مع الحدث متابعة سيداتي بيدا
في حادثة مؤلمة تهز الضمير الإنساني، لقيت فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا مصرعها على يد والدتها، بعد أن فقدت سلسلة ذهبية أثناء اللعب مع صديقاتها. لحظة غضب عارمة أفقدت الأم صوابها، فانقضّت على ابنتها بأداة تنظيف، موجهة ضربة قاتلة على رأسها، أنهت حياة طفلة كانت في مقتبل عمرها، وتحولت من ضحية “إهمال بسيط” إلى جثة هامدة في مشهد مأساوي لا يُصدّق.
الحدث: طفلة تدفع حياتها ثمنًا لـ… سلسلة!
وفاء، فتاة في ريعان الطفولة، خرجت كعادتها لتلهو مع صديقاتها في الحي، وكانت تحمل سلسلة ذهبية أعطتها لها والدتها لتضعها في المنزل أثناء انشغالها بالاستحمام. لكن، وفي غمرة اللعب، فقدت وفاء السلسلة.
وعند عودة الأم واكتشافها للأمر، أصيبت بحالة هستيرية، جعلتها تنهال على ابنتها بالضرب باستخدام أداة تنظيف منزلية. لم تكن تتخيل أنها بتلك الضربة ستسكت قلبًا نابضًا، ولن تسمع صوت طفلتها مرة أخرى.
هذه الحادثة، برغم قسوتها، ليست مجرد واقعة قتل عائلية، بل انعكاس لانحدار خطير في القيم والمفاهيم داخل بعض البيوت. فحين تتحول السلسلة الذهبية إلى أغلى من روح الإنسان، فنحن أمام أزمة أخلاقية ومجتمعية عميقة.
لقد غابت الرحمة، وضُيّعت التربية السليمة، وسُحقت القيم الدينية التي طالما كانت تحث على الصبر وضبط النفس والتعامل باللين، خصوصًا مع الأبناء
اين نحن من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
“من لا يَرحم لا يُرحم”؟
العنف الأسري: من التأديب إلى التدمير
تختلط مفاهيم كثيرة في أذهان بعض أولياء الأمور، فيرون أن “الضرب وسيلة للتربية”، دون إدراك أن العنف، خاصة إذا صاحبه غضب، ليس وسيلة إصلاح، بل قنبلة موقوتة قد تنفجر في لحظة، كما حدث مع وفاء.
التأديب لا يعني الإيذاء، والغضب ليس عذرًا لارتكاب الجرائم. المجتمع بحاجة إلى إعادة تعريف العلاقة بين الآباء والأبناء، على أسس من المحبة والاحتواء، لا التهديد والعقاب.
نُدرك جميعًا أن كثيرًا من الأمهات يعانين من ضغوط حياتية ونفسية شديدة، لكن هذه الضغوط لا تبرر أبداً اللجوء للعنف القاتل. لو أن هذه الأم وجدت من يحتويها أو يرشدها نفسيًا وتربويًا، لما وقعت في هذا الفخ القاتل.
المجتمع بحاجة ماسّة إلى تفعيل دور المرشدين النفسيين والاجتماعيين، وتوفير مراكز دعم للأمهات والآباء.
وفاء لم تمت فقط بسبب ضربة، بل بسبب منظومة فكرية تجعل من الذهب، والهواتف، والملابس، والسيارات، أشياء أغلى من الأبناء والزوجات والأرواح.
تعليقات ( 0 )