فريد حفيض الدين هاذي فهامتي و هذا *واقع عربي متشردم*
فريد حفيض الدين
واقع عربي متشردم، بئيس في تفاعله مع محيطه الجغرافي والاستراتيجي، حكام وشعوب خارج التاريخ. هذا هو اصل واقعنا المرير نحن العرب. ولعل ما يقع في غزة من إبادة جماعية، وجرائم حرب من طرف إسرائيل لخير دليل على ذلك.
نعم، وكما هو معروف من يزرع الريح ، يحصد العاصفة. غير اننا للأسف حصدنا الطوفان. لا اتكلم هنا عن ما أسمته حركة حماس في السابع من أكتوبر ” طوفان الأقصى ” لأن ذلك في نظري كان شيئا أكبر حتى من ” تسونامي”
وتلك قصة أخرى لا أريد التطرق إليها، حتى لا ندخل في متاهات نحن في غنا عنها على الأقل في الوقت الحالي. كذلك لا داعي هنا لتبني وكالعادة نظرية المؤامرة والمظلومية. لأن كل ما أحيك ودبر ضدنا نحن العرب من كنا وراءه، سواء بطرق موضوعية وتاريخية، أو بدوافع ذاتية نابعة من ذواتنا نحن العرب.
الدليل اننا فقدنا البوصلة على امتداد تاريخنا وفقدنا معها ذواتنا افرادا وجماعات،
وتفرقنا إلى ملل وطوائف يكفر بعضها البعض، ويتآمر البعض على البعض، وغالبا بحماية وتواطئ مع دول الغرب الذي ننعته في الخفاء بالكافر، وفي الظاهر بالمتحضر. غريب أن يقتل عربي مسلم أخا له وهو يصيح الله أكبر. والغريب أن يصمت الجميع، وكأن ذلك قدرا محتوما.
الغريب كذلك أن تمول دولة عربية جهة خارجية غالبا من الغرب، لمحاربة دولة عربية لدوافع تافهة. والأغرب أن الجميع يعلم من له المصلحة في هذا التقاتل العربي/ العربي. البعض منا يعمل بمبدا ” انا ومن بعدي الطوفان ” وهو لا يعلم عن قصد أو جهل، أن الطوفان آت على الجميع، ليغرق الجميع. وأن القيامة آتية لا ريب فيها، وحينها سيحاسب الجميع أمام الجميع، وستكشف عورة كل من ساهم في هذا الوضع.
يوم لا تنفع ولاءات لهذه الجهة، ولا حماية من جهة أخرى….
أعود لغزة وأهلها لأذكر أنفسنا أننا جميعا نتحمل وزر ما يعانية الغزاويين من إبادة همجية على مرآى ومسمع من المجتمع الدولي. هذه الإبادة الجماعية نحن من نساهم فيها عمدا مع سبق الإصرار والترصد.
الجريمة هنا متكاملة الاطراف، والجناة يعرفهم الجميع، والمتواطئين كذلك، والصامتين عن المنكر يتفرجون ،حتى لا أقول متواطؤن، والباقي مجرد تفاصيل.
كلنا يعلم أن الحرب على غزة جزء من مخطط صهيوني أمريكي غربي ينفذ على أرض فلسطين. العالم كله يعلم أن إسرائيل دولة يهودية أولا وأخيرا، ولا مكان فيها للفلسطينيين كانوا عربا ام مسيحيين. هذه خطة إسرائيل على أمل قيام دولتهم على أرض فلسطيني كاملة. هذا العبث باسم الدين، تناصره للأسف فئة واسعة من اليهود. يتم هذا برعاية غربية، وصمت وتواطئ بعض الفلسطينيين انفسهم، وقيادات عربية جعلت من القضية الفلسطينية رسما تجاريا لدغدغة مشاعر المواطنين، والبحث عن شرعيه مفقودة من الأصل. ماهو أكيد ان التاريخ يسجل ولا يرحم، وقيام دولة فلسطين حتمية تاريخية لا محيد عنها.
كيف ومتى وبأي طرق، وحده التاريخ كذلك من سيجيب عن هذا السؤال. الدليل أن امبراطوريات حكمت العالم اندترث وحلت مكانها أخرى. هذه هي سيرورة التاريخ احب من أحب وكره من كره.
غير أن هذا لا يمنعنا من العمل والبحث عن مآلات أخرى تساعدنا على النهوض من جديد.
وصدق من قال ” يا مجمع لعرب نوضوا تقلعوا ، سفن العجم في لبحر دارت قيامة…”
هاذي فهامتي و هذا جهدي
