرق الفنون القروية، كما سيتم تأثيث فضاءات أخرى بفرجات الشارع تشمل ورشات وعروض موسيقية مفتوحة بالاضافة لفنون الرمى والحلقة الشعبية وفضاءات خاصة بالطفل القروي ” أنموقار ن تازانين” تشمل ورشات للرسم والحناء وأنشطة ترفيهية متنوعة.
وفي الجانب التربوي، سيتم تنظيم الدورة 13 للمسابقة الوطنية للإملاء في اللغة الأمازيغية ” أولمبياد تيفيناغ ” بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية و أكاديمية جهة سوس ماسة للتربية والتكوين، حيث سيتم استقبال التلاميذ المتفوقين في الاملاء بالامازيغية من كل الأكاديميات الجهوية بأنحاء المملكة من أجل التباري في هذا الأولمبياد بتافراوت، كما ستنظم للمشاركين ورشات تكوينية وجولات استطلاعية لمناطق سياحية بالمنطقة وأنشطة تربوية موازية، كما سيتم تنظيم ندوة وطنية حول مستجدات تدريس اللغة الامازيغية على ضوء خارطة طريق وزارة التعليم” والتي يؤطرها عدد من المتخصصين في ملف تدريس الأمازيغية وفاعلين متتبعين لهذا الملف وبحضور عدد مهم من المسؤولين والأساتذة والباحثين في الشأن التربوي الأمازيغي، إلى جانب السادة المفتشين و منسقي اللغة الأمازيغية بالنيابات و أساتذة اللغة الأمازيغية وكل المهتمين بالشأن التربوي. وفي جانب آخر سيتم تنظيم مبادرة تحفيزية للمتفوقين والمتفوقات الأوائل في الشعب الأربعة للباكالوريا بدائرة تافراوت تشجيعا ودعما لهم لمواصلة المشوار الدراسي الجامعي.
كما سيتم تنظيم فعاليات الدورة 11 للجامعة القروية محمد خير الدين والتي ستتناول بالدرس والتحليل مفهوم “القروانيةLa Ruralité” الذي يشكل موضوعة وشعار مهرجان تيفاوين وذلك بمشاركة ثلة من الاساتذة الباحثين (رفقته البرنامج المفصل للجامعة القروية).
وبمبادرة من جماعة أملن، تمت برمجة لقاءين هامين، دأبت الجماعة على تنظيمها كل سنة، خصص الأول لتناول القضايا المرتبطة بالهجرة في إطار ملتقى إنمودا تاروا ن تمازيرت وذلك تخليدا لليوم الوطني للمهاجر حيث ستتم مقاربة موضوع المهاجرين وارتباطهم بالأرض، بمشاركة أساتذة متخصصين وبتعاون وتأطير من جمعية الهجرة والتنمية، في حين سيخصص اللقاء الثاني لمنتدى الفعاليات والجمعيات “أباراز إمازالن” والذي يشكل مناسبة سنوية للالتقاء والتقاسم والتشاور والتواصل بين جميع الفاعلين بالمجال الترابي لجماعة أملن (وسيتم نشر البرنامج المفصل لكل لقاء على حدا) .
كما ستشهد خيمة تيفاوين بمركز جماعة أملن، تنظيم عدة لقاءات مفتوحة تواصلية وجلسات نقاش حول مواضيع متعددة طيلة مدة المهرجان، تتمحور حول المرأة القروية، السياحة القروية والنقل المدرسي بالمجال القروي “تجربة أملن النمودجية” إلى جانب إعطاء الانطلاقة للقافلة التحسيسية بدواوير أملن حول العناية بالمحيط والفضاء العام، كما سيتم تنظيم معارض للكتاب الأمازيغي والفن التشكيلي ولقاءات للشباب القروي المبدع من أبناء المنطقة ومناطق الجبل “أدرار” عموما، حول الإبداع بالأمازيغية خاصة في مجال الشعر والرواية مع توقيع إصداراتهم الجديدة في هذا المجال.
كما سيتم تنظيم حفل استعراضي للزي التقليدي التفراوتي بشراكة مع مؤسسة دار الصانع، و سيكون مناسبة لتسليط الضوء على جانب مهم من الحرفة التقليدية القروية التي تشتغل على الزي المحلي، حيث سيتم إبراز جمالية تصاميم هذه الأزياء والأبعاد الثقافية والرمزية المرتبطة بها والتصميمات الابداعية المنجزة من طرف بعض المبدعات المحليات في مجال الطرز والتزيين خاصة التوظيف المتميز لحروف تيفيناغ وأشكال أخرى عريقة في الثقافة الامازيغية.
وسيسدل الستار على فعاليات هذه الدورة بتنظيم عرس ديني احتفاءا بطلبة المدارس العتيقة، حيث سيتم تسليط الضوء على هذا الجانب التراثي الأصيل الذي يكتسي أهمية كبيرة، ليس في قرى تافراوت فقط بل على كل القرى المغربية.
تعليقات ( 0 )