رغم الخصاص الحاد… المركز الصحي الحضري أولاد حمدان ببني ملال يصنع الفرق

مع الحدث/ بني ملال

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

 

 

في ظل واقع صحي يعاني من خصاص مهول في الأطر الطبية والتمريضية، يبرز المركز الصحي الحضري من المستوى الأول أولاد حمدان بمدينة بني ملال كنموذج للمثابرة والعطاء، رغم التحديات التي تفرضها كثافة الإقبال السكاني، حيث يغطي هذا المرفق أزيد من 49 ألف نسمة.

هذا الرقم الضخم من المواطنين يُقابله نقص فادح في عدد الممرضين ، ما يجعل المواطن يواجه صعوبات جمّة، من قبيل الاكتظاظ، الانتظار الطويل، وتأخر الخدمات. ورغم ذلك، يبذل العاملون بالمركز جهودًا مضاعفة للتخفيف من حدة هذا الواقع، وفي مقدمتهم ممرضة واحدة تشرف، بإصرار نادر، على خلية صحة الأم و الطفل التي تُعد من أهم الخدمات الحيوية التي يقدمها المركز.

أيام الإثنين، الأربعاء والخميس، تتحول قاعة التلقيح إلى ورشة مزدحمة بالأمهات وأطفالهن، حيث يتجاوز عدد المستفيدين في اليوم الواحد 80 طفلاً، تستقبلهم ممرضة واحدة بمعية ثلاث أو أربع متدربات، تعمل جاهدة على تأطيرهن ومراقبة عملهن، لتفادي أية هفوات قد تقع نتيجة ضغط العمل.

المواصفات المثالية لجودة التلقيح، والتي تتطلب 15 دقيقة لكل طفل تشمل الفحص، قياس الحرارة والوزن، والاستماع لملاحظات الأمهات، تصبح مهمة شبه مستحيلة في ظل هذه الأرقام، ومع ذلك، تقوم هذه الممرضة على تقديم أفضل ما لديها، غالبًا دون استراحة أو وجبة غداء، في مشهد من نكران الذات قل نظيره.

لكن ورغم هذه التضحيات، لا تسلم من ضغوط المواطنين، بل تُحمّل أحيانًا مسؤولية النقص الحاصل، في حين أن دورها يتجاوز مجرد تقديم الخدمة إلى تأطير المتدربات وتدارك أخطائهن، وضمان استمرار الحملات التلقيحية ، كما حدث مؤخرًا مع حملة التلقيح ضد “بوحمرون” بالمدارس، تعويضًا للتأخر الحاصل خلال فترة “كوفيد-19”.

ومن قلب هذا المشهد، تبرز الممرضة (ن) التي أصبح اسمها رديفًا للتفاني كملاك في ثوب ممرضة. لا تؤدي وظيفتها فقط، بل تحي رسالة، تصنع من أبسط الإمكانيات منارة أمل، وتحوّل ركنًا بسيطًا من مركز صحي إلى فضاء رحيم، يعج بالثقة، والدفء، والإيمان بقدسية المهنة.

تحية لكل الأطر التي، رغم قلة العدد، تصنع الفرق كل يوم بصبرها وضميرها. وتحايا مضاعفة ل(ن) ، رمز العطاء الإنساني حين يتجسد في امرأة، وفي ممرضة لا تُكرمها الأوسمة بقدر ما تكرمها دعوات الأمهات وابتسامات الأطفال.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)