مع الحدث
بقلم ✍️ : ذ لحبيب مسكر
في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية الأوروبية، اتّهمت زعيمة التجمع الوطني الفرنسي، مارين لوبان، الرئيس إيمانويل ماكرون بـ«التهيئة للحرب» بدل السعي إلى إرساء السلام. وجاء هجوم لوبان الحاد خلال مقابلة صحفية أشارت فيها إلى تنامي النزاعات الدولية، داعيةً القادة الأوروبيين إلى تركيز جهودهم على حماية المدنيين ووقف «المجازر» الجارية في عدد من بؤر التوتر عبر العالم.
وجّهت لوبان سهام النقد إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي، متهمةً إياها بالسعي إلى التأثير على الاستحقاقات الانتخابية في بعض الدول الأعضاء «باستخدام كل الوسائل الممكنة» لفرملة خصومها السياسيين. ويأتي هذا الاتهام في خضم احتدام المواجهة بين تيارات اليمين الأوروبي والمؤسسات الأوروبية، حيث يتهم اليمين الشعبوي بروكسيل بـ«تقويض السيادة الوطنية» للدول.
ولم يسلم اليسار الفرنسي من انتقادات زعيمة اليمين؛ إذ وصفت لوبان حركة «فرنسا الأبية» بكونها «طائفية ومعادية للسامية»، مشيرةً إلى ما أسمته «ممارسات عنيفة» لا تطاول الخصوم السياسيين فقط، بل تمسّ أيضاً البنية الداخلية للحركة نفسها.
من المنتظر أن تستعرض لوبان تصورها لما أسمته «التحديات الجيوسياسية الراهنة» خلال مشاركتها في ندوة تنظّمها مدرسة التكوين السياسي التابعة لحزب «ليغا» الإيطالي، حيث ستقف عند تأثير سياسات الاتحاد الأوروبي على سيادة الدول الأعضاء، في وقت تشهد فيه القارة العجوز انقسامات حادّة بشأن ملفات الهجرة والأمن وسياسات التكامل.
تأتي هذه التصريحات في سياق تصاعد الأصوات المناهضة للمشروع الأوروبي، خصوصاً من جانب أحزاب اليمين والشعبوية، التي ترى في سياسات بروكسيل تهديداً للهوية الوطنية ومصالح الطبقات المتوسطة. وبينما يستعد المغاربة لمتابعة تداعيات هذه المواجهة السياسية على مستقبل العلاقات المغربية-الأوروبية، يبقى السؤال قائماً حول قدرة الاتحاد على احتواء خلافاته الداخلية قبل أن تتحول إلى أزمة أعمق تهدد تماسكه.
تعليقات ( 0 )