اختفاء 47 مهاجرا على متن قارب للهجرة السرية من بينهم 11 شابا من أبي الجعد في رحلة مجهولة .
في فجر يوم الخميس 16 يونيو، غادر 47 شخصا على متن قارب للهجرة السرية من مدينة بوجدور ، ومنذ ذلك الحين لم يعرف لهم أي أثر ،من بين هؤلاء الشباب ، هناك حوالي 11 فردا من مدينة أبي الجعد ، منهم متزوجون تركوا زوجاتهم وأطفالهم الصغار خلفهم في رحلة البحث عن لقمة العيش وحياة كريمة.
هذه المأساة لم تمر مرور الكرام على أهل المدينة، خصوصا أننا عشنا مأساة سابقة لازالت راسخة في اذهان البجعديين بعد ضياع قارب في البحر من مدينة الداخلة اتجاه دولة الرأس الاخضر جلهم شباب من مدينة ابي الجعد ، و من منا لا يتذكر تلك الأيام العصيبة التي مرت على أبناء المدينة و أمهات المختفين أمام سيدي عثمان ، و بعد سماع هذا الخبرالمفزع هذه الأيام ، أطلق شباب أبي الجعد هشتاغ بعنوان “انقذوا أبناء أبي الجعد” ، تعبيرا عن قلقهم العميق وحبهم لأصحابهم و لأبنائهم الذين فقدوا في عرض البحرلحد الان ، فحتى الأمهات مازلن ينتظرن خبرا سعيدا عن أبنائهن ، والزوجات تنتظر أزواجهن العائدين من رحلة مجهولة تحمل بين طياتها الألم والأمل.
أنا شخصيا شاهد على واحد من هؤلاء الشباب، وأؤكد أنه من خيرة شباب المدينة ، و لكن قدر الله ماشاء فعل ، فعلا إنها مأساة إنسانية تذكرنا بأن خلف كل رقم في إحصائيات الهجرة قصة ألم وأمل ، وقلب ينتظر بحرص و أمل .
هذه المأساة تفتح أمامنا ملفات كثيرة يجب أن نعيد النظر فيها، من الظروف الاقتصادية والاجتماعية إلى السياسات المحلية والدولية التي تدفع شبابنا إلى اتخاذ هذه الخطوة الصعبة ، و المحفوفة بالمخاطر .
يبقى السؤال المطروح و المؤلم : لماذا غير هؤلاء الشباب المكان والزمان، ولماذا اختاروا مخاطرة البحر بدلا من مواجهة تحديات الحياة في وطنهم ؟ .


تعليقات
0