Categories
متفرقات

مذكرة تفاهم لإنتاج فيلم وثائقي عن المجهول دُرة التمور

مع الحدث

أرفود، المملكة المغربية – في خطوة تعكس أهمية التراث الزراعي المغربي، وقعت الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي مذكرة تفاهم مع شركة رحاب برود للإنتاج السينمائي لإنتاج فيلم وثائقي بعنوان “المجهول دُرة التمور”. جاء ذلك خلال فعاليات الملتقى الدولي للتمور في دورته الثالثة عشرة، الذي يُعقد في أرفود.

الفيلم الوثائقي يهدف إلى توثيق 100 عام من تاريخ صنف تمر المجهول، الذي بدأ رحلته من منطقة تافيلالت المغربية إلى مختلف أنحاء العالم. في هذا السياق، أفاد الدكتور عبد الوهاب زايد، أمين عام الجائزة، بأن الفيلم سيتضمن لقاءات مع خبراء مختصين، مما يبرز الأبعاد العلمية والثقافية لهذا الصنف.

من جهته، أكد الأستاذ عبد الواحد المهتاني، مدير عام شركة رحاب برود، أن الفيلم سيُنتج بأعلى المعايير الدولية، مما يمنحه فرصة التنافس في المهرجانات السينمائية العالمية. يعكس هذا التعاون التزام الطرفين بتعزيز الهوية الثقافية والتاريخية لصنف المجهول، ويُعد خطوة هامة نحو إبراز القيمة الاقتصادية لهذا المنتج الزراعي الفاخر.

مع اقتراب موعد عرض الفيلم، ينتظر الجميع بشغف ما سيقدمه من معلومات وإبداعات ستثري الوعي بأهمية التمور في الثقافة والمجتمع.

Categories
متفرقات

خبراء من كفاءات مغاربة العالم يقدمون تصوراتهم لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي

الرباطمع الحدث

 

شكل إصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، محور لقاء جمع، اليوم الاثنين بسلا الجديدة، ثلة من خبراء وكفاءات مغاربة العالم، نظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.

ويروم اللقاء، عرض تصورات ووجهات نظر كفاءات مغاربة العالم في مجال التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي، للرفع من مكانة المدرسة العمومية والارتقاء بمستوى الجامعة المغربية.

كما يهدف اللقاء إلى الاستفادة من التراكم الذي حققه خبراء مغاربة العالم في جامعات عالمية عريقة ومتقدمة في التصنيف العالمي للجامعات، حيث تتوزع محاور اليوم الدراسي حول مواضيع متنوعة من قبيل واقع التعليم في المغرب وسؤال الحكامة، التخطيط الاستراتيجي في التعليم والتعليم العالي، نظام الاعتماد للمؤسسات والبرامج التعليمية والجامعية، لغة التدريس وتدريس اللغات، شروط توفير مدرسة حاضنة وجامعة جاذبة، تحقيق الجودة في التعليم والنظام التربوي، سُبل الارتقاء بالتعليم العالي والبحث العلمي والتربية والتعليم في عالم معقّد: إعادة التفكير في القيم والأفكار والممارسات والأحكام.

وفي كلمة بالمناسبة، أثنى الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، على إنجاز النخبة الوطنية في كأس العالم في قطر 2022، خاصة أن 14 لاعبا من أصل 26 في الفريق الوطني هم مغاربة العالم.

وتابع أن هذا النجاح يمكن تحقيقه في قطاعات أخرى خاصة البحث العلمي والتعليم، مشددا على التدبير الأنجع لكفاءات مغاربة العالم.

وأكد المتحدث ذاته، على أن السياسات العمومية في المغرب يجب أن تعتمد ما تنتجه الجامعة، موضحا أن أحد التحديات “التي كانت أمامنا هي كيفية التوفيق بين معرفة أكاديمية علمية والجالية المغربية بمختلف تشعباتها”، ووضعها رهن إشارة الفاعل السياسي من أجل الاستجابة إلى حاجيات وانتظارات مغاربة العالم إلى جانب انتظارت المغرب من مغاربة العالم.

وخلص بوصوف، إلى أن لجنة النموذج التنموي الجديد أكدت على أن التعليم يعد أحد ركائز الأساسية من أجل تحقيق النموذج التنموي الجديد، مشيرا إلى التنافس بين دول العالم حول استقطاب الكفاءات خاصة أن مجموعة من الدول الأوروبية خففت من شروط الهجرة وتقديم مجموعة من الاغراءات بغية استقطابها.

 

ومن جانبه، أبرز رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهبطي، أهمية إصلاح منظومة التربية والتعليم من أجل تحقيق الأهداف الكبرى التي تسطرها المملكة، مؤكدا على أن الشباب المغربي في حاجة إلى فرص من أجل التقدم.

 

ونوه الهبطي بانخراط الكفاءات المغربية بالخارج في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات منذ تأسيسها، سواء بشكل مباشر من داخل منظومتها التعليمية، أو عن بعد عبر مواكبة الجامعة واستقبال خريجيها في معاهد البحث التي يشتغلون بها، وأيضا عبر تشجيع المؤسسات العاملين بها على الانفتاح على المؤسسات الجامعية المغربية.

وفي السياق ذاته قال الهبطي، إن من صميم إختصاص جامعة محمد السادس الاشتغال مع الكفاءات من مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن غالبية المغاربة قرروا الرجوع إلى التراب الوطني، وأن هذه العودة تشكل فرصة لابداء اسهاماتهم، في بناء صرح البحث العلمي في المغرب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء شهد توقيع اتفاقية تعاون بين مجلس الجالية المغربية بالخارج وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، تهم إنجاز برامج ومشاريع علمية وتنظيم مؤتمرات وندوات علمية واجتماعات خبراء وأوراش تكوينية في مجالات الاهتمام المشترك، مع إشراك كفاءات مغاربة العالم في مختلف المجالات.

 

جدير بالذكر أن المؤسستين قد نظمتا خلال شهر أكتوبر الماضي مؤتمرا علميا حول موضوع «حكامة المياه وتدبير الندرة: التحديات والأولويات. اي دور لكفاءات مغاربة العالم في مواجهة حالة الإجهاد المائي الهيكلي في المغرب؟” ؛ والذي توج بإصدار إعلان ابن جرير لكفاءات مغاربة العالم والخبراء في مجال المياه وإدارة الموارد المائية.

Categories
متفرقات

الفوضى السائدة في مخيمات تندوف تهدد استقرار المنطقة《 خبراء

جنيفمع الحدث :

حذر خبراء دوليون، أمس الخميس بجنيف، من أن حالة الانفلات الأمني والفوضى السائدة في مخيمات تندوف، التي تسيطر عليها “البوليساريو” في جنوب-غرب الجزائر، تشكل تهديدا وازنا لأمن واستقرار بلدان الجوار والمنطقة.

 

وخلال ندوة افتراضية، نظمت على هامش الدورة ال50 لمجلس حقوق الإنسان حول موضوع “وضعية الحقوق والحريات بمخيمات تندوف.. وضع غير مستقر ومحفوف بالمخاطر”، بمبادرة من المرصد الدولي للسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان والمنظمة غير الحكومية “تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية”، لفت هؤلاء الخبراء الانتباه إلى حالة انعدام الأمن والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف، المنطقة المغلقة التي تفلت من كل رقابة دولية، مؤكدين أن المسؤولية عن هذه الانتهاكات تقع بشكل أساسي على عاتق الدولة المضيفة، الجزائر.

 

وفي مداخلة له خلال هذا اللقاء، الذي أشرفت على تسييره رئيسة المرصد الدولي للسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، عائشة الدويهي، سلط المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان، نوفل البعمري، الضوء على حالة الاستياء العام، والإحباط، والخوف وعدم اليقين التي يعيشها سكان مخيمات تندوف نتيجة لانعدام الأمن والقمع والممارسات اللا إنسانية التي تمارسها ميليشيات “البوليساريو” ضد السكان المحتجزين وسط الصحراء في مخيمات تندوف، بهدف خنق الاحتجاج والغضب الشعبي بجميع الوسائل، في تحد لمواثيق وقواعد القانون الدولي الإنساني.

 

في السياق ذاته، نددت رئيسة المركز الدولي للدبلوماسية، كريمة غانم، برفض “البوليساريو” والجزائر التعاون مع آليات الأمم المتحدة في موضوع الاختفاء القسري والاختطاف والإعدام خارج نطاق القضاء والتعذيب في مراكز الاحتجاز وغيرها من الممارسات القاسية، اللا إنسانية أو المهينة في مخيمات تندوف.

 

ونددت، في هذا الإطار، بموقف النظام الجزائري المعارض لإحصاء ساكنة مخيمات تندوف، على الرغم من الطلبات المقدمة بهذا الشأن من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وقرارات مجلس الأمن بخصوص هذه المسألة.

 

من جهته، قال الباحث في قانون الأعمال والتاريخ الدبلوماسي، بدر الزاهر الأزرق، إن مخيمات تندوف هي في الواقع مناطق للتجنيد العسكري الإجباري، حيث تقوم مليشيات “البوليساريو” المسلحة باحتجاز السكان المدنيين، بتواطؤ من الدولة الجزائرية.

 

من جانبه، استنكر أستاذ العلوم السياسية، محمد الزهراوي، تهرب الجزائر من مسؤوليتها الدولية تجاه سكان مخيمات تندوف، مشيرا إلى أن هذه المخيمات بعيدة عن المعايير التي تتيح تصنيفها كمخيمات للاجئين، لاسيما في ظل غياب تعداد للساكنة، إضافة إلى طابعها العسكري، في تناقض تام مع مقتضيات اتفاقية جنيف للاجئين.

 

ودعا متحدثون آخرون، لاسيما نور الدين عباد، رئيس المنظمة غير الحكومية “تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية”، وخبيرا التنمية البشرية وحقوق الإنسان، ماتيو دومينيشي وداميان ريجيو، إلى التدخل من أجل وضع حد لمحنة سكان المخيمات، المحرومين من أبسط حقوقهم، بما في ذلك الحق في السفر والتعبير والعمل، في انتهاك لمواثيق الأمم المتحدة ومساطر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

 

وتوجت هذه الندوة بإصدار بلاغ أعرب المشاركون من خلاله عن “قلقهم العميق إزاء الانتهاكات المتزايدة المرتكبة ضد سكان مخيمات تندوف من قبل +البوليساريو+ وقوات الأمن الجزائرية”.

 

كما استنكر الخبراء الذين شاركوا في هذا اللقاء “بشدة، الموقف السلبي للبلد المضيف، دولة الجزائر مما يحدث من انتهاكات جسيمة تطال ساكنة مخيمات تندوف”، داعين المنتظم الدولي إلى مطالبتها بتمتيع ساكنة مخيمات تندوف بالحماية اللازمة، من خلال تعطيلها للتفويض غير القانوني الممنوح لـ “البوليساريو”، وتسلمها زمام أمور تسيير وإدارة مخيمات تندوف وفق التزاماتها الدولية ذات الصلة، مع اعتماد إطار تشريعي لتنزيل الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين وبروتوكولها الاختياري.

 

وطالبوا دولة الجزائر أيضا “بفتح باب زيارة المخيمات، في وجه الجمعيات الحقوقية والمجموعات البحثية للتقصي والتواصل مع الساكنة، ما يخدم احترام حقوق الإنسان بالمخيمات؛ وبالتعجيل بإحصاء ساكنة مخيمات تندوف كمطلب إنساني من أجل إعداد مخططات المساعدة”.

 

وحث الخبراء على “العمل من أجل فتح تحقيق بخصوص جميع حالات الاختطاف والاختفاء القسري، والتعذيب التي وقعت على مدى قرابة خمسة عقود وإحالة منفذي وداعمي تلك الانتهاكات إلى المحاكمات العادلة، وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، باعتبارها جرائم لا تسقط بالتقادم”.

 

كما طالبوا بـ “رفع حالة الطوارئ في المخيمات، وتمتيع الساكنة بالحق في التظاهر السلمي بعيدا عن حملات التخوين والتشويه ضد المحتجين؛ وإيقاف جميع أنواع التضييق والاضطهاد على كل أشكال المعارضة والمدافعين عن حقوق الإنسان المخالفين لرؤية تنظيم +البوليساريو+، إلى جانب العمل على تحسين الخدمات الأساسية وإدماج مخيمات تندوف في المخططات التنموية للبلد المضيف الجزائر”.

 

وشدد المشاركون في الندوة على ضرورة “العمل على تنفيذ البرامج التعليمية بطريقة تعزز التفاهم والسلم والتسامح وتساعد على منع العنف؛ تكثيف الجهود الرامية إلى تدريب وتثقيف الأطفال على قيم حقوق الإنسان والتربية على السلام، وضرورة التسريع بوقف ظاهرة تجنيد الأطفال داخل مخيمات تندوف وفقا لالتزامات البلد المضيف ذات الصلة”.

Categories
متفرقات

طنجة .. خبراء ومهنيون يناقشون واقع ومستقبل النشاط البحري من منطلق المحافظة على صحة وسلامة البحارة

طنجة _ مع الحدث :

ناقش خبراء و مهنيون ، خلال يوم دراسي نظمته وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات (قطاع الصيد البحري) وغرفة الصيد البحري المتوسطية، أمس الجمعة، موضوع واقع وآفاق ممارسة النشاط البحري من منطلق المحافظة على صحة وسلامة البحارة .

وأجمع المشاركون خلال الفعالية ، التي نظمت بشراكة مع الجمعية المغربية للطب البحري ، على أن “صحة وسلامة البحار ” تعد محورا أساسيا لتطوير المهنة وضبط ممارسة الأنشطة في الموانئ وعلى متن قوارب الصيد وضبط وتتبع المهنة البحرية بشكل عام.

وأبرزت المداخلات أن العناية والاهتمام بصحة وسلامة البحار ليست ترفا أو مسالة ثانوية بقدر ما هي أساسية للرقي بهذا القطاع الإقتصادي الحيوي ، ومسايرة التطور الذي يعرفه المجال ، الذي يشغل الآلاف من اليد العاملة والتقنيين من مختلف الأصناف وتتبع المهنة البحرية ارتكازا على ضوابط صلبة ، إضافة الى الأهمية التي تكمن في حماية العاملين في البحر من جميع الأخطار المهددة لأمنهم الصحي والنفسي والجسدي كواجب إجتماعي .

ورأى المتدخلون أنه من الضروري إحداث وحدات طبية في قرى الصيادين والموانئ المغربية بشكل عام وتوفير الأطر الطبية المختصة ، تجاوبا مع انتظارات البحارة والمهنيين والمستثمرين في قطاع الصيد البحري ، الذي يعد من ركائز الاقتصاد الوطني .

وفي هذا السياق ، أكد طارق غيلان رئيس الجمعية المغربية للطب البحري، أنه يجب أن تولى العناية الخاصة بصحة وسلامة العاملين في قطاع الصيد البحري بسبب خطورة حوادث الشغل التي قد تحدث ، التي غالبا ما تكون جماعية، وذلك راجع للحرائق و إتلاف البواخر وغرق البحار، وما يتعلق بوتيرة العمل المرتبطة بأحوال الطقس .

ومن جهته ، أكد خالد شيكل نائب رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية، على ضرورة العناية والاهتمام بالبحارة عند ممارسة نشاطهم المهني بالموانئ وعلى متن قوارب الصيد، من الناحية الصحية والسلامة البحرية، داعيا الى تقديم المزيد من الدعم للطب البحري، الذي أصبح أساسيا ورئيسا لمسايرة وتتبع المهنة البحرية، ومن أجل حماية العاملين في البحر، من جميع الأخطار المهددة لأمنهم الصحي.

وقال مصطفى رجال طبيب الوحدة الصحية لرجال البحر بالمضيق، أن المخاطر النفسية والاجتماعية التي تهدد البحارة ترخي بظلالها مباشرة على القطاع ككل ومردوديته إضافة الى جانبها الانساني والاجتماعي المباشر .

وفي السياق ذاته ، أبرز محمد البيتروجي طبيب الوحدة الصحية لرجال البحر بطنجة، أن الوقاية من الأمراض المهنية الناتجة عن مزاولة نشاط الصيد مهمة للغاية من كل الجوانب و هي زاوية اساسية في مسار الرقي بالقطاع الحيوي وتنظيم مهنة البحار.

وتضمن برنامج اليوم الدراسي عروضا حول “طب
رجال البحر” ،و”صحة وسلامة البحار” ، و”القدرة البدنية على الإبحار” ، و”المخاطر النفسية والاجتماعية “، و” الوقاية من المخاطر المهنية والناتجة عن مزاولة نشاط البحر ” ،و “الإغاثة والإسعافات الأولية “.

 

Categories
متفرقات

الدار البيضاء .. الأزمة الصحية والصحة النفسية في صلب أشغال المؤتمر الثالث لجمعية طب الإدمان والأمراض ذات الصلة

الدار البيضاء _ مع الحدث :

نظمت جمعية طب الإدمان والأمراض ذات الصلة، يوم السبت بالدار البيضاء، مؤتمرا تمحور بالأساس حول “الأزمة الصحية والصحة النفسية.. ما السبيل إلى الحد من المخاطر؟”.

وخلال أشغال هذا المؤتمر الثالث، استعرض مختلف المتدخلين من أطباء وأساتذة جامعيين وخبراء في علمي الاقتصاد والاجتماع، فضلا عن فاعلين في مجال الأمراض النفسية، وجهات نظرهم المتقاطعة بشأن هذا الموضوع.

وبهذه المناسبة، قالت الطبيبة المختصة في الأمراض النفسية ومعالجة الإدمان، ورئيسة جمعية طب الإدمان والأمراض ذات الصلة، ونائبة رئيس المركز الإفريقي للأبحاث الصحية، إيمان قنديلي، إن الجمعية تنظم هذا المؤتمر الدولي الثالث، بشراكة مع عدد من الشركات الطبية وشركاء آخرين ومساهمة متخصصين، للتدبر معا في جملة من المواضيع ذات الصلة بالصحة النفسية وكوفيد 19، فضلا عن الحماية الاجتماعية، والوقاية من المخاطر والحد منها.

وتطرقت، في هذا السياق، إلى إحداث مرصد للصحة النفسية والاجتماعية بإفريقيا يهدف إلى التفكير في الصحة بطريقة منسقة بالمغرب ومن خلاله في كل أنحاء إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مضيفة أن الجائحة كشفت عن مدى أهمية التدابير الوقائية في الحد من مخاطر تفشي العدوى.

وأبرزت السيدة قنديلي، متحدثة في إطار المائدة المستديرة الثانية تحت عنوان: “الصحة النفسية.. الحقائق الوبائية والحماية الاجتماعية”، أن “كوفيد” دفع إلى إعادة التفكير في مفهوم الصحة.

 

وفي مداخلتها حول “الوقاية والإقلاع والحد من المخاطر: التدخين والسكر – صياغة دليل صحي”، أشارت السيدة قنديلي إلى أن منظمة الصحة العالمية تعتبر السكر والتدخين “قاتلين متسلسلين”، مسجلة أن الأضرار الناجمة عنهما لا تزال قائمة، وتشكل عوامل خطر.

وحذرت من كون عوامل الخطر هذه لا يقتصر تأثيرها على الصحة الفسيولوجية فحسب، بل يتعداها ليمس كذلك الصحة النفسية، مشددة، في هذا الصدد، على ضرورة إعادة التفكير في الأمور بشكل استباقي، وذلك قصد الادخار في الميزانية.

من جهة أخرى، أعلنت السيدة قنديلي عن إصدار بيان باللغتين الفرنسية والإنجليزية سيتم تقديمه الأسبوع المقبل بواشنطن من أجل التفكير في مستقبل سياسات الصحة العمومية.

وأوضحت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا البيان، الذي تمت صياغته تحت إشراف كل من إيمان قنديلي وعبد الحق نجيب وجلال توفيق، والذي يشمل 28 مؤلفا، هي مبادرة مغربية بتعاون مع خبراء من خلفيات مختلفة.

ويقدم هذا المؤلف نظرة شاملة عن السبل الكفيلة بالحد من المخاطر في قطاع الصحة (بجميع تشعباته) للأطر الطبية وللمواطنين التواقين للحصول على كتب مرجعية من شأنها مساعدتهم على حماية أنفسهم بشكل أفضل وتخطي الأزمات الصحية الخطيرة التي تهدد الإنسان.

كما يقدم جملة من الكفاءات التي أثبتت نجاعتها وخبرتها بناء على سلسلة من الدراسات من خلال نصوص معمقة وتفسيرية، وأحيانا تعليمية، تتسم بلغة بسيطة حتى تكون في متناول أكبر عدد ممكن من القراء داخل المغرب وخارجه.

وعلاوة على ذلك، تطرقت السيدة قنديلي إلى التوقيع على ميثاق ائتلاف بين عدد من الجمعيات والجامعات بهدف إحداث لجن للتأمل والتفكير، معلنة عن تنظيم أول مؤتمر حول الصحة والحماية الاجتماعية، في شتنبر 2022 بدكار، لصياغة دلائل كفيلة ببلورة توصيات للأطباء والسياسيين، تتعلق بمواضيع تشمل بالأساس فيروس كوفيد، والإدمان، وداء السكري، والتبغ والسكر.

واستحضرت السيد قنديلي، في مداخلة أخرى لها في إطار المائدة المستديرة الأولى بعنوان “الجائحة والإدمان والاضطرابات النفسية”، المستجدات العلاجية في حالات الاكتئاب الشديد، مشيرة إلى أنه في ظل أزمة كوفيد، شهدت الأمراض النفسية عبر العالم، خاصة الاكتئاب والميول الانتحارية، ارتفاعا بنسبة 30 في المائة .

وفي هذا الصدد، أكدت قائلة “نحن أفضل حالا في المغرب لكوننا دبرنا الأزمة المرتبطة بكوفيد بشكل جيد. وبفضل القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أضحى المغرب نموذجا يحتذى به على مستوى العالم”.

وشهدت أشغال هذا المؤتمر مداخلات أخرى، منها تلك المتمحورة حول موضوع “الحياة الصحية والتبغ والصحة الجنسية”، والتي أكد خلالها البروفيسور رضوان ربيع، المتخصص في جراحة المسالك البولية ورئيس الجمعية المغربية لجراحة المسالك البولية بالمنظار، أن أزمة كوفيد-19 كان لها تداعيات ليس فقط على الصحة النفسية، وإنما أيضا على الصحة البدنية.

وسلط السيد ربيع، الخبير في الصحة الجنسية وأحد رواد جراحة المسالك البولية بالمنظار في المغرب، الضوء بالأساس على أهمية الصحة الجنسية في مكافحة القلق.

من جانبه، قال محمد برادة، الأستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء إن جائحة كوفيد-19 لها تداعيات اقتصادية واجتماعية وأخرى تهم الصحة العقلية والنفسية-الاجتماعية للساكنة، الأمر الذي يستدعي دعما محليا أو خارجيا لضمان حماية أو تعزيز الرفاه النفسي-الاجتماعي.

وفي مداخلته حول “كوفيد-19 والصحة النفسية-الاجتماعية.. المتطلبات”، أبرز السيد برادة، وزير الاقتصاد والمالية الأسبق، أنه لا يمكن أن يكون هناك حل واحد للاستجابة لاحتياجات الصحة الذهنية والدعم النفسي-الاجتماعي للسكان، مضيفا أنه إذا كانت الأزمة الكونية قد علمتنا أن نعيش معا دون أن نكون مجتمعين، وهددت مصير البشرية جمعاء، جراء التفاعل الناجم عن ظاهرة العولمة، فإن الإنسانية في ظل زخم التضامن وقليل من الحب، يمكنها أن تثير في هذا العالم المضطرب سياسة حقيقية للإنسانية.

وتوج هذا المؤتمر، التي تخللته جملة من المداخلات الأخرى في مواضيع مختلفة من قبيل “كوفيد-19 والصحة النفسية.. دور الطبيب العام”، و”الآفاق الصحية في الحماية الاجتماعية”، و”الصحة النفسية والحماية الاجتماعية”، بتكريم البروفيسور محمد برادة، الذي عين رئيسا فخريا لمرصد الصحة النفسية والاجتماعية بإفريقيا .