مع الحدث متابعة مجيدة الحيمودي
في إطار المقاربة التواصلية وتقريب الإدارة من المواطنين ، وامتثالا للخطاب الملكي السامي لصاحب الجلالة في خصوص ” مفهوم السلطة الجديد ” الذي وجهه الملك محمد السادس نصره الله وأيده إلى المسؤولين عن الجهات والولايات والعمالات والأقاليم من رجال الإدارة وممثلي المواطنين بتاريخ 12/09/1999 ”
نص الخطاب الملكي السامي ” …..وما يرتبط بها مبني على رعاية المصالح العمومية والشؤون المحلية وتدبير الشأن المحلي والمحا فضة على السلم الاجتماعي. وهي مسؤولية لا يمكن النهوض بها داخل المكاتب الإدارية التي يجب أن تكون مفتوحة في وجه المواطنين ولكن تتطلب احتكاكا مباشرا بهم و ملامسة ميدانية لمشاكلهم في عين المكان وإشراكهم في إيجاد الحلول المناسبة والملائمة”
من هنا تطرح عدة تساؤلات حول تطبيق مقتضيات الخطاب الملكي السامي ، من قبل بعض المسؤولين عن تدبير الشأن العام بعمالة النواصر ، في الوقت الذي يشهد الإقليم برمته دينامية ملحوظة في مختلف المجالات، بفضل القيادة الميدانية للسيد جلال بنحيون، عامل الإقليم، لتبرز كذلك تساؤلات مشروعة من قبل عدد من الفاعلين المدنيين والمواطنين حول مفارقة باتت مثيرة للانتباه: ” لماذا يُمنع المواطنون من لقاء العامل بشكل مباشر، في حين أن الرجل يشدد في كل مناسبة على أهمية الانفتاح والتواصل مع الساكنة والاستماع لانشغالاتها؟
ما يثير الاستغراب أكثر هو أن هذا السلوك – الذي لا ينسجم مع التوجه الرسمي المعلن – يصدر عن بعض المقربين أو المحيطين بالسيد العامل، والذين يبدو أنهم يتخذون قرارات غير مفهومة باسم مؤسسة العمالة، قد تسيء إلى الصورة الإيجابية التي راكمها المسؤول الأول عن الإقليم.
ويرجح عدد من المتتبعين أن هذا “الحاجز البشري” الذي يُضرب بين المواطن والمسؤول، ربما يهدف إلى التستر على بعض التجاوزات التي قد يكون تورط فيها بعض رجال السلطة أو الإدارات، وهو ما يتنافى تمامًا مع منطق الشفافية والمحاسبة.
وفي هذا السياق، يُطالب عدد من المواطنين والفاعلين الجمعويين السيد جلال بنحيون، المعروف بانفتاحه وتواصله الدائم مع المجتمع المدني، بالتدخل العاجل لإعادة الأمور إلى نصابها، وإعطاء تعليماته الصريحة قصد فتح باب الاستقبال بمقر العمالة أمام عموم المرتفقين، بما يعكس التوجه العام للدولة في ترسيخ قيم الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة.
إن المواطن اليوم، في ظل التحولات التي تعرفها المملكة، لم يعد يقبل أن يُعامل كرقم هامشي أو يُقصى من حقه في إيصال صوته ومعاناته إلى من يفترض أنهم في خدمته. ومن هنا، فإن إعادة الثقة بين الإدارة والمواطن تبدأ من كسر الحواجز، وإرساء ثقافة القرب والتواصل الفعال.
تعليقات ( 0 )