فريد حفيض الدين هاذي فهامتي و هذا جهدي *على هامش كارثة الحوز* العدد(74) 12/09/2023
قدر الله وماشاء فعل. في أقل من دقيقة هوت الأرض ، وسويت بيوت ومنازل على رؤوس ساكنتها في زلزال رهيب ، شمل على الخصوص إقليم الحوز ، ذهب ضحيته الآلاف من الشهداء والمصابين.
دعواتنا بالرحمة والمغفرة للشهداء ، وبالشفاء للمصابين ، وتعازينا الحارة لذويهم ، ولكافة المغاربة.
أظن أنه لا مجال هنا ، ونحن لا زلنا تحت هول الصدمة لتوجيه أسهم النقد لهذه الجهة اوتلك ، سيأتي لامحالة وقت تقديم الحساب. فقط لدي بعض الملاحظات على هامش هذه الكارثة ، أود بعد إذنكم تقاسمها معكم
1: بعد اجتماع حكومي ، أكد رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش عزم حكومته ، منح المتضررين الذين فقدوا مساكنهم تعويضات مالية بهدف إعادة بناء بيوتهم المنهارة.
في نظري المتواضع ، أحبد أن تتكلف الحكومة عبر مؤسساتها المختصة بإعادة البناء ، لما لها من إمكانيات مادية ، بشرية ، ولوجيستيكية. السبب الرئيسي كون جل البيوت المنهارة تقع على قمم الجبال ، وعلى مرتفعات يصعب على المتضررين لوحدهم القيام بهكذا أشغال ، خاصة ونحن على مقربة من موسم الأمطار…
2: هناك اطنان من المساعدات بمختلف أنواعها تقدم بها مواطنين ، من مختلف الطبقات ، وجمعيات المجتمع المدني لفائدة ضحايا زلزال الحوز. هنا لابد من تدبير هذه العملية، وتاطيرها ،ومواكبتها من البداية إلى حين وصولها إلى من يستحقها. لدينا تجارب سابقة للأسف في هكذا مناسبات وقعت خلالها تلاعبات ، وسطو على المساعدات ، بتواطئ في بعض الأحيان مع اعوان سلطة فاسدين…
3: هي كذلك مناسبة للحكومة قصد إعادة النظر في طرق ، ومواد بناء هذه المساكن ، بالرجوع إلى مهندسين ومعماريين مختصين حتى لا تفقد هذه المساكن معالمها الهندسيه والعمرانية الخاصة بتلك المناطق ، وطبيعتها وتظاريسها…
4: هي فرصة كذلك لإعادة النظر في الميثاق الجماعي الذي يعود لسنة 1976. والذي يخول لروؤساء الجماعات ، منح تراخيص البناء. هنا يعمد بعض هؤلاء الرؤساء وفي خرق سافر لقوانين التعمير والبناء ، بمنح تراخيص مقابل رشاوى. وهو ما يساعد على انتشار المساكن العشوائية المهددة بالسقوط حتى من دون زالازل…
5: هي فرصة كذلك لإعادة النظر في التوزيع المجالي والترابي للجماعات. إذ لا يعقل مثلا أن يفوق عدد الجماعات القروية باقليم الحوز اربعون جماعة قروية ، بميزانيات تقل في بعض الأحيان عن مليون درهم ، تذهب غالببتها لتسديد أجور الموظفين والاعوان..
وقبل أن اختم ، لا بد من تذكير بعض المسؤولين والمنتخبين في هذا البلد أن ياخدوا العبرة من المواطنين وخاصة البسطاء منهم ، و إلى حجم التضامن والتآزر الذي أبدوه طواعية ومن ذون تعليمات المقدمين والقياد ، في مساعدة إخوان لهم تضرروا من هول كارثه طبيعية. كما لا تفوتني هذه الفرصة لأذكر كل من اغتنى من خيرات هذا الوطن بطرق حلال أو حرام ، أنها مناسبة لإخراج دفاتر شيكاتهم لمساعدة إخوان لهم ، ذنبهم الوحيد أنهم سكنوا المغرب العميق ، ولم تصلهم غير فتات موائدكم الدسمة…
هؤلاء برغم كل الحيف الذي طالهم ، لازال الوطن يسكنهم ، ولو أنه للأسف رماهم خارج أسواره ، وهذه فرصة لنعيدهم الى داخل أسوار هذا الوطن…
هاذي فهامتي و هذا جهدي
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق