“حوض الدار البيضاء لبناء السفن: ركيزة استراتيجية لعقود من الريادة الصناعية البحرية”

متابعة لحسن المرابطي 

في خطوة ترسخ رؤية المغرب الاستراتيجية للتحول إلى قطب صناعي بحري على المستوى القاري والدولي، أطلقت الوكالة الوطنية للموانئ طلب عروض لتطوير وتجهيز وتشغيل أكبر حوض لبناء السفن في أفريقيا، بعقد يمتد لثلاثة عقود.

ويمثل هذا المشروع، الذي بلغت كلفته الاستثمارية حوالي 300 مليون دولار، أحد أبرز مكونات رؤية المملكة طويلة الأمد لتقوية سيادتها الصناعية، وتقليص التبعية الخارجية في مجالات حيوية مثل صيانة وإصلاح الأسطول البحري، بما في ذلك السفن العسكرية. كما يسعى المشروع إلى استقطاب جزء من الطلب المتزايد الذي يواجه اختناقاً في أحواض جنوب أوروبا، مع توفير خدمات تنافسية للسفن الأفريقية العابرة نحو القارة الأوروبية.

ويمثل الحوض الجديد في الدار البيضاء منصة استراتيجية لتعزيز موقع المغرب كمركز إقليمي للصناعات البحرية، من خلال تطوير بنية تحتية متقدمة قادرة على استيعاب الطلب المتنامي، وخلق دينامية اقتصادية مستدامة على مدى الثلاثين سنة القادمة.

وفي هذا السياق، تأتي زيارة وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، إلى كوريا الجنوبية، حيث قام بجولة ميدانية بأكبر حوض لبناء السفن في العالم بمدينة أولسان، التابع لشركة “هيونداي للصناعات الثقيلة”. وقد أتاحت الزيارة للوفد المغربي فرصة مباشرة لتعزيز التعاون الصناعي مع أحد أهم الفاعلين العالميين في صناعة السفن والطاقة البحرية، واستكشاف آفاق واعدة للشراكة في مجالات التصنيع المتقدم، بما يفتح آفاقاً استراتيجية لتعزيز القدرات الوطنية في هذا المجال.

وتجدر الإشارة إلى أن التعاون المغربي-الكوري يشهد تطوراً لافتاً، حيث فازت شركة “هيونداي روتيم” الكورية مؤخراً بصفقة كبرى لتزويد المكتب الوطني للسكك الحديدية بقطارات من طابقين بقيمة 1.54 مليار دولار، ما يعكس متانة العلاقات الصناعية بين البلدين.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)