قضايا

تطوان: فتح تحقيق في تداول صور مشبوهة

 مع الحدث

 

أعلنت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بتطوان عن فتح تحقيق قضائي إثر تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر أشخاصاً بلباس السباحة يجلسون على الأرض، بينما يقف آخرون قبالة حائط إسمنتي.

جاء في بلاغ الوكيل العام للملك أن النيابة العامة أصدرت أوامر للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالتحقيق في صحة هذه الصور وكشف خلفيات نشرها.

 

وقد أكدت النيابة العامة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بناءً على نتائج التحقيق، وسيتم إبلاغ الرأي العام فور انتهاء الأبحاث.

معاناة تلاميذ مدرسة الفقيه محمد القري تتطلب تدخلاً عاجلاً

بقلم: فيصل باغا

يعيش آباء وأمهات تلاميذ مدرسة الفقيه محمد القري بجماعة بوسكورة، إقليم النواصر، معاناة مستمرة كل موسم دراسي بسبب النقص الحاد في الحجرات الدراسية. مع تزايد الكثافة السكانية في منطقة أولاد ابن عمر، أصبحت هذه المدرسة الوحيدة غير كافية لتلبية احتياجات آلاف الأسر القاطنة بالمجمعات السكنية الجديدة.

وتتضاعف المخاوف مع انتقال التلاميذ إلى المستوى الإعدادي، حيث يواجهون صعوبة في التنقل بسبب غياب وسائل النقل المدرسي، مما يزيد من خطر الهدر المدرسي. وفي هذا السياق، يطالب الأهالي بإحداث ثانوية إعدادية قريبة لتخفيف العبء عن أبنائهم، ووجهوا نداءً إلى عامل إقليم النواصر ومدير الأكاديمية للتدخل السريع لتسريع بناء المؤسسة المطلوبة، على غرار ما يحدث في الجماعات الأخرى التابعة لمديرية التعليم بعمالة النواصر.

إن هذه المطالب تستدعي تدخلاً فورياً لضمان حق التلاميذ في تعليم ملائم وظروف دراسيةمناسبة.

جلسة جديدة في ملف دركي متهم بالاستيلاء على ملك الغير: 14 عامًا من التأخير بين المحافظة والجماعة

جواد حاضي

تستأنف المحكمة الابتدائية بسوق أربعاء الغرب في 10 سبتمبر 2024 النظر في قضية دركي سابق، الذي تم عزله بسبب تورطه في تجارة المخدرات، وزوجته المتهمين بالتزوير في قضية الاستيلاء على عدة عقارات في تجزئة شركة شاطئ مولاي بوسلهام. تأسست هذه الشركة قبل ما يقرب من 100 عام من قبل أجانب استفادوا من مساحة 20 هكتارًا من أراضي الحبوس، حيث أنشأوا أكواخ وفيلات بغرض الاصطياف.

التجزئة مبنية على الرسم العقاري الأم رقم 16574/R، واستخرج منها حتى 2012 نحو 130 رسمًا عقاريًا فرعيًا، في حين لا يزال أكثر من 100 عائلة مغربية وأجنبية تنتظر الاستفادة من حقوقهم في الحصول على رسوم عقارية فرعية تحمي بقعهم المقامة عليها فيلات ومحلات تجارية.

منذ أكثر من 14 عامًا، توقفت عملية تقسيم العقار بسبب تجاوزات وسرقة وتلاعبات قانونية بالشركة المالكة للعقار، حيث استولى عليها أفراد بعد مغادرة الأجانب لمجلس الإدارة. هؤلاء الأفراد قاموا بإعادة بيع البقع بشكل غير قانوني لأنفسهم ولأقاربهم، رغم أن هذه البقع كانت قد بيعت لغيرهم الذين يقيمون فيها منذ عقود.

الدركي المعزول أصبح بطريقة غامضة متصرفًا بالشركة المالكة للتجزئة وفوّت لنفسه ولزوجته وأبنائه أكثر من عشر بقع فيلات بمبالغ زهيدة، حيث زوّر رخص تقسيم لتمكينه من تسجيل العقارات بأسمائهم. هذا التزوير مكّنه من الحصول على رسوم عقارية فرعية سريًا، واستخدمها لرفع دعاوى إفراغ ضد العديد من الضحايا، مغاربة وأجانب.

قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسوق أربعاء الغرب يحقق الآن في هذه القضية، ويتابع الدركي وزوجته وأبنائه بتهم التزوير واستعمال وثائق مزورة. هناك أمل كبير لدى المطالبين بالحق المدني في إنصافهم من خلال الإجراءات القانونية الجارية.

منذ 2017، لجأ المتضررون إلى السيد عامل صاحب الجلالة بالقنيطرة للتوسط لدى الإدارات المختصة لتسوية المشاكل القانونية والتقنية المتعلقة بتجزئة شركة شاطئ مولاي بوسلهام. تم عقد اجتماعات عديدة بحضور ممثلي الإدارات المعنية، وتم اتخاذ قرارات إيجابية لتسوية وضعية السكان، لكن المحافظة العقارية لا تزال ترفض استئناف تقسيم العقار الأم لأسباب تقنية.

آمال المتضررين معقودة على مواصلة عامل صاحب الجلالة لمساعيه النبيلة لتوحيد جهود الإدارات المعنية واتخاذ قرارات جادة لحل العقبات المتبقية. المحكمة التجارية بالرباط كانت قد قررت حل الشركة وتعيين مصفي، إلا أن تغيير المصفي تكرر بسبب صعوبة المهمة أو وفاة بعضهم، مما أضاف إلى تعقيد الوضع.

جمعية حقوقية تقدم شكوى ضد وزير العدل بسبب تعديل قانوني مثير للجدل

بقلم: عماد واحيدال

قدمت الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، شكوى رسمية إلى الديوان الملكي ضد وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، وذلك على خلفية مقترحاته لتعديل بعض مواد القانون الجنائي. وتهدف هذه التعديلات إلى منع جمعيات حماية المال العام من مقاضاة رؤساء الجماعات، وهو ما تعتبره الجمعية تفريغًا لمفهوم الحكامة الجيدة من مضامينها الحقيقية.

وأثار مشروع قانون المسطرة الجنائية الجديد، الذي يتضمن حوالي 420 تعديلًا، جدلًا واسعًا بين الأوساط الحقوقية والسياسية في المغرب. وقد وافقت الحكومة على المشروع خلال اجتماعها الأسبوعي الأخير، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه التعديلات إلى تعزيز الفساد والرشوة وإضعاف الدور الرقابي للمجتمع المدني.

في المقابل، أكد مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، أن مشروع القانون يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز حقوق الإنسان وتكريس مبادئ الشفافية والحكامة الرشيدة في المملكة، ويعكس التزامًا قويًا من قبل الحكومة والملك بإصلاح النظام القانوني في المغرب.

رغم هذه التأكيدات، يبقى الجدل محتدمًا بين الحكومة والهيئات الحقوقية حول آثار هذه التعديلات على مستقبل مكافحة الفساد في البلاد.

مشاكل طرامواي الدار البيضاء : سوء التدبير يؤدي إلى ارتباك وأعطال متكررة نتيجته ضعف الخدمة

اشرف موهيب

مع اقتراب موعد انطلاق الخطين الأول والثاني من طرامواي الدار البيضاء، تتفاقم المشاكل التي تعاني منها ساكنة المدينة بسبب سوء التدبير من قبل الشركة المسيرة لهذه الخطوط. وقد كشفت هذه المشاكل عن تحديات متعددة تهدد جودة الخدمات المقدمة، وتجعل من الطموحات الكبيرة للمدينة في مجال النقل الحضري الذكي في مهب الريح.

# ارتباك في التوقيت وإرباك المستخدمين

من أبرز المشاكل التي يعاني منها مستخدمو الطرامواي هو الارتباك المستمر في مواعيد الوصول والانطلاق. فقد اشتكى العديد من الركاب من عدم التزام القطارات بالمواعيد المحددة، مما يؤدي إلى تأخير كبير يعطل مصالحهم ويزيد من توترهم. هذا الارتباك في التوقيت أصبح جزءًا من التجربة اليومية للمستخدمين، وأصبح أحد أكبر نقاط الضعف في منظومة النقل العام في الدار البيضاء.

# أعطال في أجهزة التذاكر

إلى جانب المشاكل المتعلقة بالتوقيت، تظهر أعطال متكررة في أجهزة التذاكر في مختلف المحطات، مما يعقد عملية الحصول على التذاكر ويسبب ازدحامًا وفوضى في صفوف الركاب. هذه الأعطال لا تتوقف عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل الأجهزة التي تقوم بتفتيش التذاكر، مما يؤدي أحيانًا إلى حالات من الاحتكاك بين الركاب والمراقبين.

# سلوكيات غير لائقة

بالإضافة إلى المشاكل التقنية، هناك سلوكيات غير لائقة تصدر عن بعض العاملين في الطرامواي، سواء كانوا من السائقين أو حراس المحطات أو المراقبين. هذه السلوكيات، التي تتراوح بين التجاوزات اللفظية والمعاملة غير المهنية، وتصل في بعض الأحيان إلى التحرش مما يجعل مستوى الخدمات في تدني مستمر وتسيء إلى صورة الدار البيضاء كمدينة ذكية وعاصمة اقتصادية.

# تردي جودة الخدمات في ظل غياب الرقابة

كل هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى تردي جودة الخدمات المقدمة في طرامواي الدار البيضاء، مما يجعل السكان يفقدون الثقة في هذه الوسيلة الحيوية للنقل. وفي ظل غياب رقابة فعالة من الجهات المختصة، يستمر الوضع في التدهور، مما يدعو إلى ضرورة التدخل العاجل لإصلاح الوضع قبل انطلاق الخط الثالث والرابع.

ختامًا، تظل آمال ساكنة الدار البيضاء معلقة على إيجاد حلول جذرية لهذه المشاكل المتفاقمة، من خلال تحسين التسيير وتكوين العاملين بشكل أفضل، لضمان تجربة نقل حضري تليق بمكانة المدينة وطموحاتها المستقبلية. مزيد من التفاصيل فيما يخص مشاكل الطرامواي والنقل العمومي في المقالات القادمة .

الصحراء المغربية: تشاد تفتح قنصلية عامة لها بالداخلة

الداخلة/ مع الحدث

 

فتحت جمهورية تشاد، اليوم الأربعاء، قنصلية عامة لها بالداخلة.

 

وجرى افتتاح مقر القنصلية العامة وتنصيب القنصل العام الجديد بمناسبة حفل ترأسه وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والتشاديين بالخارج والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد عبد الرحمن غلام الله، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة.

 

ويأتي افتتاح القنصلية العامة التشادية بالداخلة تأكيدا وتفعيلا لقرار جمهورية تشاد الذي أبلغت به السلطات المغربية يوم 7 شتنبر 2022، والقاضي بفتح قنصلية عامة لها بالداخلة بالصحراء المغربية.

 

وخلال هذا الحفل، أكد الوزيران أن فتح قنصلية عامة لتشاد بالداخلة يجسد جودة ومتانة الروابط بين المغرب وتشاد، التي تتميز بعمقها التاريخي وتقوم على الأخوة والتضامن، طبقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وأخيه فخامة الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو.

 

ويندرج فتح قنصلية عامة لتشاد بالداخلة في إطار الزيارة التي يقوم بها وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والتشاديين بالخارج والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد عبد الرحمن غلام الله، للمغرب.

 

وبفتح هذه القنصلية العامة الجديدة لجمهورية تشاد، يرتفع عدد القنصليات بالأقاليم الجنوبية إلى 29 قنصلية، منها 17 بالداخلة.

نصب على مستثمرين أمريكيين في المحمدية: شكاية تتهم إدارة غير قانونية

جواد حاضي

تقدّم مستثمر أمريكي بشكاية إلى وكيلة الملك بالمحمدية تتهم إدارة غير قانونية للممتلكات والأموال من قبل المشتكى به. المستثمرون الأمريكيون كانوا يخططون لمشاريع في قطاعي الصحة والعقار، لكنهم اكتشفوا سلوكيات مشبوهة من المشتكى به، تشمل مبالغات في القيم العقارية وتصرفات مالية غير قانونية.

الشكاية تتضمن اتهامات بسوء استخدام أموال الشركة، وإغراقها بالديون والنزاعات، والتلاعب بالضرائب. الشرطة القضائية لدرك المحمدية ستباشر التحريات اللازمة لاتخاذ الإجراءات ضد المتورطين.

الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تنظم وقفة تضامنية لدعم الشعب الفلسطيني وتنديدا باغتيال اسماعيل هنية

احمد عاشور
نظمت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بوجدة، مساء اليوم السبت 3 غشت 2024 ، وقفة تضامنية لدعم الشعب الفلسطيني، وتنديدا للاغتيال الجبان الذي تعرض له قائد اسماعيل هنية، وحضر لهذه الوقفة الحاشدة، المئات من مواطنات ومواطنين ساكنة وجدة، نساء ورجالا واطفالا، مرددين شعارات وهتافات منددة بالاعتداءات والاغتيالات الغاشمة للاحتلال الصهيوني في حق قادة محور المقاومة والشعب الفلسطيني الأعزل بقطاع غزة، واحتجاجا على التطبيع الهرولة والمهزلة مع هذا الكيان الصهيوني.

وعقب الوقفة، أكد السيد محمد بوكرار ممثل عن الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان داخل الجبهة بوجدة، أن دعمنا للقضية الفلسطينية ثابت ومبدئي ووقفتنا اليوم، كذلك من أجل التعبير عن ادانتنا و استنكارنا الشديد لجريمة اغتيال اسماعيل هنية القيادي البارز في حركة حماس، والتقديم واجب العزاء للشعب الفلسطيني في هذا المصاب الجلل.

وتأتي هذه الوقفة استجابة لدعوة السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، الذي دعت فيه كافة فروع الجبهة ومكوناتها إلى إنجاح اليوم الوطني النضالي، وجعله أيضا مناسبة للتنديد بسياسة الإدارة الأمريكية الشريك المباشر والأول في حرب الإبادة الجماعية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وفي الاغتيالات، وباستمرار علاقات التعاون ما بين النظام المغربي والكيان الصهيوني المجرم العنصري الغاصب والمحتل. واستجابة لنداء الفصائل الفلسطينية المكافحة واستنكارا باغتيال الشهيد اسماعيل هنية واغتيال الصحفيين اسماعيل الغول ورامي الريفي على إثر زيارتهما في إطار مهني لمنزل الشهيد الذي دمره الاحتلال، واغتيال القيادي في حزب الله الشهيد فؤاد شكر، وتضامنية مع المقاومة المسلحة الفلسطينية وفي لبنان واليمن والعراق.

واد إفران في قلب الحدث: ندوة علمية تبحث في أزمة المياه

أيوب خليل 

شهدت جماعة واد إفران يوم السبت 3 غشت 2024، في إطار فعاليات أيامها الثقافية الثانية، تنظيم ندوة علمية رفيعة المستوى حول موضوع ندرة الموارد المائية والتحديات التي تفرضها التغيرات المناخية. وقد جاء تنظيم هذه الندوة في ظل التحديات الملموسة التي تواجهها الجماعة والمناطق المجاورة جراء تزايد ندرة المياه، حيث حظيت الندوة بحضور رسمي وأكاديمي لافت، حيث ترأسها السيد : محمد الخضري،السيد رئيس جماعة واد إفران، والسيدة ازݣاغ فاطمة، المستشارة البرلمانية. كما شارك في تأطير الندوة نخبة من الأساتذة الجامعيين على رأسهم الدكتور طيب صالح والدكتور صديقي عبد الحق، والعديد من الخبراء في مجال المياه. ومختلف مكونات المجتمع المدني حيث تضمنت الندوة مجموعة من العروض والمداخلات التي تناولت أبعاد المشكلة المائية في منطقة واد إفران، وأسبابها، وآثارها على مختلف القطاعات، فضلاً عن طرح مجموعة من الحلول والمقترحات للتكيف مع هذه الظاهرة والحد من آثارها السلبية كبناء السدود التلية لسد الخصاص في الماء وكسياسة لجمع مياه الامطار اقتداءا بالسياسة الرشيدة للمغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه.

IMG 20240804 WA0004
وقد تم خلال الندوة طرح العديد من التساؤلات الجوهرية حول سبل إدارة الموارد المائية على المستوى المحلي، وكيفية تعزيز الوعي بأهمية ترشيد استهلاك المياه، ودور التكنولوجيا الحديثة في تطوير أنظمة الري، والبحث عن مصادر مائية بديلة.
وقد اختيرت جماعة واد إفران كنموذج لدراسة هذه الظاهرة، وذلك لما تتمتع به من أهمية بيئية وسياحية، ولما تواجهه من تحديات مائية مشابهة لتلك التي تواجهها العديد من المناطق في المغرب.

IMG 20240804 WA0006
وتعتبر هذه الندوة خطوة مهمة في اتجاه البحث عن حلول مستدامة لمشكلة ندرة المياه في منطقة واد إفران، وهي دعوة إلى تضافر الجهود بين مختلف الفاعلين من أجل مواجهة هذا التحدي الوجودي.

إيداع قاضية متقاعدة رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي “عكاشة” بسبب بيانات كاذبة ووقائع زائفة

أصدرت هيئة الحكم بالقطب الجنحي بالدار البيضاء، مساء يوم الاثنين، قرارها بإيداع القاضية المتقاعدة مليكة (ع) رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي “عكاشة”، مع تحديد موعد جديد لمحاكمتها في جلسة يوم الجمعة 26 يوليوز الجاري.

وكان وكيل الملك بمدينة الدار البيضاء قد استنطق القاضية المتقاعدة صباح أمس الاثنين، بعد تقديمها في حالة سراح من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، حيث قرر متابعتها في حالة اعتقال ووجه إيلها تهما جنحية عديدة؛ من بينها “بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة بهدف المس بالحياة الخاصة للأشخاص والتشهير بهم وإهانة رجال القضاء، وإهانة الضابطة القضائية بالتبليغ عن جريمة يعلم بعدم حدوثها، وإهانة هيئة منظمة قانونا وتحقير مقررات قضائية بواسطة الأقوال لقصد المس بسلطة القضاء واستقلاله، والإدلاء علنا بأقوال قصد التأثير على قرارات رجال القضاء قبل صدور حكم غير قابل للطعن”.

وكانت القاضية المتقاعدة المعتقلة قد نشرت فيديوهات تتضمن اتهامات إلى مسؤولين قضائيين، تنسب إليهم وقائع وادعاءات خطيرة؛ وهو ما دفع النيابة العامة بمدينة الدار البيضاء إلى تكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بفتح بحث دقيق في موضوع تلك الاتهامات، والتحقق من صحتها من عدمها، وذلك لترتيب الجزاءات القانونية على ضوء نتائج البحث القضائي.

أما في تفاصيل الخبر، كشفت مصادر مطلعة على هذا الملف بأن البحث الذي باشرته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية رصد العديد من التناقضات في تصريحات القاضية السابقة، وكشف شبهة تورطها في نشر وقائع غير صحيحة، واختلاق ادعاءات وهمية؛ وهو ما جعل وكيل الملك بالدار البيضاء يقرر متابعتها في حالة اعتقال، مع إحالتها على جلسة المحاكمة ليوم الجمعة المقبل.

وحسب ذات المصادر، فقد خلصت إجراءات البحث الميداني إلى أن القاضية المتقاعدة لم يسبق لها أن التقت بأيّ مسؤول قضائي في التاريخ والمكان اللذين تحدثت عنهما؛ بل إن الانتدابات التقنية المنجزة أكدت أن تصريحاتها لم تكن متطابقة نهائيا مع الواقع، خصوصا بعدما تبين أنها لم تغادر مسكنها نهائيا في التواريخ الذي ادعت فيها المعنية بالأمر أنها انتقلت إلى مسكن المسؤول القضائي المذكور.

وأوضحت المصادر ذاتها “أنه في الوقت الذي زعمت فيه المعنية بالأمر انتقالها إلى مدينة أخرى لملاقاة المسؤول القضائي السامي، فإن الانتدابات التقنية مع متعهدي خدمات الهاتف أكدت أنها كانت جالسة في منزلها تجري مكالمات هاتفية مع أقاربها!”.

وقد واجه وكيل الملك بالدار البيضاء القاضية السابقة بالعديد من التناقضات الأخرى التي كشفتها تحقيقات الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، خصوصا التصريحات التي ادعت فيها أنها التقت بالمسؤول القضائي السامي في سيارة للأجرة!، وتصريحات أخرى تزعم فيها الالتقاء به بمنزله؛ وهو ما طوق عنقها بشبهة الادلاء ببيانات زائفة والتصريح بوقائع وهمية بغرض المساس بالحياة الخاصة للأشخاص وإهانة القضاء.

كما استنطق ممثل النيابة العامة المتهمة بشأن العديد من التناقضات الأخرى التي رصدها البحث، خصوصا المزاعم التي تتحدث عن تواصلها مع شقيقها بعد محاولة الاعتداء التي قالت إنها تعرضت لها على أيدي مجهولين يحملون أقنعة حاجبة للمعطيات التشخيصية، وهي المزاعم التي أكد البحث عدم وجود أية إثباتات عليها، بل دحض الانتداب التقني وجود أي تواصل هاتفي بين المعنية بالأمر وبين شقيقها.

هذا وقد أشهرت النيابة العامة بالدار البيضاء في مواجهة القاضية السابقة تهمة إضافية تتمثل في “الإدلاء علنا بأقوال قصد التأثير على قرارات رجال القضاء قبل صدور حكم غير قابل للطعن”، إذ اعتبر وكيل الملك أن الهدف من الفيديوهات التي نشرتها القاضية السابقة هو الضغط على القضاة ومحاولة التأثير علنا في استقلالهم بغرض الحكم لصالحها في منازعة عقارية معروضة حاليا أمام محكمة النقض.

فالسياق الزمني الذي نشرت فيه القاضية السابقة شريطها الأخير، الذي يتضمن اتهامات خطيرة لمسؤولي القضاء، تزامن مع نظر محكمة النقض في النزاع العقاري الذي يجمع عائلة المتهمة بباقي أطراف المنازعة؛ وهو ما اعتبرته النيابة العامة “وسيلة غير مشروعة الهدف منها تحقير مقررات القضاء والمس بسلطته والتأثير علنا في مجريات ملف قضائي لا يزال لم يصدر فيه حكم نهائي غير قابل للطعن”.

ومن المرتقب عرض القاضية السابقة على جلسة المحاكمة ليوم الجمعة المقبل، للاستماع لدفاعها ولمرافعة النيابة العامة، والتي سيتم فيها استعراض التناقضات التي واجه بها وكيل الملك القاضية السابقة، والتي اعتبرها تتضمن عناصر تأسيسية مادية ومعنوية لجرائم يعاقب عليها القانون، تتمثل في اختلاق ادعاءات ووقائع كاذبة والتبليغ عن جريمة يعلم بعدم حدوثها، والمس بسلطة القضاء واستقلاله، والإدلاء علنا بأقوال قصد التأثير على قرارات رجال القضاء قبل صدور حكم غير قابل للطعن.