دبلوماسية الجزائر : الهروب الى الأمام

أغسطس24,2021
23 29 40 3E1D7D68 9DD8 426A 93F6 8B2ADE54A77F e1626270317287 600x300 c

عبد الصمد عراك
لا زال النظام الجزائري يمارس هواية المحبوبة و التي لم يسبقه لها أي نظام آخر و هي الهروب إلى الأمام و الخوف من المواجهة، الحديث هنا لا يتعلق بالمواجهة التي قد تتبادر الى ذهنكم انما اقصد مواجهة الأمر الواقع والتعامل معه، فكل الأنظمة التي تحترم نفسها إذا تحدثت عنها دول أخرى اجابتها بشكل مباشر و ببيان صريح إلا الجزائر التي كلما تلقت يدا ممدودة من المغرب اتلفت حولها و خلقت موضوعا آخر كي يناقش و يصرف النظر عن الاحراج الذي وضعت فيه، آخر هذه الهربات هو إعلان وزير الخارجية الجزائري عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب متحججا بكلام لا اول له من آخر، و بعيدا جدا عن صلب العلاقات بين البلدين، كما هو الشأن في موضوع احتضان الجزائر لمرتزقة البوليساريو و محاولة تقسيم المغرب، و موضوع اتهام المغرب بأشعال حرائق تيزي وزو بينما غابات العالم إحترقت بينها المغرب و الكل ارجع ذلك للعامل المناخي، فكل هذه الامور تظهر جليا أن الجزائر إما تريد أن تدخل المغرب فيما لا يعنيه أو تدخل نفسها هي فيما لا يعنيها، مبتعدة كليا عن صلب الموضوع و ما يجب أن يفعل و هو طي كل خلاف ومد يد الصلح و جمع شمل الشعبين الشقيقين…
هروب النظام الجزائري في كل مرة من الصلح يبين أنه يسعى نحو أمر ما، لم يستطع وصوله بعد و أن هذا النظام لا نية له اطلاقا في لم الشتات و تسهيل ربط حبل الود بين الإخوة، و هذا التعنت قد يجر المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه خصوصا عندما يلعب هذا النظام دور الضحية و يلبس المغرب ثوب الشرير مختلقا اسبابا تافهة بل و مضحكة حتى كما حدث في موضوع حرائق الغابات الذي تناولته منابر إعلامية من باب الكوميديا، أما ما حدث في الأمم المتحدة و فتح موضوع استقلال القبائل فكانت جرة أذن لا أقل ولا أكثر و رسالة مفادها أن المغرب يعرف جيدا هو الاخر كيفية تحريك الخيوط عن بعد، لكنه لا يجيد سياسة الهروب الى الأمام بل يفرض دوما الأمر الواقع، و الواقع أن الراية المرفوعة فوق التراب الجنوبي كله مغربية و ذلك باعتراف اكبر الدول و الواقع أيضا أن يد الصلح و المحبة و طي الخلافات هي الأخرى ممدودة شريطة عدم الالتفاف حولها و عضها.
فمتى سينهي جينرالات الجزائر هروبهم هذا إلى الأمام ؟ و متى سيتقبلون الأمر الواقع ؟

اقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *