التحضيرات لموسم التخييم الصيفي تنطلق بالمغرب: تعبئة وطنية ورهان على الجودة والانفتاح

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

مع اقتراب موسم الصيف، تنطلق في المغرب تعبئة وطنية واسعة استعدادًا لموسم التخييم الصيفي، في خطوة تهدف إلى ضمان عطلة تربوية وترفيهية متميزة للأطفال واليافعين ، توازن بين التكوين والتنشئة، وترسخ قيم الانفتاح والتعايش.

 

وفي إطار البرنامج الوطني للتخييم، تلتزم وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب – بتوفير مراكز التخييم التجهيزات الضرورية للإقامة والإطعام والتنشيط، فضلاً عن خدمات النقل التكميلي من محطات القطارات الرئيسية في مختلف المدن المغربية، مع ضمان التأطير الإداري والتربوي المستمر داخل المخيمات، والرعاية الصحية بالتنسيق مع وزارة الصحة.

وتشرف الوزارة بشكل مباشر على عمليات تفقد وتقييم مواقع التخييم للتأكد من جاهزيتها من حيث السلامة، النظافة، التجهيزات، واستعدادها للتعامل مع أي طوارئ صحية أو طبيعية، ما يضمن توفير فضاءات آمنة ومحفزة لجميع المستفيدين.

 

وفي هذا الإطار، تلعب الجامعة الوطنية للتخييم دورًا محوريًا في تعبئة وتشجيع الجمعيات على المشاركة الفعالة، والإشراف على التنظيم الإداري والتربوي لأنشطة التخييم، مع تقديم الدعم الفني والتربوي لتأهيل الجمعيات بما يضمن جودة عالية للبرامج.

 

وتبرز ضمن الفاعلين البارزين في هذا المجال السيدة نعيمة سوسي، المرأة الوحيدة التي تترأس منظمة تربوية وطنية في مجال التخييم، وهي المنظمة المغربية للكشاف المتوسطي، التي تساهم بشكل خاص في تطوير البرامج التربوية والأنشطة، مع تركيز واضح على المخيمات الدامجة التي تهدف إلى إدماج الأطفال في وضعية إعاقة ضمن التجربة التخييمية، بما يعزز قيم المساواة والتنوع. إضافة إلى ذلك، تنشط المنظمة في مجال المخيمات المتنقلة و التجوال الكشفي التي تعتمد على التنقل بين الفضاءات الطبيعية والثقافية، وتستهدف اليافعين والشباب، بهدف تعزيز مهارات الاعتماد على الذات والتواصل مع البيئة المحلية.

 

وفي حديثها عن التحضيرات، أكدت نعيمة سوسي أن “النجاح الحقيقي للمخيمات لا يقاس فقط بعدد المشاركين، بل بمدى أثرها التربوي في نفوس الأطفال واليافعين، ما يجعل جودة البنية التحتية والتأطير التربوي محورًا أساسيًا”، مضيفة أن “دمج البعد البيئي والاهتمام بالمخيمات الدامجة والمتنقلة هو رهان هذا الموسم، لتعزيز قيم المواطنة، الوعي البيئي، والعدالة الاجتماعية”.

 

على مستوى البرمجة، تعمل لجان خاصة على تصميم أنشطة متنوعة تناسب مختلف الأعمار، تشمل ورشات فنية وبيئية، رياضات جماعية، ورحلات استكشافية، تهدف إلى توسيع مدارك الأطفال وتنمية مهاراتهم الاجتماعية والثقافية.

 

رغم التحديات المرتبطة بالتكاليف واللوجستيك، تستمر الجهود الميدانية لضمان استفادة أوسع من المخيمات الصيفية، مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة التربوية، لتكون فضاءات تخييم حقيقية لبناء الشخصية وتعزيز قيم التعايش والانفتاح.

 

ويمثل الحضور القيادي للنساء المؤهلات، مثل نعيمة سوسي، مؤشرًا إيجابيًا على انفتاح القطاع التربوي في المغرب على كفاءات نسائية تسهم في تجديد الرؤية ورفع مستوى الأداء لخدمة أجيال المستقبل.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)