مع الحدث متابعة: لحبيب مسكر
في ظل أزمة إنسانية خانقة يشهدها قطاع غزة واستمرار الضغوط الدولية على إسرائيل، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن التوصل إلى اتفاق مع تل أبيب يقضي بالسماح بإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع، الذي يعاني من حصار مشدد ونقص حاد في المواد الأساسية.
وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) أن وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، توصل خلاله الجانبان إلى اتفاق بشأن إدخال شحنات مساعدات غذائية وطبية عاجلة إلى غزة.
وتستهدف هذه المساعدات في مرحلتها الأولى نحو 15 ألف مدني، وتشمل مواد غذائية، ومستلزمات لتشغيل المخابز، واحتياجات أساسية للأطفال. كما شدد الوزير الإماراتي على ضرورة تسهيل وصول المساعدات “بشكل عاجل وآمن ومن دون عوائق”.
مساعدات تدخل… والتوزيع متعثر
رغم إعلان إسرائيل السماح بدخول 93 شاحنة مساعدات يوم الثلاثاء، لا تزال العملية تواجه عراقيل على الأرض. فقد أكدت الأمم المتحدة أن فرقها لم تتمكن من توزيع الإمدادات بسبب قيود إسرائيلية ميدانية، رغم وصول الشاحنات إلى الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم.
وفي السياق ذاته، حذّرت منظمة “أطباء بلا حدود” من أن الكمية المسموح بدخولها “غير كافية بتاتاً”، ووصفتها بأنها محاولة للتغطية على سياسة الحصار، معتبرة أن إسرائيل “تُبقي سكان غزة على قيد الحياة بالكاد، بينما تزداد معاناتهم يوماً بعد يوم”.
ترافق هذا الوضع مع تحركات دولية متصاعدة، إذ أعلنت بريطانيا تعليق مفاوضاتها التجارية مع إسرائيل، احتجاجاً على تصعيدها العسكري في غزة، فيما كشف الاتحاد الأوروبي عن مراجعة محتملة لاتفاقية الشراكة مع تل أبيب.
وقالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، إن الوضع في غزة “كارثي”، ودعت إلى تسريع وتيرة إيصال المساعدات. كما تقود هولندا جهوداً أوروبية لحث المفوضية الأوروبية على تفعيل بند حقوق الإنسان المدرج في الاتفاق مع إسرائيل.
من جانبها، اتهمت الحكومة في غزة إسرائيل بمنع دخول شاحنات المساعدات لليوم الثالث على التوالي، واعتبرت ذلك “انتهاكاً صارخاً” للاتفاقات المعلنة. وحذّرت في بيان رسمي من كارثة إنسانية تهدد أكثر من مليوني فلسطيني، مشيرة إلى تدهور خطير في الأوضاع الصحية والمعيشية.
ودعت السلطات المحلية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لفتح المعابر وضمان تدفق الإغاثة دون تأخير، والعمل على إنهاء الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 18 عاماً.
يأتي كل هذا في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي طالت البنية التحتية والمرافق الصحية، ما أدى إلى موجات تهجير واسعة وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في القطاع. وتواجه المستشفيات صعوبات بالغة في استقبال الحالات الحرجة، في ظل نقص فادح في الأدوية والمستلزمات الطبية.
تعليقات ( 0 )