مراقبو حكام كرة القدم يستنكرون الكرامة أولا
محمد رضا
ضاق مراقبو الحكام ذرعا بوضعيتهم الكارثية ، وضعية أقل ما يقال عنها أنها تؤشر على غياب الكرامة حسب ما يتداولونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي . تدنت قيمتهم على الرغم من أهمية حضورهم في منظومة التحكيم ، و دورهم في تطوير المستوى التحكيمي ، بل يشكل البعض منهم قوة اقتراحية عندما يتعلق الأمر بالمستجدات القانونية و الحالات المستعصية .
توالت المهازل عبر السنوات ، رافقتها الاستنكارات المرفقة بعلامات استفهام عريضة لم تجد آذانا صاغية و ضمائر حية . المنعطفات التاريخية القاتمة تراكمت بعد عهود مشرقة انتجت حكاما من طينة الحكم الأسطورة السيد بلقولة رحمه الله ، لأن تدبير الشأن التحكيمي لم يعد قادرا على المحافظة على مكتسبات الماضي ، و لأن ذوي القرار لا يملكون استراتيجية فاعلة تسمح بتطوير التحكيم المغربي ووضعه في المكانة التي يستحقها .
إنها القضية / البؤرة التي تستشير غضب مراقبي الحكام الذين اتضح لهم بالملموس أنهم يتعرضون للإقصاء و التهميش ، الأمر الذي جعل حضورهم أجوفا ، يتسم بالسلبية أفقيا و عموديا ، لم يعودوا يمارسون دورهم الحقيقي كمؤطرين للحكام ، فغاب الأداء التقييمي الغني بالإضافات و المساهمات الجادة في تطوير العطاء التحكيمي المغربي .
منذ سنوات ( 2015 ) و المديرية الجديدة تراكم السلبيات ، إذ على الرغم من استقطابها للفار كآلية حضارية متطورة ، فإن هذه الآلية لم تزد الوضع إلا سوءا ، حيث شكلت ترفا تحكيميا ليس إلا ، بل و كشفت عن عيوب صارخة لأصحاب الشأن التحكيمي من مديرية و لجنة مركزية . نقطة تحتاج إلى ندوة
و لعل من بين القضايا التي كشفت عن ضعف حدقا و الكعواشي ( باقي الأعضاء لا دور لهم حضورهم صوري ) عدم إجراء تدريب المراقبين السنوي في وقته المناسب لسنوات عدة ، إذ الأصل أن ينظم هذا التدريب قبل انطلاق البطولة الوطنية بدرجاتها المختلفة ، حتى يشكل فرصة لتدارس المشاكل و التحديات التي تواجه التحكيم المغربي ، إلى جانب عنصر التعديلات الجديدة التي تحتاج ــ خاصة البعض منها ــ لقراءة تأويلية تستقصي الجوهر و تكشف الغاية من استصدارها من الإيفاب . تدريب مقيمي الحكام يجب أن يسبق زمانيا تدريب الحكام ، لأن المراقب في الأصل مكون و مؤطر . إذ ما الفائدة أن يقام هذا التدريب في نهاية شهر نونبر أي على مشارف نهاية الشطر الأول من البطولة ؟ و ما معنى أن يستعد الحكام لدخول غمار التدريب الثاني و المقيمون ينتظرون الذي يأتي أو لا يأتي ؟
إن النقطة التي أفاضت الكأس هذه السنة و أثارت استغرابا المتتبعين أن يتم الإعلان عن هذا التدريب مباشرة بعد البيان الاستنكاري شديد اللهجة الذي صدر عن جمعية الحكام الدوليين و حكام القسم الأعلى السابقين ، و أن تسارع المديرية الزمن لإقامته في وقت قياسي و عبر المناظرة المرئية ولمدة أربع ساعات فقط ، في الوقت الذي كان حكام الكرة الشاطئية على موعد مع تدريب وطني بمركب محمد السادس و هو فضاء من خمسة نجوم . أية مفارقة ؟ على ماذا يؤشر ذلك ؟ أين هي كرامة المراقبين ؟ أليس هذا ضحكا على الأذقان ؟
حسب راديو المراقبين ” وصل السكين العظم و قد تصل المسألة إلى النقر في العظم لامتصاص ما بداخله ” و لم يعد الوضع يطاق ، بل يحتاج الأمر إلى موقف جاد لزعزعة هذا الجبل الذي جثم على صدورهم لمواسم عدة . تدمرهم قاد مجموعة منهم إلى الانفصال مؤقتا عن المجموعة التي خلقتها المديرية للتواصل معهم ، خالقين مجموعة خاصة عبر تطبيق الواتساب سموها ” الكرامة “، تعبيرا منهم عن رفضهم لاغتصاب هذا الحق الإنساني السامي . تداولوا عبر هذا التطبيق مجموعة من المشاكل أبرزها أن الجهاز المسؤول خلال كل تدريب يتذرع بتبريرات واهية للاعتذار عن تأخر تنظيم التدريب الوطني كغياب الفضاء لإقامته ، علما أن الحكام يعسكرون عدة مرات خلال السنة بدرجاتهم المختلفة في فضاءات مختلفة ( بوزنيقة + المعمورة + مركب محمد السادس ) . قمة التناقض !!!! اقصى درجات العبث !!!!!! ناهيك عن عدم توفر المراقبين على معدات رياضية و بطائق تثبت هويتهم كمراقبين خاصة أنهم يجدون صعوبة في ولوج بعض الملاعب ، لدرجة أن مندوب المقابلة يتوسط لهم أحيانا للدخول إلى الملعب للقيام بمهامهم . ألا ينتمون إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ؟ أليسوا جزءا من منظومة كرة القدم كالمسير و اللاعب و المندوب و …..؟ !
لقد حان الوقت لفك العزلة عن نخبة تقوم بدور أساسي في مجال التحكيم إذا هيئت لها الأجواء المناسبة ، و رفع الحجر عنهم ، و التعامل معهم بالشكل الذي يحقق الغاية من حضورهم كعنصر فاعل في منظومة كرة القدم المغربية . لقد آن الأوان لضخ دماء جديدة في جهاز التحكيم ( المديرية + اللجنة المركزية ) بل و قلع الجذور لإحداث متغيرات تعيد للتحكيم المغربي إشراقته المفتقدة .
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق