الدكتور منير القادري .. تربية شبابنا على قيم الوطنية ضمان لتحملهم أعباء المسؤولية
مداغ: 31-08-2022
في مداخلته في الليلة الرقمية 119، المنظمة من طرف مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال في إطار فعاليات ليالي الوصال ” ذكر وفكر “، تناول رئيس مؤسسة الملتقى الدكتور مولاي منير القادري موضوع: ” تربية شبابنا على قيم الوطنية ضمان لتحملهم أعباء المسؤولية”.
أشار في مستهلها الى أن الإسلام أولى عناية كبيرة لتربية و تكوين الشباب من خلال نظرة شمولية تستوعب جميع مناحي الحياة، بما يؤهلهم لتحمل اعباء المسؤولية، وأن الاهتمام بهم نابع من كونهم محور كل تقدم حقيقي مستمر.
وأضاف أن تربية الناشئة على الفطرة السليمة من حب الأوطان و الفداء لها و على القيم الروحية و الأخلاقية، هو فعل أخلاقي قبل أن يصير سلوكا اجتماعيا، او يحقق نهضة حضارية أو عمرانية.
و أوضح أن شيوخ الإسلام تأسيا بنهج خير الأنام صلى الله عليه وسلم عملوا على تعهد هذه الفطرة وهذه الخصلة الربانية في تربية ابناء المجتمع وتأهيلهم روحيا ونفسيا بما يحقق للمجتمع توازنه ويضمن استقراره وتقدمه.
و نبه الى أن ما من أمة استطاعت بعث نفسها في عالم الحضارة إلا بتمسكها بأصولها و مقومات هويتها الوطنية الثقافية و الدينية و الحضارية.
وقال :” إن المدارس الصوفية ساهمت في تمنيع الهوية الثقافية لوطننا، مناعة وقوة روحية أدهشت المستعمر وجعلته عاجزا عن استبدال مقومات الحضارة الإسلامية بمقومات حضارته الغربية أو خلق الفتنة الطائفية والمذهبية أو تقسيم البلاد قبائل و مجتمعات”.
وأوضح أن التربية على القيم الروحية و الأخلاقية و قيم الوطنية الصادقة هي ثمرة الصحبة الصالحة و إتباع القدوة الحسنة التي تدعو الى مكارم الاخلاق و الحرص على غرسها في روح الشباب، وأن قصدهم من ذلك صناعة رجال تتجسد فيهم كلّ مقومات الصلاح والنبل و حب الخير، واستطرد موضحا أنه متى صار الشباب صالحاً، فإنّه سيكون فيضاً من العطاء الخيّر، ليس لنفسه فحسب وإنما لمجتمعه ووطنه، و للعالم أجمع.
وأردف أن هذه التربية الروحية هي الدافع الذي يدفعه ليصير مسهما في إشاعة ثقافة التعاون والتعايش المشترك مسارعا إلى الخيرات بمحبة و تفان و إخلاص، غايته المنشودة تحقيق الأمن المجتمعي و الرقي الحضاري في وطنه، امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وبين أن التربية الصوفية بما تشتمل عليه من معاني التضامن والتكافل الاجتماعي وحب الأوطان قادرة على أن تمدهم بمقومات المواطنة الصادقة والفاعلة، وعلى أن تبدل فكرهم وسلوكياتهم، ليصبحوا اعمدة تحمل بناء الوطن لا معاول هدم لأساساته،
وأضاف أن ضعف العقيدة، والجهل بالدين، وغياب القدوة الحسنة، والهزيمة النفسية وفقدان الهوية لجيل الشباب هي من أهم أسباب الخزي و الخسران في الدين و بين أمم العالمين.
وزاد قائلا ” اذا أردنا ان نبني وطنا متقدما مزدهرا فعلينا أن نبني شبانا وشابات بشخصيات وسمات خاصة تأهلهم لتجاوز الأزمات بثبات و إيمان قوي و اعتقاد جازم في الله، لأن الأصل في أفراد الأمة هو تكافلهم وتضامنهم وتعاونهم في سبيل تثبيت دعائم الحق والخير والفضائل “.
واختتم مداخلته بالتأكيد على أن الالتزام بتربية الشباب على الأخلاق و القيم الإنسانية ليس فقط واجب ديني فحسب و إنما هو الخطوة الأولى على درب الإصلاح في مسيرة النهوض الحضاري .
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق