جاري التحميل الآن

فريد حفيض الدين هاذي فهامتي و هذا جهدي “السياحة الداخلية أو سياحة الفقراء” العدد ( 63) 03/07/2023.

يعتبر قطاع السياحة من القطاعات المنتجة للثروة ، إذ تدر على خزينة الدولة ما يقارب سبع ملايير دولار سنويا. لكن ما هو نصيب السياحة الداخلية من كل هذا ، وماذا أعدت الحكومة لهذا القطاع الذي يهم السائح المغربي البسيط.
والسؤال هنا ، هو أين وكيف و بأية وسائل يستعد المواطن لقضاء عطلة هذا الموسم. في الحقيقة تصعب الإجابة ، لأن لا شيء يوحي بأن الحكومة فكرت ، أو أعدت بنيات تحتية سياحية بمواصفات ، و متطلبات الأسر المغربية التي تفضل السفر بكامل افرادها ، ولها عادات وتقاليد خاصة لا توفرها معظم الوحدات السياحية التي تعمل بنظام الغرف الفندقية. نعلم جميعا ، أن الأسرة المغربية تفضل عوض هذه الغرف ، شققا أو شاليهات سياحية مجهزة بغرف ومطبخ.
للأسف مثل هذه النماذج التي توفر للعوائل المغربية مبتغاها في سياحة جماعية ، وفي ظروف عائلية حميمية لا توجد بالعدد الكافي.
حسب علمي هناك فقط ثلاثة وحدات سياحية مخصصة للسياحة الداخلية ، توفر ظروف الاستجمام والراحة ، مجهزة لكي تستوعب عائلة بكامل افرادها. هذا المنتوج السياحي يوجد في كل من إفران و اكادير و المهدية. كما أن هناك قطاعات وزارية ، توفر لموظفيها و أعوانها في إطار خدماتها الإجتماعية ، وحدات سياحية بمواصفات السياحة الداخلية. وهي غير كافية ، و تتطلب الإستفادة من خدماتها مواعيد ، وأحيانا اللجوء إلى سياسة” أباك صاحبي ”
أمام هذا النقص الحاد في العثور على منتوج سياحي ملائم لخصوصيات الأسر المغربية ، تلجأ هذه الأخيرة إلى نظام كراء الشقق مباشرة من ملاكيها ، خاصة في المدن الساحلية. هذا النموذج من السياحة لا دخل فيه للحكومة ، ولا للمجالس المنتخبة. هي عملية تدخل في إطار الاقتصاد الغير مهيكل ، وتضيع معها خزينة المالية العمومية ملايين الدراهم ، كما تحرم الجماعات المحلية من عوائد جبائية هامة ، وتحضر فيها للأسف جميع أنواع الغش ، والفوضى ، والابتزاز ، وانعدام الأمن ، وانتشار المخدرات والدعارة.
كل هذا لأن الحكومة لم تعمل على توفير بنيات تحتية سياحية تحترم خصوصيات الأسر المغربية ، والتي كان بإمكانها أن تعود بمداخيل على خزينة الدولة ، وتمكن السائح المغربي البسيط من الاستمتاع بعطله في تناغم تام مع ميزانيته ، وتقاليد المجتمع المغربي…
للأسف من بيدهم الحل، وهم المسؤولين عن هذا الوضع ، جلهم لا يقضون عطلهم داخل المغرب. هؤلاء يفضلون السياحة خارج المغرب ، وينعشون خزائن دول أجنبية…
نتذكر جميعا قبل سنة أو سنتين ، حين نشرت ومن دون حياء ، وزيرة السياحة المغربية على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لها ولبعض أفراد عائلتها وهي تنتشي بأوقات راحة واستجمام في إحدى الجزر بالمحيط الهادي أو الهندي، لا أتذكر. ” كي الهادي كي الهندي الله ارزق غير الصحة والسلامة ”
المهم من لم يستطع منكم الذهاب إلى إحدى جزر المحيط الهندي ، راه موسم” كرموص الهندي ” على الأبواب.
غير هو كول وقيس!!!!
هاذي فهامتي و هذا جهدي

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك