مع الحدث فيصل باغا
في وقت تحتاج فيه الطاقات الشابة إلى الدعم والتأطير وتوفير فضاءات رياضية حقيقية تساعدهم على تنمية قدراتهم وتحقيق ذواتهم، تُزَجّ الرياضة في منطقة سيدي معروف أولاد حدو بمقاطعة عين الشق في صراعات سياسية ضيقة لا تمت بصلة إلى المصلحة العامة، مما يهدد مستقبل العشرات من الشباب.
تحوّلت بعض الجمعيات الرياضية إلى أدوات انتخابية في يد بعض الفاعلين السياسيين، حيث يتم اختيار المستفيدين من الأنشطة والمباريات والتجهيزات بناءً على الولاء السياسي لا على الكفاءة أو الحاجة. هذا الواقع المقلق يزرع الإحباط في نفوس شباب المنطقة، الذين يرون أحلامهم تُقصى بسبب حسابات لا تعنيهم، في وقت هم في أمس الحاجة إلى الدعم والتشجيع.
وتعاني المنطقة أيضًا من ضعف البنية التحتية الرياضية، وغياب رؤية استراتيجية لتأطير الشباب عبر الرياضة بشكل نزيه وشفاف. الملاعب القليلة الموجودة إما مهترئة أو محتكرة من طرف فئات محددة، والأنشطة المنظمة تخضع أحيانًا لإملاءات سياسية بعيدة كل البعد عن الأهداف التربوية والتنموية.
في شهادات حية لشباب من أولاد حدو، عبّر عدد منهم عن استيائهم مما وصفوه بـ”التمييز الممنهج” و”احتكار الرياضة من طرف لوبيات سياسية”، مؤكدين أنهم يشعرون بالإقصاء والتهميش، رغم طموحاتهم الكبيرة واستعدادهم للمشاركة والمساهمة في تنمية المنطقة.
إن مزج الرياضة بالسياسة بشكل غير مسؤول لا يخدم سوى مصالح محدودة، في حين يُفترض أن تكون الرياضة أداة للوحدة، والتربية، والتنمية البشرية. إن تسييس العمل الجمعوي الرياضي يُفقده روحه، ويدفع بالكفاءات إلى الانسحاب، ويزرع الشك في النفوس، ما قد يخلق جيلاً ناقمًا بدل أن يكون منتجًا.
فإلى متى يستمر هذا العبث؟ وأين هي السلطات الوصية والهيئات المنتخبة من هذا الواقع؟ وهل ستُتخذ خطوات فعلية لتحرير الرياضة من قبضة السياسة، وتمكين شباب سيدي معروف أولاد حدو من فضاء رياضي عادل ومُنصف؟
أسئلة تنتظر إجابات… قبل أن يفوت الأوان.
تعليقات ( 0 )