خطاب عيد العرش 2025: الملك محمد السادس يدعو لنقلة تنموية عادلة ويجدد اليد الممدودة للجزائر

مع الحدث

تحرير ✍️:ذ لحبيب مسكر

 

في خطاب سامٍ ألقاه بمناسبة الذكرى الـ 26 لعيد العرش المجيد، رسم جلالة الملك محمد السادس معالم المرحلة القادمة في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة، داعياً إلى تعزيز العدالة المجالية، وتوسيع ثمار التقدم لتشمل جميع المواطنات والمواطنين، دون تمييز أو إقصاء.

مغرب صاعد… برؤية بعيدة المدى

أكد جلالة الملك أن ما حققته المملكة من مكاسب تنموية واقتصادية لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة رؤية بعيدة المدى واختيارات استراتيجية صائبة، أرست دعائم الاستقرار السياسي والمؤسساتي.

وأشار الملك إلى أن المغرب رغم الأزمات العالمية وتوالي سنوات الجفاف، حافظ على نسبة نمو منتظمة، مبرزاً النهضة الصناعية غير المسبوقة، وتطور قطاعات السيارات، الطيران، الطاقات المتجددة، والصناعات الغذائية.

 

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، شدد الملك محمد السادس على أن التنمية الاقتصادية لا تكتمل دون أثر مباشر وملموس على تحسين ظروف عيش المواطنين. وأعلن عن تراجع الفقر متعدد الأبعاد من 11.9% سنة 2014 إلى 6.8% سنة 2024، وتصنيف المغرب ضمن الدول ذات “التنمية البشرية العالية”.

إلا أن الملك لم يُخفِ قلقه من استمرار مظاهر الفقر والهشاشة في بعض المناطق القروية، مؤكداً: “لا مكان اليوم ولا غداً، لمغرب يسير بسرعتين.”

 

دعوة إلى نقلة تنموية جديدة

 

في هذا السياق، وجه العاهل المغربي الحكومة إلى اعتماد جيل جديد من برامج التنمية الترابية، يقوم على:

 

تثمين الخصوصيات الجهوية.

 

تعزيز الجهوية المتقدمة.

 

دعم التشغيل المحلي.

 

تقوية التعليم والصحة.

 

تدبير استباقي للماء في ظل التغير المناخي.

 

إطلاق مشاريع تأهيل ترابي مندمج.

 

 

وفي الشق السياسي أكد الملك محمد السادس حرصه على احترام الموعد الدستوري للانتخابات التشريعية المقبلة سنة 2026، مشدداً على ضرورة حسم المنظومة القانونية المؤطرة لها قبل نهاية سنة 2025، وفتح باب المشاورات السياسية بين وزارة الداخلية ومختلف الفاعلين.

 

اليد الممدودة للجزائر والتشبث بالاتحاد المغاربي

 

و على الصعيد الإقليمي جدد جلالة الملك موقفه الثابت بخصوص العلاقات مع الجزائر، مؤكداً أن الشعب الجزائري يبقى شعباً شقيقاً، تربطه بالمغرب أواصر اللغة والدين والتاريخ والجغرافيا، ومجدداً الدعوة لحوار “صريح، مسؤول، وأخوي”.

كما شدد على التزام المغرب الدائم ببناء اتحاد مغاربي فعّال، لا يمكن أن يتحقق دون انخراط المغرب والجزائر معاً.

 

و في ما يخص قضية الصحراء المغربية، عبّر الملك عن اعتزازه بالدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، معبّراً عن شكره للمملكة المتحدة والبرتغال على مواقفهما الداعمة. ودعا إلى حل سياسي توافقي، يحفظ كرامة جميع الأطراف ولا غالب فيه ولا مغلوب.

 

وفي ختام الخطاب توجه جلالة الملك بتحية تقدير لكل مكونات القوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والأمن الوطني، والقوات المساعدة، والإدارة الترابية والوقاية المدنية. كما ترحم على روحَي الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني.

 

الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش هذه السنة، لم يكن مجرد استعراض لإنجازات الماضي، بل كان دعوة قوية إلى إحداث قطيعة مع المقاربات التقليدية، والتوجه نحو عدالة ترابية ومجتمعية أكثر شمولاً، في ظل مغرب صاعد يرفض الازدواجية والتمييز، ويطمح إلى مصالحة شاملة مع مكوناته المجالية والإنسانية، وجيرانه كذلك.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)