حسناء مندريس. ايطاليا
لمهنة الصحافة خصوصية كبيرة تختلف عن باقي المهن الأخرى لانها تخاطب العقول بمختلف مستوياتها، فهي الكلمة المطبوعة الموثقة والمقروءة التي تطالع الرأي العام بكل ما استجد من أحداث، هذه الأخيرة تأخذ شكل قوالب متعددة، من أجل صياغة المعلومة الصحفية فتأتي في شكل مقالات وتحقيقات و روبورتاجات وأخبار، اضف إلى ذلك ماتحتويه الجريدة من أبواب ثابتة وغير ثابتة، وترجمة وتقارير وغيرها من الفنون الصحفية المختلفة.
و لضمان ممارسة مهنة الصحافة ممارسة جيدة،لزم الأمر صياغتها بناء على مبدأ النزاهة والشفافية في العمل الصحفي في ظل موازنة عادلة بين واجبات الصحفي بالتعامل بنزاهة و مصداقية من جهة ،و بين حقوق هذا الصحفي والتي تكمن في حقه في الوصول إلى المعلومة من جهة أخرى، إنها مهنة تقدم خدمة اجتماعية كبيرة، فهي تشبع الإحتياج المجتمعي، إنها مهنة تستند في قيامها على أسلوب علمي، أي قاعدة من المعرفة العلمية والنظريات والقوانين والمبادئ العلمية لفهم المشكلة وتحديد الحل المناسب لها، و ممارسة العمل المهني بمهنية تستند على النزاهة والمصداقية، الأمر الذي يلزم وجود أساس أخلاقي قيمي للممارسة، كالمواثيق والقواعد الأخلاقية والسلوكية المتفق عليها وإن اعتراف المجتمع بمهنة الصحافة وتحمله لمسؤولياتها تجاه الأفراد والجماعات والنظم في المجتمع هو ما أضفى على هذه الدعوة شرعية وجودها وممارستها، و اشترك العاملون في الصحافة بأخلاقيات متعارف عليها في جميع أنحاء العالم، وتدعمها دساتير أخلاقية تضعها التنظيمات المهنية في كل مجتمع.
ويضع خبراء الإعلام لأخلاقيات المهنة في إطار يتخذ فيه الصحفي القرارات المناسبة لمواجهة المواقف التي يتعرض إليها.
إن الأخلاقيات المهنية وقضاياها تدخل في اختصاص المجال التربوي الذي يستهدف غرس الأخلاقيات السليمة في المجتمع واستكمال هذا الهدف بترجمة الأخلاق إلى سلوكيات تمارس في الحياة.
أهمية مهنة الصحافة تكمن في مدى ضرورة تحلي الصحفي بالنزاهة والمصداقية لأنها مهنة تتطلب القيام بمهام كبيرة هذه المهام هي ما يمنح للصحافة ميزة تنوير الرأي العام الأمر الذي يجبر الصحفي بالإمتثال لأخلاقيات هذه المهنة.
وهو الشيء نفسه الذي يجعلنا امام ضرورة تبلور دور النزاهة والمصداقية لإقامة موازنة عادلة بين الحق والالتزام. والانعكاسات على الأداء الإنساني في. الواقع لذا يتطلب لمن يزاولها صفات خاصة وكثيرة اهمها النزاهة والمصداقية ولإقامة موازنة عادلة بين الحقوق والإلتزامات.
إن مهنة الصحافة هي رسالة قبل أن تكون مهنة،فمنذ أن وجدت الصحافة وهي جزء من الجهاز السياسي للدولة. وهي في الوقت نفسه أداة هامة في بناء المجتمع عند كل أمة ومقياس لحضارة الأمم على اختلافها، ومرآة صادقة لنشاطها في شتى الميادين،لضمان اداء الرسالة التي تحملها وتكافح من أجل تحقيقها.
Share this content:
إرسال التعليق