حرائق مهولة تلتهم غابات إزمير التركية وتُهدد مناطق سكنية وصناعية.. وأوروبا تئن تحت لهيب الحرارة

مع الحدث/ تركيا

المتابعة ✍️ : ذ لحبيب مسكر 

 

تواصلت اليوم الإثنين حرائق غابات عنيفة في ولاية إزمير غرب تركيا، مهددةً أحياء سكنية ومناطق صناعية، في وقت تضرب فيه موجة حر شديدة أنحاء واسعة من أوروبا، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع بفعل التغيرات المناخية.

الحريق اندلع في ساعة مبكرة من صباح اليوم قرب منطقتي “مندريس” و”سفري حصار”، قبل أن يمتد بسرعة كبيرة نتيجة الرياح القوية التي ساهمت في اشتعاله وانتشاره.

السلطات التركية سارعت إلى إخلاء خمسة أحياء سكنية على الأقل بعد اقتراب ألسنة اللهب من المنازل، في وقت تواصل فيه فرق الإطفاء معركة شرسة باستخدام طائرات مروحية وجرارات مزودة بصهاريج مياه، في مشهد بات مألوفاً خلال فصول الصيف في البلاد.

وزير الزراعة والغابات التركي، إبراهيم يوماقلي، أكد استمرار الحريق لليوم الثاني على التوالي، مشيراً إلى أن فرق الإطفاء تكافح من أجل احتواء النيران رغم صعوبة التضاريس وشدة الرياح.

بالتزامن تشهد فرنسا بدورها حرائق غابات في إقليم “أود” جنوب غرب البلاد، حيث دمرت النيران منذ يوم أمس حوالي 400 هكتار من الغطاء النباتي، وأدت إلى إجلاء سكان منطقة تخييم ودير مجاور.

هيئة الأرصاد الفرنسية وضعت 84 إقليماً في حالة تأهب برتقالي بسبب موجة الحر التي يُنتظر أن تبلغ ذروتها يومي الثلاثاء والأربعاء. وزارة التعليم أعلنت إغلاق ما لا يقل عن 200 مؤسسة تعليمية كإجراء احترازي.

وفي إيطاليا ارتفعت درجة التأهب بدورها، حيث أصدرت وزارة الصحة تحذيراً أحمر في 21 مدينة، بينها روما وميلانو، مع توقعات ببلوغ الحرارة 41 درجة مئوية في فلورنسا. السلطات في منطقة لومبارديا الصناعية تعتزم فرض قيود على العمل في الهواء الطلق خلال ساعات الظهيرة، لحماية العمال من مخاطر ضربات الشمس.

هذه الحرائق والموجات الحارة المتزامنة أعادت النقاش حول علاقة هذه الكوارث بـأزمة المناخ العالمية.

خبراء البيئة يؤكدون أن ارتفاع معدلات انبعاث الغازات الدفيئة، الناتجة أساساً عن حرق الوقود الأحفوري، هو السبب الرئيسي وراء تسارع التغيرات المناخية. وتشير الإحصائيات إلى أن سنة 2024 كانت الأكثر حرارة في تاريخ القياسات المناخية، في منحى تصاعدي يُنذر بمزيد من الكوارث مستقبلاً.

وتسعى الدول الأوروبية والمتوسطية، من ضمنها المغرب، إلى تعزيز قدراتها على التكيف ومجابهة هذه التحديات المناخية، عبر خطط إنذار مبكر ومشاريع لتحصين النظم البيئية وتقوية البنى التحتية في مواجهة الحرارة والحرائق.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)