كينيا تُراجع موقفها من نزاع الصحراء: تحول دبلوماسي بارز يعيد تشكيل التحالفات الإفريقية

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي

 

في خطوة دبلوماسية لافتة، صادق الرئيس الكيني، ويليام روتو، بشكل رسمي على وثيقة صادرة عن لجنة الدفاع والاستخبارات والعلاقات الخارجية في البرلمان الكيني، تؤكد التزام نيروبي بمبدأ “الصين الواحدة”. غير أن ما أثار الانتباه في الوثيقة الجديدة هو غياب أي إشارة لقضية الصحراء المغربية، على عكس النسخة السابقة التي تضمنت دعماً صريحاً لجبهة البوليساريو.

هذا التغيير، وإن لم يكن مفاجئاً في ظل المتغيرات التي تشهدها الساحة الإفريقية، يأتي في سياق بالغ الأهمية، حيث يُرتقب افتتاح سفارة كينيا بالعاصمة المغربية الرباط في غضون ساعات. وهي خطوة تُعزز الدلالات السياسية لهذا الموقف الجديد، وتؤشر على تحول جذري في السياسة الخارجية الكينية تجاه نزاع الصحراء.

من المعروف أن كينيا، بصفتها قوة إقليمية بشرق إفريقيا وعضواً محورياً في الاتحاد الإفريقي، طالما احتفظت بموقف داعم لجبهة البوليساريو في إطار ما تعتبره “حق تقرير المصير”. غير أن انتخاب ويليام روتو رئيساً للجمهورية مثّل بداية لانعطافة في هذا الموقف، تُوجت اليوم بإسقاط ملف الصحراء من أجندة الوثيقة البرلمانية الأخيرة.

يرى مراقبون أن هذا التحول قد يُعيد ترتيب ميزان القوى في القارة، خاصة وأن المغرب كثّف، في السنوات الأخيرة، من انخراطه السياسي والاقتصادي في إفريقيا، معتمداً مقاربة تنموية تستند إلى التعاون جنوب-جنوب، بدل الخطاب الإيديولوجي الذي طبع مواقف بعض الدول لعقود.

كما يُرجح أن تُسهم هذه الخطوة في تعزيز موقع المغرب داخل الاتحاد الإفريقي، وتقويض الجبهة الداعمة للبوليساريو، في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل المنظمة الإفريقية لمراجعة المواقف السابقة التي لم تواكب التحولات الواقعية في النزاع.

ختاماً، فإن افتتاح سفارة كينيا بالمغرب ليس مجرد حدث بروتوكولي، بل يُمثّل علامة فارقة في العلاقات الثنائية، ورسالة واضحة إلى الخصوم مفادها أن نيروبي بصدد إعادة تموقعها الدبلوماسي وفق ما تمليه المصالح الاستراتيجية والتوازنات الجديدة في القارة.

 

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)