-شراكة ودعم لمبادرات المجتمع المحلي من أجل تحقيق مبادئ السياحة المستدامة.
– أكثر من 5 آلاف زائر للقرية منذ بداية العام الماضي.
سلطنة عمان – كشفت وزارة التراث والسياحة عن جهودها الرامية لتطوير قرية السوجرة في ولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية وذلك من خلال استغلال تنوع المفردات الطبيعية والثقافية والتراثية لتحويلها إلى منتج سياحي جاذب للزوار من جميع أنحاء العالم.
وتحتفظ “قرية السوجرة” العُمانية برونقها الطبيعي الخلّاب وتاريخها العريق الذي يمتد لأكثر من 450 عاماً لتظل تحكي قصتها عبر جدرانها المنحوتة وصخورها التي أصبحت جزءًا من إرثها التاريخي وتستمد القرية اسمها من “شجر السوجر” التي كانت تزين مجاري الأودية والعيون بظلها الوارف وأوراقها الخضراء الطويلة التي اقتلعت منذ أكثر من 80 عاماً بسبب الأمطار.
وتتمتع القرية بموقعها الاستثنائي في أحضان الجبل الأخضر من جهته الشمالية التي ترتفع عن سطح البحر حوالي 1900 متر وتتميز بأجوائها المعتدلة طوال العام وهي واحدة من القرى القديمة المميزة في المنطقة.
وأكد سلطان بن جميل المخمري رئيس قسم تطوير التجارب السياحية بوزارة التراث والسياحة أن جهود التطوير الداعمة لمبادرات الشركة الأهلية شملت توظيف المنحدرات الصخرية التي شيدت عليها أجزاء من القرية باستخدام الموارد الطبيعية من الصخور وأشجار العلعلان ومجموعة من المواد في بناء هذه الأكواخ الجبلية الصغيرة .
واشار إلى تأهيل المسار الزراعي وتبليطه بالكامل وتجهيز الجلسات المهيأة للاستراحة بالإضافة إلى تركيب الحمايات على أجزاء المسار عبر الأزقة والممرات العريقة وتجهيز منصات المشاهدة وتوفير حاويات القمامة. وتم بالفعل الانتهاء من هذه الأعمال بنسبة إنجاز ١٠٠٪.
وأوضح المخمري أن القرية التي سيستم تدشينها غدا الخميس ( الثالث من اغسطس ) تتميز بالعديد من المقومات التي تؤهلها كوجهة سياحية مميزة تجسد نمط الحياة الريفية القديمة في سلطنة عُمان، وتستفيد من الطبيعة الجبلية والتراثية لتقديم تجربة سياحية فريدة تقدم نموذجا سياحيا يتناغم مع جماليات المكان المتمثلة في قرية السوجرة الهادئة والابداع في المعمار التقليدي بها.
ويتيح مشروع تأهيل قرية السوجرة توفير رحلة آسرة للتأمل والاستجمام واكتشاف الذات والدخول في تجارب ومغامرات متعددة وممتعة، تجعل السائح يعيش واقعا من حياة المجتمع الريفي وسبر تفاصيلها والتعرف على القصص المثيرة للأشخاص والأماكن، فالتجربة السياحية تعتبر من العمليات النفسية المعقدة التي تشمل الأحداث والأنشطة والتفاعلات التي ينخرط فيها الأفراد خارج مكان إقامتهم مع الوجهات والبيئات والأشخاص الآخرين الذي يمكّنهم من تكوين الانطباعات المدهشة والذكريات الاستثنائية والاستمتاع بها لتكون ذكريات جميلة ومثيرة لا تنسى.
وقامت الوزارة بالتعاون مع الشركة الأهلية بالقرية بتركيب لوحات تعريفية للأشجار الموجودة بالقرية، بالاستعانة بخبرات المختصين بحديقة النباتات العمانية في هذا الجانب.
ومن المتوقع أن يقدم المشروع مزيدا من التجارب السياحية الفريدة للزوار خلال المراحل اللاحقة، كالأنشطة والورش التعليمية للزوار، مثل ورشة تعلم النحت على الصخور والأخشاب، وصنع القهوة العمانية التقليدية، بالإضافة إلى زيارة المعالم الطبيعية التي تحتضنها القرية ككهف عامر وممارسة بعض أنشطة سياحة المغامرات المتمثلة في ممارسة نشاط المشي الجبلي بالمسارات الجبلية المرتبطة بها القرية مع القرى الأخرى.
من جانبه قال عبدالله بن ناصر الشريقي ممثل الشركة الأهلية بقرية السوجرة بولاية الجبل الأخضر إن قرية السوجرة سجلت أكثر من ٥ آلاف زائر منذ العام الماضي حتى الآن.
وأضاف أن التعاون قائم ومستمر بين الشركة الأهلية ووزارة التراث والسياحة، من خلال تمكين القرية من العمل على التطوير والتحسين في الخدمات السياحية لجعلها أحد أهم القرى السياحية التي يقصدها مختلف الشرائح السياحية.
وبين أن الوزارة قامت بتنفيذ مشروع تمهيد المسار الزراعي وتحسينه بالشكل المطلوب والملائم بدءً من مواقف السيارات، وحتى مدخل القرية وهذه إحدى الثمار الإيجابية للتواصل المستمر مع الوزارة كما أن المرور بالمسار الزراعي أصبح سهلا جدا وممكن أن يصل إليه الجميع ولذلك كل من يزور القرية أصبح يشيد ويثني حول هذه الخطوة المهمة في تحسين الوصول إلى القرية.
الجدير بالذكر أن هذا المشروع يمكن أن يكون نموذجاً يُعمم في القرى الأخرى التي تتمتع بالخصائص الفريدة والمقومات السياحية الجذابة لجعل السياحة محركاً للنمو في هذه المناطق الساحرة، وتكريس مفهوم السياحة الريفية كوجهة جذب سياحي استثنائية بمواصفات عالية.
ومن المتوقع أن يكون هذا المشروع إضافة مهمة للقطاع السياحي، حيث سيساهم في جذب المزيد من السياح وتعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل للسكان المحليين. وسيمثل تحولاً جذرياً في النهج التسويقي لمفردات السياحة العُمانية وتعزيز مكانتها على خارطة السياحة الدولية.
Share this content:
إرسال التعليق