الرئيسية ثقافة و أراء قراءة فنية وتأملية للوحة

قراءة فنية وتأملية للوحة

كتبه كتب في 14 فبراير 2025 - 7:46 ص
مشاركة

القراءة ل هند بومديان

اللوحة للفنان التشكيلي عبد الإله الشاهدي

هذه اللوحة تحمل بعدًا رمزيًا عميقًا، فهي تتحدث بلغة الصمت، لكنها تصرخ بصوت الألم، القيد، والرغبة في التحرر

1. التحليل التشكيلي

اللوحة تصور أيادي ضخمة تتشابك وتتحول إلى قفص، بينما تبرز من بينها أيادٍ صغيرة كأنها تحاول الانفلات. هذه البنية البصرية المعقدة تجعل العمل غنيًا بالرموز والدلالات، ويجمع بين عناصر التشريح الواقعي والأسلوب التعبيري.

أ. التكوين والبنية

التكوين العام للوحة يعتمد على التكرار العمودي للأصابع، مما يخلق إحساسًا بالحركة المقيدة، وكأن الأيدي الصغيرة تحاول الصعود والخروج.

الفراغات بين الأصابع تخلق وهمًا بصريًا يوحي بأنها ليست مجرد يد عادية، بل أقرب إلى قفص أو جدار حيّ.

هناك تدرج في توزيع الأيدي الصغيرة، حيث تتنوع وضعياتها من الاستسلام إلى المقاومة، مما يعزز الشعور بالحركة والصراع.

ب. الألوان والتدرجات

الأصفر والذهبي المائل إلى البني: اللون الأساسي لليدين يخلق شعورًا بالتصلب والجمود، وكأنها أيادٍ منحوتة أو متحجرة، مما قد يرمز إلى القهر والجمود.

الخلفية السوداء العميقة: تعزز إحساس العزلة والصمت، وتجعل الأيدي تبدو وكأنها تطفو في الفراغ، مما يضيف بعدًا دراميًا قويًا.

التباين بين الأيدي الكبيرة والصغيرة: تباين الألوان بين اليد الضخمة والأيدي الصغيرة يخلق إحساسًا بالتفاوت في القوة، وكأن هناك قوى تفرض وجودها على أخرى أقل منها قدرة.

ج. الإضاءة والظل

استخدام الظلال في الأصابع يمنحها بعدًا نحتيا، مما يضفي واقعية بصرية تُعزز من الطابع الدرامي للعمل.

الضوء يبدو وكأنه يأتي من الأمام والجهة العلوية، مما يخلق ظلالًا طويلة تعكس الانحباس والاختناق البصري.

2. التأويل الرمزي

أ. مفهوم القيد والحرية

1. الأيدي الكبيرة والممتدة

الأيدي الكبيرة المتشابكة تمثل القيود، سواء كانت قيودًا

اجتماعية، نفسية، أو سياسية، حيث تمنع الأيدي الصغيرة من التحرر.

الأيدي تبدو وكأنها متماسكة، لكنها في نفس الوقت تحتوي على فجوات تتخللها أيادٍ أصغر، وكأنها تحاول الخروج من داخلها.

ملمس الأيدي يوحي بالقسوة، بتفاصيل دقيقة في الجلد والمفاصل، ما يعزز الإحساس بالمعاناة

الأيدي الصغيرة المحاصرة -2

هذه الأيدي تبدو وكأنها تحاول الانطلاق، تصرخ دون صوت، تحاول الخروج لكنها مكبلة بين أصابع ضخمة تمثل السلطة، القيد، أو ربما الخوف من التعبير.

تنوع وضعيات الأيدي الصغيرة يعكس مشاعر مختلفة: الرجاء، المقاومة، الألم، وحتى الأمل البعيد.

الأيدي الصغيرة تعبر عن محاولة التحرر، لكن دون جدوى، مما يعكس الصراعات الداخلية التي يعيشها الإنسان أو الجماعة.

ب. الصمت والصراخ المكبوت

هناك إحساس قوي بأن هذه الأيدي الصغيرة تصرخ، لكنها لا تجد صوتًا مسموعًا، مما يجعل اللوحة تعبيرًا عن الأنين الصامت أو الكبت النفسي والمجتمعي.

ج. التفاوت بين القوة والضعف

القوة والسيطرة: الأيدي الكبيرة قد تمثل قوةً مسيطرةً تمنع الأصوات الأخرى من الظهور، سواء كانت سلطة، عادات، أو مخاوف داخلية.

.الأيدي الصغيرة تمثل الأمل العالق، فهي ليست ميتة، بل تحاول التفاعل والنجاة، مما يخلق تناقضًا بين القوة القاهرة والمقاومة الصامتة

3. التأثير النفسي والانفعالي

هذه اللوحة تخلق مشاعر مزدوجة بين الخوف والرجاء، حيث يتجلى الشعور بالضغط والاحتجاز، لكنه لا يخلو من محاولة للتحرر. المشاهد قد يشعر بالاختناق عند النظر إليها، لكنه قد يرى أيضًا في الأيدي الصغيرة رمزًا للأمل والمقاومة.

الأمل الخفي: رغم كل هذه المعاناة، فإن بعض الأيدي الصغيرة تبدو وكأنها تحاول الوصول إلى الخارج، ربما تلمح إلى بصيص من الحرية المحتملة.

4. العنوان الأنسب

“قيود الصمت”: هذا العنوان يناسب اللوحة لأنها تعبر عن حالة كبت لا صوت لها، حيث الأيدي الصغيرة مكبلة داخل الصمت المفروض عليها.

“أنين الأرواح”: يعكس البعد العاطفي والروحي للوحة، وكأن هذه الأيدي هي أرواح تصرخ، لكن لا أحد يسمعها

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *