مع الحدث طانطان
عابدين الرزكي
رغم تراجع حزب العدالة والتنمية إلى مؤخرة ترتيب الأحزاب السياسية خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، ورغم تقلص تمثيله البرلماني إلى عدد محدود من النواب دون تشكيل فريق نيابي، إلا أن تحضير الحزب لمؤتمره الوطني ظل يحظى باهتمام واسع من مختلف وسائل الإعلام الوطنية، سواء الإلكترونية أو الورقية، فضلًا عن بعض المنابر الحرة والأقلام الممولة والمدفوعة.
وبرغم الأزمة العميقة التي يمر بها الحزب ، إلا أنه لا يزال قادرًا على خلق الحدث السياسي واستقطاب النقاش العمومي. وقد أثار قرار الحزب استدعاء بعض أعضاء المقاومة الفلسطينية كضيوف شرف ردود أفعال قوية من بعض المنابر الإعلامية التي عادةً ما تلتزم الصمت تجاه قضايا أخرى أكثر حساسية والتي ابتلعت ألسنتها وجف حبرها يوم استقبال وزيرة من الكيان الغاشم خلال المؤتمر الوزاري العالمي للسلامة الطرقية بمراكش.
كما عادت بعض الأصوات “المختفية”. إلى مهاجمة الحزب، بعد فترة من الصمت إزاء أداء الحكومة الحالية وسياساتها التي كان لها أثر بالغ على مختلف القطاعات الحيوية بالمغرب. ومن اللافت أن جزءًا من الخطاب الإعلامي ركّز على مؤتمر الحزب، متجاهلًا في المقابل قضايا المواطنين ومعاناتهم اليومية.
وتُظهر وقائع المؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية من خلال النقاشات الحيوية وتقارب الأصوات بين بنكيران ، الأزمي وبوانو أن الحزب سواء في موقع التسيير أو المعارضة، يظل فاعلًا مؤثرًا في المشهد السياسي المغربي، على عكس بعض مؤتمرات أحزاب
الإجماع، البسطيلة ومهبول أنا غادي فلوطورت .
تعليقات ( 0 )