جليلة خلاد
في خطوة إنسانية وفنية غير مسبوقة، أعلنت شركة الصناع للإنتاج الفني، التي يديرها المنتج المسرحي والسينمائي الأستاذ علي عباس الصناع ومقرها مدينة الصويرة، عن إنتاج أول مسرحية مغربية يؤدي أدوارها أشخاص مكفوفون، وذلك بتعاون مع مركز التكوين المهني للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر الذي تديره جمعية الشروق التي ترأسها السيدة مونية حاجي الزهر بمدينة طنجة. وقد قام الأستاذ علي الصناع، برفقة زوجته، بزيارة خاصة إلى الجمعية، وهي الزيارة الثالثة له هذا العام، حيث كان في استقبالهما الأستاذة سهيلة أيت الحوجاج، مديرة المركز. وتأتي هذه الزيارة استكمالًا لمسار من الدعم والتشجيع، إذ سبق له أن حضر، في شهر أكتوبر الماضي، أمسية فنية أقيمت بالجمعية برفقة المخرج مهدي عبوبي، حيث تم عرض الفيلم القصير “الجانب الآخر من السماء”، الذي يتناول قصة رجل فاقد للبصر وعاشق للفن والسينما.
هذا الصباح، وداخل مقر الجمعية، قام المنتج علي الصناع بالتوقيع على عقود العمل مع أفراد الطاقم الفني بعد متابعته لبروفات المسرحية، معبرًا عن إعجابه الكبير بما شاهده من التزام وموهبة رغم التحديات. المسرحية، التي تحمل عنوان “خليلي”، تُعد أول تجربة من نوعها في المسرح المغربي، وتأتي كإنتاج كامل لشركة الصناع للإنتاج الفني، بمشاركة مجموعة من المكفوفين الذين يخوضون تجربة التمثيل لأول مرة في حياتهم، من بينهم المؤلف الموسيقي للمسرحية أيوب بنيشو، الطالب الجامعي وعازف العود والبيانو.
فكرة وسيناريو وإخراج هذا العمل الفريد هي للمبدعة سكينة مشكور، الفنانة الشابة التي استطاعت أن تثبت نفسها بقوة في الساحة الفنية المغربية، وهي الحاصلة على جائزة أحسن ممثلة ارتجال مسرحي بالمغرب سنة 2021، وإجازة مهنية في الدراسات السينمائية. ورغم حداثة مسيرتها، أخرجت سكينة فيلمين قصيرين لاقيا نجاحاً كبيراً: الأول “فقط أنا ومرأتي” سنة 2023، الحاصل على عدة جوائز بمهرجانات في مراكش وأستراليا وأمريكا، والثاني “28 يوم”، الذي نال تنويهاً خاصاً بمهرجان قولدن فيمي فيلم ببلغاريا عام 2024. تحمل سكينة رؤية إخراجية عميقة، تمزج بين الحس الجمالي والبُعد الإنساني، وهو ما يتجلى بقوة في مشروع “خليلي”.
ويشارك في هذه المسرحية نخبة من الطاقات المكفوفة، من بينهم خليل حميدي، الرجل الخمسيني الذي يواصل دراسته بإصرار، وأميمة حجاج، الحاصلة على إجازة في علم الاجتماع وصانعة محتوى مؤثر حول قضايا الإعاقة على منصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى وسيلة المرويني، تلميذة بالسلك الإعدادي تخوض أول تجربة لها على خشبة المسرح.
تدور أحداث “خليلي” حول خليل، رجل في الأربعين من عمره فقد بصره بسبب مرض وراثي، وعاش عقدًا من الزمن في عزلة واكتئاب. يواجه تحدي إعالة إخوته المكفوفين بعد فقدان والدته، المعيلة الوحيدة للأسرة.
تعليقات ( 0 )