بقلم فريد حفيض الدين .
هي بالفعل كوابيس حقيقية ستلازم المغاربة هذا الصيف لتفسد عليهم أحلامهم وتزعجهم في كل مناحي حياتهم الاقتصادية، والاجتماعية والنفسية.
سأكتفي هنا بذكر بعضها، وهي:
*الجفاف وتداعياته.*
*الحرب الروسية الاوكرانية وتداعياتها.*
*إرتفاع غير مسبوق للأسعار*.
*تكلفة عيد الأضحى.*
*تكلفة عطلة الصيف.*
*تكلفة الدخول المدرسي.*
هي على الأقل ست كوابيس سيكتوي بنارها معظم المغاربة، وستتفاوت قساوتها بين الحواضر والمدن وبين الأشخاص بالطبع.
إذا صيف حار، وخانق بأزماته في ظل إرتفاع مهول وغير مسبوق لجل المواد الغذائية الأساسية، وا همها أسعار المحروقات التي فاقت كل التكهنات، ولا أمل في انخفاضها مادامت الحرب الروسية الاوكرانية مستمرة تحت أعين العالم.
أما القمح الصلب والطري والذرة والزيوت والحليب واللحوم البيضاء أصبحت باهظة لمعظم المستهلكين.
ووالتبربر هنا هو الجفاف، حتى أن محصول الحبوب هذا الموسم لن يتجاوز 30 مليون قنطار، عوض 103 الموسم الفارط.
وستشمل الزيادة في الأسعار كذلك الماشية بنسبه 10 بالمئة، خلال فترة عيد الأضحى. بدورها ستعرف الكتب المدرسية ارتفاعا في حدود 10 بالمئة عند الدخول المدرسي القادم.
حتى تكاليف الحج لم تسلم بدورها من إرتفاع في تكلفتها.
أما العطلة الصيفية، لمن استطاع إليها سبيلا لا غير….
ويمكن أن أضيف هنا، كابوس سابع سيكتوي به من الآباء من يرسلون أبنائهم إلى مؤسسات التعليم الخصوصي، التي سيجبر بعضها آباء وأولياء تلاميذها بتأدية واجبات ورسوم شهر يوليوز، لتعويض شهر شتنبر…( طالعين واكلين، هابطين واكلين )
بصفة موجزة، بهذه الصورة سيعيش معظم المغاربه صيف هذه السنة.
لكن بالمقابل لدينا حكومة من اولوياتها الدستورية، الحفاظ على القدرة الشرائية لمواطنيها، وضمان عيش كريم لهم خاصة عند الأزمات.
لهذا وجدت الحكومات في كل الدول الديمقراطية.
غير أن هذا يتطلب من الحكومة الجرأة السياسية، والواقعية،وأخد المبادرة في وقتها وهو أهم شيء.
نعم بإمكان حكومتنا لو توفرت لديها الإرادة، أن تلجأ مثلا لمعالجة إرتفاع أسعار المحروقات من خلال خفض الضريبة على القيمة المضافة التي تدخل خزينتها، وهو إجراء سيؤدي إلى انخفاض سعر المحروقات بصفة اوتوماتيكية. للأسف، لا بوادر توحي بذلك حتى الآن. بل المؤسف هو ما قالته وزيرة الاقتصاد والمالية في البرلمان الإثنين الفارط، حيث صرحت أن العالم يعيش حربا والميزانية لا تسمح بدعم أسعار المحروقات، وأن الحكومة قدمت الدعم لمهنيي النقل. هاهي وزيرة الاقتصاد والمالية تخبرنا بأن العالم يعيش حربا، وكأن المغاربة لم يكونوا على علم بها. ( شكرا السيدة الوزيرة على هذ السكوب أو السبق الصحفي)
حتى الدعم التي تكلمت عنه الوزيرة لم يرضي مهنيي النقل. اما عموم المواطنين، ربما تظن الوزيرة أن سياراتهم وعرباتهم تعمل بالكهرباء!!!
هناك بالطبع إجراءات هيكلية تخص بالأساس قطاع الضرائب، والإستثمار، والعدل، ومحاربة الفساد إن كانت هناك فعلا نية وإرادة للإصلاح الفعلي. أما باقي الرتوشات والترقيعات، لن تسمن من جوع، وستزيد الأغنياء ثراءا والفقراء فقرا.
قبل أن اختم، أود أن أذكر السيد عزيز أخنوش بصفته رئيسا للحكومة، و” مايسترو ” عالم المحروقات، أن هناك من يتهمك باستغلال منصبك السياسي في الحكم لتراكم الثروة خاصة في قطاع المحروقات الذي تتسيده بالمغرب. بل أن سمعتك وطيبوبتك بدأت تنهار في أعين المغاربة….
وهناك من يقول أن بإمكانك لو أردت أن تقنع زملائك في عالم المحروقات، بأن يخفصوا ولو رمزيا من نسبة أرباحمهم، كعربون تضامن منهم مع إخوانهم المغاربة المتضررين من هذا الإرتفاع الرهيب لأسعار المحروقات.
بهكذا إجراء ستفند على الأقل ما يروج حول استغلالك لمنصبك السياسي لخدمة اجنداتك التجارية والمالية…
يالله اسيدي اتبث لمنتقديك برائتك ودير مزيان مع لمغاربة
راه القضية….
لخبار في راسكم.
هذا جهدي عليكم!!!
Share this content:
إرسال التعليق