Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة خارج الحدود

ترامب يعلن عن لقاء مرتقب مع بوتين لإنهاء حرب أوكرانيا

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استعداده للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة المجرية بودابست، بهدف مناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، واصفاً محادثة هاتفية جمعتهما بأنها كانت “بنّاءة”، دون تحديد موعد اللقاء.

ويأتي هذا التطور في وقت يستعد فيه ترامب لاستقبال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي غداً الجمعة في البيت الأبيض، لمناقشة الدعم العسكري الأميركي لكييف وسط تصعيد ميداني بين الجانبين الروسي والأوكراني.

وتسعى أوكرانيا للحصول على صواريخ أميركية بعيدة المدى من نوع “توماهوك”، فيما لوّح ترامب بإمكانية تزويدها بالأسلحة في حال رفض بوتين الدخول في مفاوضات جادة.

ميدانياً، شنت القوات الروسية صباح الخميس سلسلة ضربات مكثفة على منشآت للغاز شرق أوكرانيا، ما تسبب في تعطّل جزئي لشبكة الطاقة، وأعلنت كييف انقطاع الكهرباء في ثماني مناطق. وذكرت شركة “نفطوغاز” أن القصف دمّر عدداً من المرافق الحيوية، بينما أكدت وسائل إعلام توقف نحو 60% من إنتاج الغاز الأوكراني.

من جهتها، ردّت أوكرانيا بشن غارات على مواقع روسية في منطقة خيرسون، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن نحو 100 ألف شخص في المناطق التي تسيطر عليها موسكو.

تأتي هذه التطورات وسط مؤشرات على تحركات دبلوماسية مكثفة قد تمهد لمرحلة جديدة في مسار الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.

Categories
أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود

“عندما تضع حرب أوزارها… هل تبحث مصانع السلاح عن ساحات بديلة لاستمرار الأرباح؟”

مع الحدث: ذ لحبيب مسكر

 

مع انتهاء الحرب في غزة وهدوء أصوات المدافع، قد يظن العالم أن السلام قد حلّ، وأن مصانع السلاح ستتوقف عن العمل. لكن الواقع مختلف تمامًا: فالحرب بالنسبة إلى من يملكون مصانعها ويتحكمون في خيوطها ليست مأساة إنسانية، بل أكبر سوق تجارية في العالم، وكل توقف للقتال لا يُعدّ نهاية بل بداية مرحلة جديدة من التخطيط لنقل رقعة الصراع إلى مكان آخر، حتى تستمر عجلة الإنتاج والأرباح بالدوران.

 

صناعة السلاح تُدرّ مليارات الدولارات سنويًا، وتتحكم فيها شبكات نفوذ تمتد من مكاتب السياسة إلى معامل التكنولوجيا المتقدمة. وعندما تتوقف حرب مثل حرب غزة، تتوقف معها صفقات ضخمة وعقود بمليارات الدولارات كانت تغذي مصانع وشركات عملاقة. غير أن هؤلاء لا يقبلون بالخسارة؛ فالسلم بالنسبة لهم ليس غاية، بل فترة انتقالية يُعاد فيها رسم خريطة الطلب وإطلاق توترات جديدة في مناطق أخرى.

 

غالبًا ما تُصنع الأزمات قبل أن تندلع الحروب. تُزرع بذور الخلاف بين جهتين، وتُغذى التوترات عبر التصريحات والمواقف الاستفزازية، فتبدأ كل جهة في التسلّح الاستباقي خوفًا من المفاجأة. وهنا تتحرك الشركات المنتجة بسرعة لتوفير “الحلول الدفاعية” و”الأسلحة الردعية”، فتتضاعف الطلبيات وتنتعش السوق. وعندما تندلع الحرب، يصبح التزويد مضاعفًا: ذخيرة إضافية، معدات قتالية، وخدمات صيانة ميدانية تجعل الأرباح تتصاعد مع كل يوم قتال.

 

حتى بعد الهدنة، لا تتوقف الدورة. تبدأ حينها مرحلة “إعادة الهيكلة العسكرية”، حيث تُستبدل الأسلحة التالفة بأخرى أحدث، وتُرمم الترسانات بأنظمة متطورة، وتُختبر تكنولوجيا جديدة في ميدان الحرب المنتهية ليُعاد تسويقها في مناطق أخرى. هكذا تتحول الهدنة من لحظة سلام إلى فرصة تجارية لتحديث السوق، ومن مرحلة راحة إلى مختبر مفتوح لتجريب الجيل القادم من الأسلحة.

 

هذا النمط ليس عشوائيًا، بل هو منطق اقتصادي صارم. فصناعة السلاح، مثل أي صناعة كبرى، لا يمكنها البقاء دون “طلب مستمر”. لذا، يسعى صُنّاعها لضمان وجود تهديد دائم في مكان ما على الخريطة. وإذا خفت التوتر في الشرق الأوسط، تُفتح ملفات جديدة في إفريقيا أو آسيا أو أوروبا الشرقية. السلام بالنسبة لهم ليس استقرارًا، بل ركودًا في السوق يجب تجنّبه بكل وسيلة ممكنة.

وراء هذه الدينامية تقف شبكات نفوذ معقدة: شركات عملاقة، لوبيات ضغط، ومصالح سياسية تعرف كيف تدير الخيوط بين الاقتصاد والعسكر. كل صفقة سلاح تعني فرص عمل، نفوذًا سياسيًا، وعوائد مالية هائلة، ما يجعل قرارات الحرب والسلام مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بدورات السوق العالمية. حتى المفاوضات باسم “السلام” لا تخلو من حسابات تجارية دقيقة؛ فبينما تُوقّع اتفاقات التهدئة في القاعات الرسمية، تُبرم في الخفاء عقود تسليح جديدة تُعيد ترتيب القوى والمصالح.

أما الجانب الأخطر فيكمن في سباق التكنولوجيا العسكرية الذي لا يتوقف. بعد كل حرب، تتسابق الدول والشركات لتطوير أسلحة أذكى وأكثر فتكًا: طائرات مسيّرة، أنظمة سيبرانية هجومية، وصواريخ موجهة بدقة متناهية. وكل جولة تطوير تخلق سباقًا جديدًا نحو الشراء والتجريب والتسويق، مما يجعل العالم في حالة استنفار دائم باسم “التوازن العسكري”.

وهكذا يتحول السلام إلى مجرد هدنة تجارية، تُستخدم لترتيب مرحلة جديدة من التسليح، وتتحول الحروب إلى مختبرات ضخمة للابتكار والربح. فكل صراع ينتهي يُمهّد لصراع آخر أكثر تطورًا، وكل منطقة تهدأ تفسح المجال لاشتعال منطقة جديدة.

وفي النهاية، يبقى السؤال الأخلاقي معلقًا: هل يمكن للعالم أن يعيش سلامًا حقيقيًا طالما أن هناك من يربح من الحرب أكثر مما يخسر من انتهائها؟

طالما أن من يدير مصانع السلاح يملك أيضًا مفاتيح السياسة والقرار، فسيظل السلام مؤجلًا، والحروب تتنقّل من خريطة إلى أخرى، لتُبقي السوق مشتعلة والنار موقدة باسم “الأمن والدفاع”.

Categories
ثقافة و أراء خارج الحدود

عمر ياغي الفلسطيني يفوز بجائزة نوبل للكيمياء..

“مع الحدث”ستوكهولم: أشاد عمر ياغي، الذي حاز  أمس الأربعاء جائزة نوبل في الكيمياء، والمولود في الأردن لعائلة فلسطينية لاجئة متواضعة، بـ”قوة” العلم في تقليص الفوارق وعدم المساواة.

وقد مُنحت جائزة نوبل في الكيمياء لياغي والياباني سوسومو كيتاغاوا والبريطاني ريتشارد روبسون، لتطويرهم هياكل جزيئية جديدة قادرة على احتجاز الغازات.

وقال ياغي لمؤسسة نوبل: “نشأتُ في منزل متواضع جداً، كما تعلمون، كنّا نحو عشرة أشخاص في غرفة صغيرة، نتشاركها مع ماشية كنّا نربيها”.

لم يكن المنزل مزوّداً بالكهرباء ولا بالمياه الجارية، وكانت والدته لا تجيد القراءة ولا الكتابة.

نشأ ياغي في العاصمة الأردنية عمّان حيث وُلد في العام 1965، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة في سن الخامسة عشرة، نزولاً عند نصائح والده الصارم.

كان حلمي أن أنشر مقالاً واحداً على الأقل يُقتبس مئة مرة. واليوم، يقول طلابي إن مجموع الاستشهادات بأبحاثنا تخطّى 250 ألف مرة

كان ياغي في العاشرة عندما اكتشف الكيمياء للمرة الأولى. تسلّل آنذاك إلى مكتبة مدرسته التي كانت دائماً مقفلة، واختار كتاباً بشكل عشوائي من أحد الرفوف، وعندما فتحه، لفتت انتباهه صور غامضة لكن آسرة، جعلته يتعرّف للمرة الأولى إلى البنى الجزيئية.

وقال: “إنها رحلة مذهلة، والعلم يُمكّنك من خوضها. أعني، العلم هو أعظم قوة” تخدم مبدأ تكافؤ الفرص.

وأكد الحائز جائزة نوبل أنّ “الأذكياء والموهوبين والمهرة موجودون في كل مكان. علينا التركيز على تحرير إمكاناتهم، وتوفير الفرص لهم”.

نجحت مجموعته البحثية في استخراج الماء من هواء صحراء أريزونا، وهو المكان الذي بدأ فيه المراحل الأولى من مسيرته.

وقال: “بدأتُ مسيرتي المهنية المستقلة في جامعة ولاية أريزونا، وكان حلمي أن أنشر مقالاً واحداً على الأقل يُقتبس مئة مرة. واليوم، يقول طلابي إن مجموع الاستشهادات بأبحاثنا تخطّى 250 ألف مرة”.

وأضاف: “يكمن جمال الكيمياء في أنه إذا تعلّمتَ التحكّم في المادة على المستوى الذري والجزيئي، فستكون الإمكانات هائلة، وقد فتحنا منجم ذهب بهذه الطريقة، وشهد المجال تطوّراً”.

بفضل عمل الفائزين لعام 2025 ظهرت عشرات الآلاف من الشبكات الجزيئية الجديدة المختلفة القادرة على التقاط ثاني أكسيد الكربون، وتخزين الغازات، أو حتى فصل الملوّثات الدائمة PFAS عن الماء.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة خارج الحدود رياضة

السفير المصري بالمغرب يحضر ويشجع المنتخب الوطني قبل كأس أمم إفريقيا

حسيك يوسف

في أجواء من الحماس والدعم المعنوي، حضر سفير جمهورية مصر العربية بالمغرب مباريات المنتخب المصري ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، مؤكدًا دعم بلاده الكامل للفريق الوطني قبل التحدي الكبير في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025، المقرر إقامتها بالمغرب بين 21 ديسمبر و18 يناير المقبل.

وجاء حضور السفير بهدف رفع معنويات اللاعبين وتوفير كل الظروف الملائمة لهم لأداء أفضل ما لديهم، وهو ما انعكس إيجابًا على روح الفريق قبل مواجهاته القادمة. وقد شهدت المباراة الأخيرة بين مصر وجيبوتي، التي انتهت بفوز الفراعنة بثلاثية نظيفة، تفاعلًا كبيرًا من السفير مع اللاعبين، مما عزز ثقتهم في تحقيق نتائج إيجابية خلال البطولة القارية.

ويعتبر هذا الدعم الميداني من قبل السفير نقطة إضافية لتعزيز الروح المعنوية للفريق المصري، حيث أكد على أهمية الرياضة كوسيلة للتقارب بين الشعوب، ولإبراز العلاقات الأخوية بين مصر والمغرب في مختلف المجالات.

كما أثنى اللاعبون والجهاز الفني على هذه المبادرة، معتبرين أن حضور السفير واهتمامه يعكس حجم الدعم الرسمي ويحفز الفريق على تقديم أفضل مستوياته في البطولة المقبلة، في محاولة لاستعادة مجدهم القاري الذي غاب عن خزائن مصر منذ عام 2010.

Categories
خارج الحدود

سنتين من القتل والتدمير والتجويع… الاحتلال يواصل حرب الإبادة على قطاع غزة رغم البدء بمباحثات وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى

يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ730، ليكمل عامين كاملين من الإبادة والدمار التي حوّلت القطاع إلى أطلال وبقعة منكوبة، وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي على المناطق المكتظة بالسكان، وغياب شبه تام للمساعدات والاحتياجات الإنسانية.

منذ فجر السبت الماضي وحتى مساء اليوم الاثنين، نفّذت قوات الاحتلال أكثر من 143 غارة جوية ومدفعية استهدفت منازل ومخيمات ومرافق مدنية في مختلف محافظات غزة، ما أدى إلى استشهاد 106 مدنيين، بينهم نساء وأطفال، معظمهم في مدينة غزة التي سجلت وحدها 65 شهيدًا.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 67,160 شهيدًا و169,679 مصابًا، في ظل تدهور كارثي للوضع الصحي وانعدام شبه كامل للأدوية والمستلزمات الطبية.

كما سجلت الوزارة وصول شهيدين و19 إصابة جديدة من ضحايا قصف طوابير المساعدات خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي شهداء “لقمة العيش” إلى 2,610 شهيدًا وأكثر من 19,143 مصابًا.

وفي الميدان، استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي محيط مفترق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما أُصيبت طفلة برصاص طائرة مسيّرة أطلقت النار على النازحين في منطقة الشاليهات غرب المدينة. كما فجّر جيش الاحتلال عربة مفخخة في حي الصبرة جنوب غزة بالتزامن مع قصف مدفعي مكثّف، وشنّ غارة جوية على منطقة جورة العقاد شمال غرب خان يونس.

وفجر اليوم الثلاثاء، شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على منطقة النفق شمال مدينة غزة وأفاد مستشفى الهلال الأحمر الميداني باصابة 8 مواطنين إثر قصف إسرائيلي لخيمة نازحين شمال غربي خان يونس جنوبي القطاع

وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن الاحتلال “يواصل ارتكاب جريمة إبادة جماعية ممنهجة بحق المدنيين في قطاع غزة، ضاربًا عرض الحائط بكل الدعوات الدولية والعربية لوقف القتال”، مشيرًا إلى أن ما يجري يمثل “تدميرًا شاملًا للبشر والحجر والبنية التحتية وكل مفاصل الحياة”.

كما نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف وهدم واسعة لمنازل المواطنين شمال مدينة غزة، وأطلقت نيران آلياتها باتجاه الأحياء السكنية في شارع النفق ومخيم النصيرات ومناطق شمال وغرب المدينة، ما تسبب في موجات نزوح جديدة لعائلات كانت قد نزحت سابقًا.

ويعيش سكان غزة، بعد عامين من الإبادة المتواصلة، وسط مشهد إنساني مأساوي، حيث الجوع والأمراض وانعدام المأوى، فيما لا تزال أصوات الانفجارات تملأ سماء القطاع، شاهدة على حربٍ لم تتوقف يوماً، وعلى شعبٍ لم ينكسر رغم كل الخراب.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود سياسة

وزيرتان من أصول مغربية في الحكومة الفرنسية الجديدة برئاسة سيباستيان ليكورنو

مع الحدث/ فرنسا

المتابعة✍️: مجيدة الحيمودي

شهدت الساحة السياسية الفرنسية مساء الأحد، الإعلان الرسمي عن تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سيباستيان ليكورنو خلفًا لفرانسوا بايرو، الذي استقال عقب فشل حكومته في نيل ثقة البرلمان.
وقد حملت التشكيلة الجديدة بصمة مغربية واضحة، بتعيين وزيرتين من أصول مغربية في مناصب وزارية وازنة، مما يعكس المكانة المتنامية للكفاءات من أصول مغاربية داخل مؤسسات الدولة الفرنسية.

رشيدة داتي… حضور سياسي راسخ

احتفظت رشيدة داتي ذات الأصول المغربية، بمنصبها كوزيرة للثقافة، لتواصل بذلك حضورها البارز داخل المشهد السياسي الفرنسي.
وتُعد داتي واحدة من أكثر الشخصيات النسائية نفوذًا في فرنسا، إذ راكمت مسارًا طويلًا في العمل الحكومي والسياسي، منذ توليها حقيبة العدل في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، لتعود اليوم ضمن الفريق الحكومي الجديد الذي يسعى إلى تجديد الثقة في مؤسسات الدولة.

نعيمة موتشو… وجه جديد للتحول الرقمي

أما نعيمة موتشو فدخلت الحكومة الجديدة كوزيرة للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، في خطوة تُبرز الرهان الفرنسي على الخبرات التكنولوجية من أصول متنوعة.
وتُعتبر موتشو من الوجوه الصاعدة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء خارج الحدود سياسة مجتمع

رئيس وزراء فرنسا يقدم استقالته بعد ساعات من إعلان حكومته الجديدة

في تطور سياسي غير مسبوق، قدّم رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكرنو استقالته صباح اليوم الاثنين، بعد ساعات فقط من الإعلان الرسمي عن تشكيل حكومته الجديدة، في خطوة صدمت الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية وعمّقت من حالة الاضطراب التي تعرفها الساحة السياسية منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة.
الاستقالة، التي قبلها الرئيس إيمانويل ماكرون على الفور، جاءت بعد ليلة واحدة من الإعلان عن أسماء الوزراء الجدد، لتُصبح حكومة لوكرنو الأقصر عمرًا في تاريخ الجمهورية الخامسة.
خلفيات القرار المفاجئ
حسب مصادر مقربة من قصر الإليزيه وصحف فرنسية كبرى مثل لوموند ورويترز، فإن الاستقالة جاءت نتيجة تراكم ضغوط سياسية وبرلمانية منذ لحظة التعيين، إلى جانب غياب أغلبية واضحة في الجمعية الوطنية، ما جعل مستقبل الحكومة محفوفًا بالمخاطر منذ البداية.
كما أن التشكيلة الوزارية الجديدة لم تلقَ قبولًا واسعًا لا من داخل التحالف الرئاسي ولا من المعارضة، إذ وُجهت إليها انتقادات لكونها «نسخة معدلة» من الحكومة السابقة دون رؤية إصلاحية حقيقية. حزب اليسار المتشدد أعلن نيّته تقديم طلب سحب الثقة فورًا، بينما لوّحت قوى اليمين بالدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة.
من جهة أخرى، أثارت التغييرات في الحقيبة المالية جدلاً واسعًا في الأوساط الاقتصادية، خاصة مع إقصاء وزير المالية السابق وتعيين شخصية قريبة من الرئاسة، في وقت تواجه فيه فرنسا أزمة مديونية وتحديات مالية صعبة.
الأزمة السياسية تتعمق
الاستقالة المفاجئة فتحت الباب مجددًا أمام سيناريوهات عدم الاستقرار داخل السلطة التنفيذية الفرنسية. ويجد الرئيس ماكرون نفسه اليوم أمام خيارين أحلاهما مرّ:
إما تعيين رئيس وزراء جديد قادر على بناء توافق واسع في البرلمان،
أو حلّ الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات جديدة، وهو خيار محفوف بالمخاطر في ظل تراجع شعبية الائتلاف الحاكم وصعود اليمين المتطرف واليسار الراديكالي.
الأسواق المالية الفرنسية بدورها تفاعلت سلبًا مع الخبر، إذ تراجع مؤشر “كاك 40” في بورصة باريس صباح اليوم، كما انخفض اليورو أمام الدولار، وسط قلق المستثمرين من الفراغ الحكومي.
المشهد المقبل
يرى مراقبون أن هذه الأزمة تكشف هشاشة النظام السياسي الفرنسي الحالي، القائم على توازن دقيق بين الرئاسة والبرلمان، خاصة في ظل غياب أغلبية حاسمة. كما تشير التطورات الأخيرة إلى أن الرئيس ماكرون يعيش واحدة من أصعب مراحل ولايته الثانية، مع تصاعد الغضب الشعبي بسبب السياسات الاقتصادية والاحتجاجات الاجتماعية المتكررة.

في المقابل، تؤكد بعض التحليلات أن هذه الاستقالة قد تفتح الباب أمام إعادة ترتيب البيت الداخلي للتحالف الرئاسي، ومحاولة بناء حكومة أكثر انسجامًا، قادرة على تنفيذ الإصلاحات الضرورية وتجاوز الانقسام السياسي.

خلاصة
استقالة لوكرنو بعد ساعات فقط من إعلان حكومته الجديدة لم تكن مجرد مفاجأة، بل إنذار قوي يعكس عمق الأزمة السياسية في فرنسا اليوم، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الحكم في ظل برلمان منقسم وشعبية متراجعة للرئيس وحكومته

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة خارج الحدود متفرقات

حدث في مثل هذا اليوم: حرب أكتوبر 1973… يوم غيّر موازين الشرق الأوسط

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

في مثل هذا اليوم من السادس من أكتوبر سنة 1973، الموافق للعاشر من رمضان، اندلعت حرب أكتوبر بين مصر وسوريا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، في واحدة من أهم الحروب التي شهدها الشرق الأوسط في القرن العشرين. جاءت هذه المواجهة بعد مرور ست سنوات على حرب يونيو 1967 التي انتهت بهزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية والقدس الشرقية، ما دفع القاهرة ودمشق إلى الإعداد الطويل لاستعادة الأراضي المحتلة وإعادة التوازن إلى المنطقة.

 

في مصر، بدأ التحضير للحرب منذ نهاية حرب الاستنزاف التي أطلقها الرئيس جمال عبد الناصر عام 1968، قبل أن يتولى الرئيس أنور السادات قيادة البلاد ويضع خطة محكمة تعتمد على عنصر المفاجأة، فتم اختيار يوم عيد الغفران اليهودي، أحد أكثر الأيام قداسة في إسرائيل، موعدًا للهجوم المشترك مع الجيش السوري.

في تمام الساعة الثانية من ظهر يوم السادس من أكتوبر، شنت القوات المصرية والسورية هجومًا متزامنًا على الجبهتين. في الجبهة المصرية، نفذت الطائرات الحربية ضربات دقيقة ضد المواقع الإسرائيلية شرق قناة السويس، قبل أن تبدأ القوات في العبور مستخدمة مضخات المياه لاختراق الساتر الترابي المعروف بخط بارليف. تمكنت القوات المصرية خلال ساعات من تثبيت مواقعها شرق القناة والتقدم داخل سيناء لمسافة تجاوزت العشرين كيلومترًا. وفي الجبهة السورية، تقدمت الوحدات العسكرية نحو الجولان، حيث تمكنت من اختراق الدفاعات الإسرائيلية والوصول إلى مشارف بحيرة طبريا.

 

شكل الهجوم المفاجئ صدمة كبيرة لإسرائيل، التي وجدت نفسها في موقف دفاعي خلال الأيام الأولى من الحرب. وتدخلت الولايات المتحدة بسرعة لدعمها بجسر جوي عسكري ضخم، في حين قدم الاتحاد السوفيتي مساعدات لمصر وسوريا. ومع تطور العمليات، قررت القيادة المصرية تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، لكن العملية واجهت مقاومة عنيفة أسفرت عن ما عرف بثغرة الدفرسوار، حيث تمكنت القوات الإسرائيلية من العبور إلى الضفة الغربية للقناة ومحاولة تطويق الجيش الثالث المصري.

 

استمرت المعارك حتى الرابع والعشرين من أكتوبر، حين أصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا بوقف إطلاق النار، لتنتهي الحرب بعد ثمانية عشر يومًا من القتال العنيف. وعلى الرغم من الخسائر التي تكبدها الطرفان، فإن النتائج كانت ذات أثر سياسي وعسكري كبير، إذ استعادت مصر سيادتها على قناة السويس وأعيد فتحها للملاحة عام 1975، وتم استرجاع سيناء تدريجيًا عبر المفاوضات التي توّجت باتفاق كامب ديفيد سنة 1978، كما استعادت سوريا مدينة القنيطرة ضمن اتفاق فصل القوات عام 1974.

 

تجاوز تأثير الحرب البعد العسكري، إذ استخدمت الدول العربية سلاح النفط كورقة ضغط على الدول الداعمة لإسرائيل، مما تسبب في أزمة طاقة عالمية غير مسبوقة. كما أعادت الحرب رسم خريطة التحالفات في المنطقة وأثبتت أهمية التخطيط والجاهزية والتنسيق بين الجيوش العربية.

 

وبعد مرور أكثر من نصف قرن، تظل حرب أكتوبر 1973 محطة بارزة في التاريخ العربي الحديث، وحدثًا أعاد صياغة موازين القوى في الشرق الأوسط، ورسخت في الذاكرة الجماعية صورة لجيوش استطاعت أن تثبت قدرتها على المبادرة وتغيير مجرى الأحداث في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية وتقلبًا.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة خارج الحدود رياضة

نيكولا ساركوزي.. من السياسة إلى المستطيل الأخضر: خيوط فرنسية-قطرية تهز عرش باريس سان جيرمان

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

في تطور جديد يعيد خلط الأوراق بين عالم السياسة وكرة القدم، كشفت صحيفة ميديا بارت الفرنسية عن معطيات مثيرة تتعلق بدور الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في صفقة شراء نادي باريس سان جيرمان من طرف قطر، وفي منح الدوحة استضافة كأس العالم 2022، وسط شبهات فساد وتداخل مصالح مالية وشخصية.

تأتي هذه التسريبات في ظرف حساس بالنسبة لساركوزي، الذي صدر بحقه مؤخرًا حكم بالسجن خمس سنوات نافذة في قضية التمويلات الليبية، مما زاد من حدة الجدل حول إرثه السياسي وعلاقاته المتشعبة مع رجال الأعمال والمال.

غداء الإليزيه الذي غيّر مجرى الكرة العالمية

القصة تعود إلى يوم 23 نونبر 2010، حين استقبل ساركوزي في قصر الإليزيه كلًا من الأمير تميم بن حمد آل ثاني، آنذاك ولي عهد قطر، وميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، إلى جانب كلود غيان الأمين العام للرئاسة الفرنسية.
وحسب التحقيقات، فإن ذلك اللقاء كان نقطة التحول الكبرى في مسار منح مونديال 2022 لقطر، إذ غيّر بلاتيني بعده موقفه وصوّت لصالح الملف القطري. وتشير المعطيات إلى احتمال وجود اتفاق غير معلن بين باريس والدوحة: دعم فرنسي سياسي في مقابل استثمارات قطرية ضخمة داخل فرنسا، من أبرزها صفقة شراء باريس سان جيرمان، النادي الأقرب إلى قلب ساركوزي.

تشابك المصالح والأرباح الخفية

التحقيق الذي نشرته “ميديا بارت” يكشف أن رجل الأعمال سبيستيان بازان، مالك النادي حينها عبر صندوق “Colony Capital”، تفاوض على البيع بدعم مباشر من ساركوزي. وبعد أن كان السعر المبدئي يقارب 30 مليون يورو، انتهت الصفقة عند 64 مليون يورو بفضل “إقناع الرئيس للقطريين”، حسب ما ورد في رسائل نصية كشفتها التحقيقات.

لكن المفاجآت لم تتوقف عند هذا الحد. فبعد إتمام الصفقة، تقول المصادر إن بازان، الذي أصبح لاحقًا رئيس مجموعة الفنادق العالمية Accor، كافأ حلفاءه:
ساركوزي نفسه عُيّن مستشارًا للمجموعة براتب سنوي يفوق 80 ألف يورو.

ابنه بيير ساركوزي، المعروف باسمه الفني DJ Mosey، حصل على عقود لتنظيم حفلات في فنادق Sofitel.
بينما استفاد مقربون آخرون مثل أرنو لاغاردير من تمويلات قطرية لمؤسساته الإعلامية.

تحقيقات في ملفات فساد وتمويلات سياسية

اليوم، تخضع هذه القضايا لتدقيق قضائي واسع في فرنسا ضمن تحقيق رسمي حول الفساد، واستغلال النفوذ، والتمويل غير القانوني للحملات الانتخابية، بناءً على شكاية تقدمت بها جمعية مكافحة الفساد Anticor سنة 2023.

القضاة يسعون إلى تحديد ما إذا كان ساركوزي قد استفاد شخصيًا من هذه العمليات، أو استغل منصبه الرئاسي لترتيب مصالح مالية لأصدقائه وشركائه.

من جهته، ينفي الرئيس الأسبق كل الاتهامات، مؤكداً أنه تصرف “من أجل مصلحة فرنسا وكرة القدم الفرنسية”، بينما يظل نادي باريس سان جيرمان بعيدًا عن أي ملاحقة مباشرة، إذ تتركز التحقيقات على الصفقة السياسية والمالية التي رافقت بيعه سنة 2011.

بين الكرة والسياسة.. الحدود تذوب

بعد أربعة عشر عامًا على تلك الوليمة الشهيرة في الإليزيه، يستمر باريس سان جيرمان في حصد الألقاب واستقطاب النجوم، لكن الظل السياسي الذي رافق ولادته القطرية لا يزال يخيم على صورته في الإعلام الفرنسي.
وفي الوقت الذي تتقدم فيه قطر كقوة ناعمة في عالم الرياضة، يجد ساركوزي نفسه اليوم أمام حكم قضائي جديد وشبهات قديمة، تذكر الفرنسيين بأن كرة القدم ليست دائمًا مجرد لعبة، بل في أحيان كثيرة ساحة نفوذ ومصالح تتجاوز حدود المستطيل الأخضر.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي القضية الفلسطينية الواجهة خارج الحدود

إنذار ترامب الأخير: غزة بين صفقة بلا توازن وحرب بلا نهاية

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

في الثالث من أكتوبر 2025، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنذارًا غير مسبوق لحركة حماس، محددًا مساء الأحد موعدًا نهائيًا لقبول خطته للسلام. الإنذار الذي جاء عبر منصته “تروث سوشيال” حمل نبرة تهديد واضحة، إذ وصف الخطة بأنها “الفرصة الأخيرة” لإنهاء الحرب في غزة، محذرًا من جحيم عسكري غير مسبوق إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

الخطة التي يروج لها ترامب على أنها “صفقة عظيمة للجميع” تتألف من عشرين بندًا، أبرزها وقف فوري لإطلاق النار، تبادل شامل للأسرى والرهائن خلال 72 ساعة، نزع سلاح غزة بالكامل، وتشكيل إدارة جديدة من لجنة تكنوقراط فلسطينية تحت إشراف مجلس سلام دولي يرأسه ترامب شخصيًا. كما تتضمن ممرات آمنة لعناصر حماس مقابل التخلي عن السلاح، إلى جانب خطة لإعمار القطاع، مع إمكانية قيام دولة فلسطينية في المستقبل البعيد شريطة الإصلاح وإعادة البناء.

لكن خلف هذه البنود تبرز تناقضات عديدة. فالصفقة تعرض على حماس الخروج من المشهد السياسي والعسكري مقابل ضمانات أمنية واقتصادية، فيما تضع المدنيين أمام خيارين أحلاهما مر: البقاء تحت وصاية دولية غامضة أو الهجرة. أما الدولة الفلسطينية التي لطالما كانت مطلبًا مركزيًا، فقد تحولت في نصوص الخطة إلى وعد مؤجل رهين الشروط والإملاءات.

في المقابل، لم تُصدر حماس ردًا رسميًا حتى الآن، واكتفت بطلب مهلة إضافية لدراسة المقترح. مصادر مقربة منها تشير إلى أنها ستسعى لفرض تعديلات أساسية مثل ضمان الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، رفض نزع السلاح دون مقابل سياسي، تمديد مهلة تبادل الأسرى، والحصول على ضمانات دولية دائمة لوقف الحرب. هذا الموقف يعكس محاولة الموازنة بين تجنب الرفض المباشر الذي قد يفتح باب التصعيد، وبين كسب الوقت للتفاوض من موقع أقل ضعفًا.

ترامب من جانبه يواصل اللعب على حافة الهاوية، مستخدمًا أسلوبًا يجمع بين العصا والجزرة. فهو يخاطب مقاتلي حماس بلغة الإنقاذ، ويغري الفلسطينيين المدنيين بوعود إعادة الإعمار، لكنه في الوقت ذاته لا يتردد في التهديد بمزيد من الدماء إذا لم يتحقق ما يريد. أما على الساحة الدولية، فالمواقف ما زالت متحفظة؛ الاتحاد الأوروبي يشدد على أن أي حل يجب أن يكون عبر مفاوضات فلسطينية–إسرائيلية مباشرة، فيما تحذر الأمم المتحدة من تداعيات خطاب التهديد على المدنيين.

إسرائيل بدورها تتابع بحذر، حيث نقلت القناة 12 العبرية عن مسؤول إسرائيلي أن حماس ستقدم ردها يوم السبت، وأن قادة الحركة في غزة أبدوا مرونة أكبر من نظرائهم في الدوحة، مع توقع رد إيجابي مشروط بتحفظات.

وبين لغة الإنذار الأمريكي ومراوغة حماس، يظل مصير غزة معلقًا: إما صفقة غير متوازنة تضعف الحركة وتعيد صياغة المشهد الفلسطيني تحت الوصاية الدولية، أو حرب مفتوحة قد تكون أشد قسوة مما سبق. وفي كلتا الحالتين، يبقى المدنيون الحلقة الأضعف في لعبة سياسية معقدة تتجاوز حدود غزة لتطال مستقبل المنطقة برمتها.