جاري التحميل الآن

تعرف على أقدم مسجد في العالم….

د. عمر القادري

يعتبر مسجد شيرامان ( Cheraman ) في منطقة كودونغالور بولاية كيرلا في جنوب الهند، أقدم مسجد في شبه القارة الهندية، وحسب المؤرخين فإن هذه المعلمة الدينية تعتبر  أيضاً ثاني أقدم مسجد في العالم ، حيث يعود تاريخ بنائه إلى عام 629 م، أي خلال الفترة التي كان يتواجد بها سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وبالتالي يعد مسجد شيرمان جزءاً لا يتجزأ من التاريخ الثقافي الغني لولاية كيرلا والذي يجسد حرية الأديان والمعتقدات ، كما تعتبر هذه الولاية الهندية نقطة للتلاقي بين مختلف الثقافات حيث تكثر حركة الثقافات في الهند القديمة.

يقع مسجد شيرامان على طول طريق شبه ريفي هادئي ولا يوجد دليل واضح عن آثاره العظيمة وللوهلة الأولى ، قد يبدو الأمر غير معتاد لأنه ليس كمسجد تقليدي بقباب ومآذن وهو لا يبدو أكثر من منزل تقليدي تجد في جميع أنحاء كيرلا بسقف مبلط وأبواب خشبية ومزخرفة وبداخل المسجد تجد القبلة نحو الكعبة المشرفة وسجاد الصلاة مثل المساجد الأخرى.

ومن جهة ثانية ، كانت منطقة كودونغالور في جنوب الهند مركزاً تجارياً للعالم بالحركة بسبب موقعها بالقرب من الميناء القديم ” موزيريس” يعود تاريخه إلى القرن الرابع قبل الميلاد حيث كان سوقاً حيوياً للتجارة مع الشرق والغرب ويعتبر بوابة الهند للثقافات والشعوب المتنوعة وبالتالي يظهر كمهد لعدة حضارات في حين أن مملكة شيرا (Chera kingdom ) كانت تروج التجارة مع الشرق الأوسط وأوروبا منذ عصر هارابان ( Harappan  ) وهم كانوا يتاجرون تقريباً كل شيء بدءاً من التوابل حتى الأحجار الكريمة.

بقية الإشارة،  أن مسجد شرمان يتميز عن باقي امساجد الأخرى ، كونه يفتخر بوجود رخام أبيض خاص يعتقد أنه تم جلبه من مكة المكرمة حيث تولى مشروع التراث الموزاري ( MHP  )  مهمة تجديد مسجد شيرمان في محاولة لإستعادة الهيكل التراثي افتتحه الحاكم عارف محمد خان مشروع اعمال التجديد في 10 نوفمبر 2019م علماً أن المسجد قبل التجديد فقد بعض النكهة الكلاسيكية الفريدة من نوعها بسبب اضافة بعض القباب والمآذن في السبعينات والتسعينات حيث اعتمدت حكومة ولاية كيرالا مشروع التراث الموزاري كجزء من محاولة الدولة للحفاظ على ثقافتها القديمة فلا شك فيها أن استمرار وجود المسجد يعتبر بمثابة شهادة على التراث الثقافي الغني في كيرلا وأهمية الحفاظ عليه للأجيال القادمة.

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك