محصول وافر بعد موسم مطري… لكن آثار الجفاف لا تزال تُلقي بظلالها

مع الحدث

 ✍️: ذ الحبيب مسكر

على الرغم من التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها معظم مناطق المغرب خلال الموسم الزراعي الحالي، تشير التوقعات إلى أن المحصول لن يبلغ المستويات المتوقعة. ويعزو الخبراء هذا التراجع إلى الآثار التراكمية لسبع سنوات متتالية من الجفاف، والتي أثرت بشكل كبير على نفسية الفلاحين وقراراتهم الزراعية.

* * تردد الفلاحين وتراجع المساحات المزروعة

كشفت المعطيات الميدانية أن نسبة كبيرة من الفلاحين فضلوا تقليص المساحات المزروعة هذا الموسم، خوفًا من تكرار خسائر المواسم السابقة. يقول محمد، أحد الفلاحين بمنطقة تادلة: “كنت أزرع هكتارين كل عام، لكن هذه السنة اقتصرت على هكتار واحد فقط. لا يمكنني المخاطرة بكل أرضي في موسم غير مضمون”.

ويُعد الخوف من الجفاف العامل الأبرز وراء هذا التردد، حيث أدت التقلبات المناخية في السنوات الأخيرة إلى تآكل ثقة المزارعين في جدوى الاستثمار الزراعي الكامل.

* * تحديات مالية وبنيوية

من جهة أخرى، تشير مصادر من وزارة الفلاحة إلى أن تراجع المساحات المزروعة يعود أيضًا إلى:

 

*** ضعف القدرة التمويلية للفلاحين الصغار.

 

*** الارتفاع الكبير في أسعار البذور والأسمدة.

 

*** عجز العديد من الفلاحين عن صيانة تجهيزاتهم أو تأهيل أراضيهم بسبب الضائقة المالية.

*** نجاح المغامرين وفوائد غير متوقعة

في المقابل، حقق الفلاحون الذين خاطروا وزرعوا كامل مساحاتهم نتائج إيجابية، حيث شهدت بعض المناطق محاصيل وفيرة بفضل الانتظام النسبي للأمطار. كما أدى ترك جزء من الأراضي دون زراعة إلى نتيجة غير متوقعة، حيث نمت فيها الأعشاب بكثافة، مما وفر مراعي طبيعية للماشية وساهم في خفض تكاليف الأعلاف التي كانت تشكل عبئًا كبيرًا في السنوات الماضية.

 

** حاجة ملحة لدعم القطاع

في ظل هذه الظروف، يبرز ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لاستعادة ثقة الفلاحين، عبر:

 

*** توفير دعم مالي وتقني مستدام.

 

*** تخفيض أسعار المدخلات الزراعية.

 

*** تعزيز أنظمة التأمين ضد المخاطر المناخية.

 

يُذكر أن القطاع الزراعي يظل أحد أهم ركائز الاقتصاد الوطني، مما يجعل إنعاشه أولوية لا تحتمل التأجيل.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)