متابعة : لحبيب مسكر
رغم ما تحمله ملاعب القرب وملاهي الأطفال من أهمية كبرى في خلق متنفسات للأطفال والشباب، وتوفير فضاءات للترفيه وممارسة الرياضة، فإن هذه المشاريع ببني ملال تعرف واقعا مؤسفا يعكس هشاشة التسيير وانعدام رؤية واضحة لصيانتها والحفاظ عليها.
بعد أشهر فقط من تدشينها، تحولت العديد من هذه الفضاءات إلى أماكن مدمرة، تغمرها الأوساخ وتفتقر لأبسط شروط السلامة. الزجاج المكسور، الأعشاب اليابسة، الألعاب المحطمة، والأرضيات المهترئة أصبحت مشهدا مألوفا في ملاهي الأطفال. أما ملاعب القرب، فقد فقدت وظيفتها نتيجة غياب الصيانة والتدبير المسؤول.
من يتحمّل المسؤولية؟
المسؤولية هنا موزعة، لكنها غير واضحة. هل هي مسؤولية الجماعة الترابية التي أشرفت على تدشين هذه المشاريع؟ أم أن الجمعيات التي تدير بعضها تتحمّل جزءا من التقصير؟ أم أن الساكنة، التي تستعمل هذه الفضاءات بشكل عشوائي، تتحمل النصيب الأكبر؟
ما يزيد الطين بلة، هو ضخ ميزانيات إضافية لإعادة تأهيل هذه المرافق، في وقت يتكرر فيه نفس السيناريو: إصلاح مؤقت، ثم إهمال شامل. إنها حلقة مفرغة من الترميم والتخريب، يدفع ثمنها المال العام دون أي نتائج ملموسة على المدى البعيد.
الساكنة بين اللامبالاة والتذمر
رغم تذمر البعض من الحالة المزرية لهذه الفضاءات، إلا أن نسبة كبيرة من المواطنين لا تبالي، بل يساهم بعضهم في تدهورها. من رمي النفايات، إلى إتلاف الممتلكات، تغيب ثقافة الملك العام وتضعف المشاركة المجتمعية في الحفاظ على هذه الإنجازات.
الحاجة إلى نموذج تدبيري جديد
ما تحتاجه بني ملال اليوم ليس فقط فضاءات جديدة، بل منظومة محكمة لتدبيرها. تتطلب هذه المشاريع آليات واضحة للمراقبة، ومشاركة فعلية للمجتمع المدني، وتوعية متواصلة بأهمية الحفاظ على الممتلكات الجماعية.
وفي انتظار ذلك، تبقى ملاعب القرب وملاهي الأطفال مجرد واجهات لمشاريع فارغة، تفتقر للروح والهدف، وتعيد طرح السؤال الأبدي: متى سنتقن فن البناء… وفن الحفاظ على ما بنيناه؟
تعليقات ( 0 )