فيصل باغا
في حادث مأساوي جديد، شهدت جماعة بوسكورة بإقليم النواصر، يوم الخميس 22 ماي، وفاة طفل يبلغ من العمر 16 سنة غرقًا داخل بحيرة مائية مؤقتة، ناتجة عن ورش إصلاح وتهيئة وادي بوسكورة. البحيرة، التي يفترض أنها مؤمنة كجزء من منشأة في طور الإنجاز، تحولت إلى مصيدة مميتة في غياب تام لأي وسائل حماية أو إشارات تحذيرية.
الورش الذي يشرف عليه مقاولون يفترض فيهم الالتزام بتأمين محيط المنشأة، ترك مكشوفًا دون أسوار أو مراقبة، رغم القوانين التي تفرض إجراءات احترازية صارمة. وفي مشهد يتكرر في العديد من الأوراش بالمغرب، تحوّلت المياه الراكدة إلى نقطة جذب للأطفال في منطقة آهلة بالسكان، ما يُبرز الخلل الكبير في ثقافة الوقاية والرقابة.
السلطات المحلية وجدت نفسها في مرمى الانتقادات، وسط تساؤلات حادة من السكان حول غياب المراقبة وتقصير الجهات المعنية في حماية أرواح المواطنين، خاصة القاصرين الذين يدفعون ثمن الإهمال غالبًا بأرواحهم.
وتطالب الساكنة بفتح تحقيق جدي وسريع لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين في هذا الإهمال المؤسف، مؤكدين على ضرورة تسييج كل المنشآت المشابهة، وإطلاق حملات توعية استباقية لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث.
حادث بوسكورة ليس الأول، لكنه يجب أن يكون الأخير. فقد آن الأوان لإعادة النظر في معايير السلامة داخل الأوراش المفتوحة، حفاظًا على أرواح الأبرياء، وضمانًا لحق الجميع في فضاءات آمنة ومحروسة.
تعليقات ( 0 )