أثر الوصم الاجتماعي على نفسية امهات واباء الاطفال في وضعية اعاقة
الكلمات المفتاحية : الوصم الاجتماعي – النفسية – وضعية اعاقة
مقدمة :
لا يكاد مجتمع من المجتمعات الإنسانية يخلو من وجود أفراد في وضعية إعاقة، إلا أن الفرق يظهر في طبيعة نظرتها وتعاملها مع هذه الفئة من فئات المجتمع، فلكل خصوصيته التاريخية والحضارية، ومنظومة من القيم والمعايير الاجتماعية التي تحكم تصرفات وتفاعلات أفراده، وتحدد نظرتهم إلى مختلف أمور الحياة. ومن المسلم به أن المجتمعات الإنسانية لا تخلو من المشاكل والصعوبات التي تواجه الأفراد والجماعات.
إلا أن حجم ونوعية هذه المشاكل يختلف من فئة لأخرى، ومن الفئات الاجتماعية التي تواجه مشاكل معقدة وحساسة في مختلف المجتمعات هي الفئات التي في وضعية الإعاقة وأسرهم.
كما أن نظرة المجتمعات إلى الأفراد في وضعية الإعاقة قد اختلفت من عصر إلى آخر، وفقا لمجموعة من العوامل والمتغيرات والمعايير، فقد كان التخلص من الأطفال في وضعية الإعاقة هو الاتجاه السائد في أيام اليونان والرومان باعتبارهم أفرادا غير صالحين لخدمة المجتمع. (الروسان 1989، 16).
إلا أن تقدم الحياة وتعقدها أبرز واقعا غير مريح بالنسبة لذوي الإعاقة وأسرهم (Goffman 1972,105-109) على الصعيد المجتمعي، وبهذا يشير جوفمان أن للإعاقة وصمة اجتماعية وثقافية يحاول المعنيون إخفائها، لكن مجرد وجودها يجعلهم في موقف ضعف في تفاعلهم مع الآخرين، وقد يؤدي إلى انسحاب جزئي أو كلي في كثير من العلاقات الإجتماعية، ويضع ذوي وضعية الإعاقة وأسرههم في موقف غير ملائم وغير طبيعي.
وهكذا فإن وجود طفل في وضعية إعاقة في الأسرة ينتج مجموعة من الآثار تعاني منها جميع أفراد الأسرة وكذلك من في وضعية الإعاقة نفسه، فوجود هذا الأخير في الأسرة يعني أن جميع الأسرة تعاني من الإعاقة، ويكون عبئا عليها بسبب عدم وجود الدراسة الكافية للأسرة في تدريب وتوجيه الطفل في وضعية الإعاقة مما يترتب عليه إحباط الوالدين وترد ملحوظ في سلوك الطفل وسلوك أفرادها وبالتالي الطريقة التي يتفاعل بها أفراد الأسرة كوحدة إجتماعية.
إلا أن هذه الآثار ليست بالضرورة كلها سلبية فهناك الكثير من الآثار الإيجابية التي تتركها الإعاقة ، عايش صباح ، 2018).
و سنحاول في هذا البحث رصد الآثار الايجابية والسلبية على حد سواء.
وتعتبر الإعاقة إشكالية مجتمعية لأنها ترتبط بمجموعة من قضايا المجتمع وتعتبر كذلك من بين الظواهر التي لها أبعاد متعددة.
(رشيد الكنوني، 2017، 35) مما يحيلنا على طرح إشكالية مركزية كالتالي :
. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في تأثير الوصم الإجتماعي على نفسية أمهات وآباء الأطفال في وضعية الإعاقة ؟
ولأجرأة هذه الإشكالية الكبرى لابد من تجزيئها لأسئلة فرعية تالية :
. ما مستوى اثر الوصم الإجتماعي لدى أمهات وآباء الأطفال في وضعية الإعاقة؟
. ماهي مظاهر الوصم الإجتماعي على نفسية أمهات وآباء الأطفال في وضعية الإعاقة ؟
. هل تتعرض أمهات وآباء الأطفال في وضعية الإعاقة إلى تعليقات غير لائقة ؟
. هل يتعامل أفراد المجتمع بصورة طبيعية أم إستعلائية مع أمهات وآباء ذوي الإعاقات ؟
تأتي أهمية هذا المقال في كونه يتعامل مع الأسرة التي تمثل أهم مكون من مكونات النظام الإجتماعي، وبالأخص الأمهات والآباء، حيث هما من تقع عليهما مسؤولية رعاية الأطفال، وتوفير متطلبات نموهم وتنشئتهم الإجتماعية السليمة، وبما أن هناك طفل ا في وضعية إعاقة داخل الأسرة فإن ذلك قد يؤثر على الوالدين، وعلى بقية أفرادها من نواح عدة، كإعاقة أداء الأسرة لوظائفها المعتادة، والتأثير على النفسية نتيجة ما يتعرض له الوالدين من وصم إجتماعي ومشاكل نفسية، لذا نحاول في مقالنا هذا تسليط الضوء على مدى درجة تأثير الوصم الإجتماعي على نفسية الوالدين جراء وضعية إعاقة الطفل.
1. الاطار المفاهيمي
الوصم الاجتماعي:
ويعرف الوصم بشكل عام بأنه إلحاق أو إلصاق مسميات غير مرغوب فيها بالفرد من طرف الآخرين على نحو يحرمه من التقبل الاجتماعي أو تأييد المجتمع له لأنه شخص مختلف عن بقية الأشخاص في المجتمع، يكون هذا الاختلاف في خاصية من خصائص الجسم أو العقل النفسية أو الإجتماعية التي تجعله مغتربا عن المجتمع الذي يعيش فيه ومرفوض منه، مما يجعله يشعر بنقص التوازن النفسي والإجتماعي (2001,Deborah).
فالوصمة تعني ردة فعل الجمهور تجاه مجموعة من الأفراد على وصم هؤلاء
الأفراد وتشيؤ إلى ردود أفعال الذين ينتمون إلى المجموعة الموصمة وتحويل (Rusch,2005)
المواقف ضدهم والوصم بالمفهوم الإجتماعي هو تلك الصور الذهنية السلبية التي تلتصق بفرد معين لتعبير عن الإستلاء والإستهجان لهذا الفرد نتيجة اقترافه سلوكا غبر سوي يتعارض مع القيم والمبادئ السارية في المجتمع محمد عاطف، 1995، (441).
.الوصمة حسب غوفمان
حسب جوفمان Goffman هناك ثلاث أنواع من الوصمة أولا وهي تشوهات الجسم المخيفة، ثانيا العيوب الشخصية في عيون الآخرين لها مظهر لعدم وجود الإرادة الاستبداد أو المشاعر غير طبيعية والمعتقدات الجامدة وخيانة الأمانة، والتي نستدل على وجودها في فرد لأننا نعرف أنه أو كان، على سبيل المثال، مختل عقليا مسجون مدمن على المخدرات، مثلي الجنس، الانتحار، أو اليسار المتطرف. وأخيرا هناك وصمة العار القبائل العرق والجنسية والدين والتي يمكن أن تنتقل من جيل إلى جيل ، وكذلك تلوث جميع أفراد الأسرة، لكن في جميع الحالات وصمة العار لها نفس الصفات الاجتماعية أي الفرد الذي يمكن بسهولة أن يقبل في دائرة العلاقات الاجتماعية العادية كانت فيه خصلة بحيث يمكن أن يظهر انتباه بعض من الذين يقابلونه، يتباعدون عنه، وبالتالي تدمر حقوقه شيئا فشيئا بسبب سماته الأخرى.
. الوصمة حسب ليمرت
يعود تفسير النظرية للانحراف من مدخل اجتماعي الى عالمين هما ادوين ليمرت وهوراد بيكر، ويرجع أصلها الى العالم ليمرت وهذه الفكرة لم تأتيه من علماء النفس، بل بما استوحاه من زيارته إلى الأسكا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث لاحظ على قبائل الاسكيمو أن بعض أطفال هذه القبائل التي ينتمي إليها الأطفال الذين يتأتأون يؤكدون في تربيتهم لأبنائهم على سلامة النطق والفصاحة في الكلام والاهتمام بمخارج الحروف لما له من دور في تحديد المركز الاجتماعي للفرد في القبيلة.
1 نماذج الوصم
1. خصائص البدن الممقوتة أو مختلف العيوب الفيزيقية.
2. عيوب الشخصية الفردية كضعف الإرادة وتقلب العواطف أو شذوذها، وعدم نضج الانفعال وصرامة المعتقدات والاضطراب العقلي والإدمان والتعاطي والمثلية الجنسية والبطالة ومحاولات الانتحار.
3. الوصمة القبلية للعنصر والأمة والدين.
وتتميز هذه النماذج الثلاث بأن الأفراد الذين تنطبق عليهم يشتركون في خصائص سوسيولوجية واحدة.
فهناك فرد يشارك في عملية اتصال اجتماعي ويتميز بصفة تفرض ذاتها على الانتباه وتجعل الذين يثابلعن يتحولون عنه طالما لديه “وصمة” أو يظهر عليه اختلاف غير مرغوب فيه عما يتوقعه الآخرون أو الأسوياء الذين يعتقدون من الناحية النظرية على الأقل. أن الشخص الذي يتسم “بوصمة” ليس بشرا كاملا ويقومون بعملية تصنيف لنوعيات معينة أو أنهم يمارسون التمييز الذي يقللون بواسطته وعلى نحو فعال من فرص الفرد الموصوم في الحياة فيؤسسن بذلك نظرية في الوصمة أو أيديولوجية لتفسير نقص هذا الفرد أو ضالته تضع في اعتبارها الخطر الذي يشكله.
كما يميلون في الوقت ذاته إلى إضافة عدد كبير من العيوب أو النقائص اعتمادا على وجود الخاصية الأساسية أو الأصلية، وفضلا عن ذلك فربما ينظر هؤلاء الأسوياء إلى الاستجابة الدفاعية للموصوم تجاه موقفه باعتبارها استجابة مباشرة لنقصه أو عيبه، أي أنهم يعتبرون كلا من (النقص) و (الاستجابة) كجزاء أو عقوبة إزاء شيء فعله هذا الفرد أو والديه أو قبيلته وبالتالي يكون هذان العاملان بمثابة مبررين لمعاملة الأسوياء للمنحرفين.
. استجابات ممكنة للموصوم
هنالك ثلاث استجابات ممكنة وهي كالتالي : 1. أن يتجه الموصوم في بعض الحالات إلى إجراء محاولة مباشرة لتصحيح ما اعتبره أساس موضوعيا لفشله كأن يلجأ إلى العمليات الجراحية المختلفة وضروب العلاج والإصلاح المتعددة.
2. ربما يحاول الشخص الموصوم تصحيح حالته هذه على نحو غير مباشر عن طريق تكريس جهود مركزة في المجالات التي فشب فيها كما هو الحال بالنسبة للشخص الكسيح الذي يتعلم السباحة أو القيادة أو لعبة التنس أو الشخص الأعمى الذي يصبح خبيرا في تسلق الجبال.
3. وقد يصطدم الشخص الموصوم، بما يسمى الواقع فيحاول استخدام غير عادي لطابع هويته الاجتماعية.
ومع أن الاستجابات السابقة من جانب السوي والموصوم يمكن أن تحدث في فترات متقطعة ومنفصلة إلا أن هذه النظرية تشير إلى ضرورة التأكيد على الاحتكاكات المختلطة وعلى اللحظات التي يكون الموصوم والسوي فيها في نفس ” الموقف الاجتماعي” بل يكون كل منهما حاضرا في الوجود الفيزيقي المباشر للآخر.
أخيرا فيعتبر الوصم الاجتماعي كخروج أو مخالفة لنظام التوقعات الاجتماعية وتركز هذه النظرية عموما على العمليات التي بموجبها يصنف أو يوصم الأفراد ويعاملون على أنهم منحرفين.
ولم تؤكد نظرية الوصم على التناقضات في البناء الاجتماعي ولا على تأثير المشاركة والاختلاط بالمنحرفين أو بالأسوياء بل تركز عي الكيفية التي يكون بها المنحرف (هويته الانحرافية)، والتي في ضوئها يتعرض لمعاملات سيئة وربما شعورا سالبا نحو ذاته.
وضعية الإعاقة :
هنالك تعريفات متعددة يمكن أن نشير إلى بعضها حيث يمكن القول بان الإعاقة في عدم القدرة التي تؤثر سلبيا، خلال مدة زمنية أو بشكل دائم، على النمو والتطور والتكيف مع الحياة.
في حين نجد تعريفا أخر يحددها في اضطراب الانفعالي أو اضطراب عدم انتظام الجسم أو العقل أو الشخصية، فالإعاقة بشكل عام هي ذلك النقص الذي يعيق الفرد في درجة مشاركته في الحياة العامة .
(Rapport et étude EURO,1981)
فالإعاقة هي عبارة عن عدم قدرة الفرد على الاستجابة للبيئة و التكيف معها نتيجة مشكلات سلوكية أو جسمية أو عقلية والعجز هو الذي يسبب هذه المشكلات عند تفاعل الفرد المصاب به مع البيئة.
وتجدر الإشارة هنا انه يجب التفريق بين مصطلح العجز والإعاقة وذلك على
النحو الآتي :
إن مصطلح الإعاقة ليس مرادفا لمصطلح العجز ويستخدم هذا المصطلح لوصف حالة أو حاجز فرض عن طريق المجتمع أو البيئة أو الشخص نفسه ويمكن استخدام مصطلح الإعاقة عند الاستشهاد بالقوانين وحالات محددة ولكن لا ينبغي أن يستخدم لوصف العجز.
.(Bradly et al1997)
مفهوم الإعاقة :
هناك مفاهيم عديدة لمفهوم الإعاقة، فيمكن أن نقول أنه ضرر يصيب الفرد نتيجة الضعف أو العجز تحد أو تمنع الفرد من أدائه لمختلف الأنشطة الحياتية.
و قد خضع مفهوم الإعاقة إلى تصنيفات أخرى مثل:
أ- الإعاقة كشدود أو نقص.
ب- الإعاقة من حيث الحالة الإكلينيكية.
ج – القصور الوظيفي للنشاط اليومي.
د – الإعاقة كانحراف و هناك اثنان من المظاهر تأخذهما في الاعتبار و هما :
انحراف عن الحالة البدنية المقبولة و عن المعايير الصحية .
انحراف عن السلوك المناسب للحالة الاجتماعية الخاصة بالأفراد والجماعات
ه – الإعاقة كضرر ( 1983 OLIVER MICHEL و قد عرف سميث و نيزورت
NEISWORTH and SMITH الإعاقة على أنها ” عبأ يفرض على الفرد بجانب إنتاج غير مناسب ، بسبب الإنحراف و البيئة ، و يشمل هذا الإنتاج المظاهر العاطفية والاجتماعية المختلفة ، كذلك خبرات الفرد الضعيف جسديا. ( 1979 PAYNE JANS)
وتناول آخرون الاعاقة على أنها ” ذلك النقص أو القصور أو العلة المزمنة التي تؤثر على قدرات الشخص فيصير معوقا سواء كانت الإعاقة جسمية أو حسية أو عقلية أو إجتماعية الأمر الذي يحول بين الفرد و الاستفادة الكامنة من الخبرات التعليمية و المهنية التي يستطيع الفرد العادي الإستفادة منها، كما يحول بينه و بين المنافسة المتكافئة مع غيره من الأفراد العاديين في المجتمع و لذا فهو في أشد الحاجة إلى نوع خاص من البرامج التربوية والتأهيلية و إعادة التدريب وتنمية قدراته حتى يستطيع أن يعيش و يتكيف مع مجتمع العاديين بقدر المستطاع و يندمج معهم في الحياة التي هي حق طبيعي بذوي الإعاقة.
(محمد عبد المؤمن حسين 1986 ص 12).
2 النسبة الوطنية لانتشار الإعاقة
لقد بينت نتائج البحث الوطني الثاني أن نسبة انتشار الإعاقة على المستوى الوطني وصلت إلى 6,8% سنة 2014.
وبمقارنة هذه النسبة بمجموع السكان المرجعيين 33.304.400 مليون نسمة حسب توقعات المندوبية السامية للتخطيط سنة 2014، قبل إنجاز الإحصاء العام للسكان والسكني، نجد أن هناك 2.264.672 شخصا، يصرحون بأن لديهم إعاقات تختلف أنواعها ودرجاتها . كما أن كل أسرة واحدة من بين أربعة أسر لديها على الأقل شخص في وضعية إعاقة، وهي ما ثمثل ما يقارب 24,5 من مجموع الأسر ببلادنا . تصل نسبة انتشار الإعاقة الخفيفة والمتوسطة إلى 6,4% أي 2131456 وهو ما يمثل % 12,94 من مجموع الأشخاص في وضعية إعاقة، في حين تصل نسبة انتشار الإعاقة المتوسطة والعميقة جدا 22% من الساكنة، أي حوالي 732.688 شخصا. أما نسبة انتشار الإعاقة العميقة جدا فقد بلغت 0.6% ، أي حوالي 199.824 شخصا
البحث الوطني الثاني حول الاعاقة 2014).
1.2 نسبة انتشار الاعاقة حسب الجهات
وفيما يتعلق يتوزيع نسب انتشار الاعاقة على المستوى الجهوي، فقد تبين أن هذه النسب ببعض الجهات تتجاوز المتوسط الوطني كما هو الحال في كل جهات العيون بوجدور )11.42%( الساقية الحمراء (13.4%)، وطنجة وتادلة – ازيلال (9.83%)، في حيت أن نسب انتشار الاعاقة في جهات أخرى تقل عن المتوسط الوطني، ويتعلق الأمر بكل من جهات مراكش-تانسيفت- الحوز )%4.69( 3.94) الدار البيضاء الكبرى (3.96%)، والرباط سلا زمور-زعير%(ثم وادي الذهب – لكويرة (2.9%).
لقد بين هذا البحث بعد الدراسة والتحليل أن ارتفاع نسب انتشار الإعاقة ببعض الجهات يعود بالأساس إلى ارتفاع نسبة انتشار الإعاقة الخفيفة، ذلك أن جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء مثلا يتواجد بها (0.2) ، فقط من الأشخاص في وضعية إعاقة عميقة، وهي نسبة تجعلها أقل من المتوسط الذي يبلغ (0.6% ).
(البحث الوطني الثاني حول الاعاقة 2014
خلاصات
المعيش الاجتماعي لا يعكس تلك الرغبة من أجل تكوين ذات اجتماعية قادرة على الانتقال من حالة نفسية إلى ذات اجتماعية تعيش تفاصيل الحياة اليومية رغم عنف التمثلات الاجتماعية، وهو ما يستوجب القيام ليس بثورة أو صراع طبقي من أجل تغيير البنية الاجتماعية كما يرى ماركس، وإنما صراع من أجل المكانة الاجتماعية.
إن تفكيك الوصمة الاجتماعية التي تلتصق بهذه الفئة يستحضر كل من نظرية الدور ونظرية التفاعل الرمزي، حيث يتم العلاج بناء على نظرة المجتمع نحو الفرد، ومبادرة الآخرين بالسلوك والممارسة في المجتمع بناء على تلك النظرة التي يحملها المجتمع نحوه وهكذا يحدث التفاعل بين الفرد والمجتمع بناء على التمثلات الاجتماعية نحو هذه الوضعيات من خلال السلوك الذي يقوم به في المجال الاجتماعي الذي ينتمي إليه. إن الإعلان عن تشخيص الإعاقة يشكل صدمة نفسية داخل الأسرة، وهو ما يؤدي إلى تغيير مسار الحياة الأسرية، لما ينتج عن ذلك من ردود فعل متشابكة تخلف معاناة واضطرابات نفسية تؤثر على التوازن النفسي داخل الأسرة، مع إحداث خلل في التنظيم النفسي والاجتماعي ، والاقتصادي لأفراد هذه الأسرة ذلك أن وجود طفل في وضعية الاختلاف / في وضعية إعاقة، يسبب توترا مستمرا، وقد يكون مزمنا في حياة الزوجين، إذ يؤثر على الاتزان والتوازن العاطفي والقدرة على التكيف مع وضعيات الاختلاف هذه حيث الشعور بالكآبة والأسى المزمن نتيجة هذا الوضع.
إن هذه الفئة تعيش وضعا نفسيا اجتماعيا خاصا، وهو ما يتجسد في نظرية الوصم تلك التي حاولت تفسير الاضطراب النفسي والانحراف الاجتماعي الذي يتعرض لديه الفرد من خلال الوصمة الاجتماعية، أدوين ليمرت ” و ” هوارد بيكر” . وذلك من خلال تحليل مضامين التمثلات والأفكار النمطية السائدة داخل المجتمع، والتي تؤدي إلى تعميق الإحساس بالانفصال بين الأفراد أو المجموعات أو الفئات. إن هذه التصورات والمعتقدات الخاطئة لدى أفراد المجتمع نحو هذه الفئة تساهم في تعزيز الوصمة الاجتماعية المتعلقة بالاضطراب النفسي وبالمريض النفسي، مما يشكل عائقا نحو تجنب العلاج النفسي الذي بدوره يحمل معنى آخر يعمق الانجراح النفسي للفرد والأسرة. وهو ما يجعل الفرد في وضعية الاختلاف الإعاقة يقاوم ضد نظرة المجتمع وضد الوصمة وكذاك اثر هذا الوصم على نفسية أمهات وآباء الأطفال في وضعية إعاقة بالخصوص.
مقترحات
بناء على ما تم التوصل إليه من خلال نتائج هذه الدراسة والمتعلقة بأثر الوصم الاجتماعي على نفسية أمهات وآباء الأطفال في وضعية إعاقة، ولاستكمال وبلوغ الأهداف المتوخاة من الدراسة ارتأينا اقتراح ما يلي: التكفل الجيد بأمهات وآباء الأطفال في وضعية إعاقة.
متابعة الوالدين من قبل مختص نفسي و يكمن دوره في مساعدتهم على التخفيف من أثار الوصم الاجتماعي على نفسيتهم.
تنظيم الملتقيات للتعريف أكثر بالإعاقة والأعراض الخاصة بها، لمساعدة الأولياء
على فهمها ، إضافة لتقديم الاقتراحات والإرشادات التربوية والعلاجية لتوطيد العلاقة بين الطفل وأوليائه.
تنظيم حملات تحسيسية وورشات لإذكاء الوعي ومحاربة الوصم الاجتماعي.
لائحة المراجع :
. مراجع عربية
موجز التقرير العالمي حول الإعاقة، منظمة الصحة العالمية 2011، ص 8.
كتابة الدولة المكلفة بالأسرة والطفولة والأشخاص المعاقين البحث الوطني الأول للإعاقة سنة 132004، ص وزارة الأسرة والتضامن والتنمية الإجتماعية البحث الوطني الثاني للإعاقة سنة 2014، ص 28.
رشيد الكنوني، الإعاقة بالمغرب عنف التمثلات وممكنات التغيير ص 35 مكتبة المدارس الطبعة 2017 الاولى
السرطاوي، زيدان وعبد العزيز الشخص، 1998 دراسة احتياجات اولياء امور الاطفال المعاقين لمواجهة الضغوط
السرطاوي، زيدان أحمد 1991، أثر الإعاقة السمعية على الوالدين وعلاقة ذلك ببعض المتغيرات مجلة العللوم التربوية، جامعة الملك سعود المجلد 23 مريم عيسى الشيراوي، فتحي السيد عبد الرحيم، الضغوط الوالدية في أسر متلازمة داون وتأثرها بالتدخل المبكر في رعاية الابناء مجلة التعاون لدولة الخليج العدد 70. -السبعي عدنان 1982 في سيكولوجية المرض والمعاقينن الشركة المتحدة للطباعة.
-عبد الرحيم فتحي السيد 1983 قضايا ومشكلات في سيكولوجية الإعاقة ورعاية المعوقين النظرية والتطبيق.
مراجع أجنبية.
Stabile, Mark and Sara alin, the economic costs of childhood disability, the future of childre, 22. 2012.
Anderson, donna et al, The personal costs of caring for a child with disability, a review of the literature, public health reports 122.1, 2007.
Marini, Irmo, Noreen m, and al. Psychosocial aspects of disability insider perspectives and strategies for cunselors, Springer publishing company 2011.
Kroll, Thilo. Focus on disability, trends in research ad application, vol2 nova publishers 2007 p 127.
Encyclopedie moderne d’education, l’education des enfants et adolescents handicapés, paris 1987
Hernandez chrestian, 1978 handicapes, handicapper. Edition socials France