العالم مهدد بفيروس ماربورغ الفتاك…
حذر خبراء في الأوبئة واختصاصيون من انتشار فيروس “ماربورغ”، في مناطق بقارة أفريقيا ودول عربية، مشددين على منع المسافرين من تلك الدول القادمين للأردن ومراقبتهم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووضع التجهيزات لمجابهته.
وأشاروا إلى ضرورة توفير الرصد الوبائي النشط، وتكثيف الفحوصات لاكتشافة، مشددين على خطورته باعتباره فيروسا قاتلا.
بدوره، أكد المركز الوطني لمكافحة الأوبئة على لسان رئيسته د. رائدة القطب، أن المركز يتابع عن كثب تطورات الفيروس، ويعد إجراءاته اللازمة لمتابعته، بالتنسيق مع وزارة الصحة.
وأضافت القطب، أن خبراء في المركز، يرصدون أي نتائج عالمية وإقليمية حول انتشار الفيروس، فيما لا يعرف بعد ما إذا كانت الوزارة، ستتخذ إجراءات بمنع المسافرين القادمين من الدولة الموبوءة بالفيروس من دخول الأردن.
عضو في اللجنة الوطنية للأوبئة، قال إن “الحكومة تتابع أي أوبئة أو فيروسات عبر الحدود بالرصد النشط، لأي تداعيات خطرة ممكنة لفيروس “ماربورغ”، والمتابعة مع منظمة الصحة.
ولفت العضو، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، الى ان الاردن استفاد من تجربة كورونا، اذ تجري الفحوصات المخبرية عبر المعابر الحدودية ومختبرات وزارة الصحة، لفحص اي حالات مشتبهة.
وشدد على أن الوزارة، تتابع توصيات منظمة الصحة وتقدر خطورة أي فيروس أو وباء، وتتخذ اجراءات وبائية وفقا للحالة في الأردن والإقليم.
من جهته، دعا استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة د. محمد حسن الطراونة، لاتخاذ إجراءات جديدة تتعلق بضبط حركة المسافرين، وفي مقدمتها، الحث على عدم السفر إلى غينيا الاستوائية وتنزانيا، نظرا لانتشار “ماربورغ”.
وقال الطراونة، إنه على الأردن السير على خطى السعودية وسلطنة عمان، بحث الأردنيين بعدم السفر إلى غينيا الاستوائية وتنزانيا، تجنبا لوصول فيروس “ماربورغ” للأردن، مبينا أن هذا الفيروس ليس حديثا، بل اكتشف في عام 1967 م.
وكانت السلطات في السعودية وسلطنة عمان، أوصت بتجنب السفر إلى غينيا وتنزانيا لتفشي فيروس ماربورغ، وأصدرت وزارة الصحة العُمانية بياناً عاجلاً بشأن تفشي الفيروس في تنزانيا وغينيا الإستوائية، موضحة أنها تراقب الفيروس عن كثب في هاتين الدولتين، كونه شديد العدوى، وتراوح فيه نسبة الوفيات بين 60 % إلى 80 %، ودعت مواطنيها لعدم السفر لتلك الدولتين إلا للضرورة القصوى.
وفيروس “ماربورغ” ، يتسبب بمرض يصيب الإنسان، وتكون حضانته بين يومين إلى 21 يوماً بعد التعرض للعدوى، بحيث تظهر أعراض أولية بين يوم و5 أيام، وهي: فقدان شهية، ووهن، وصداع شديد، وألم في البطن، وألم في الجسم أو الظهر، وحمى مفاجئة وقشعريرة وشعور بالإعياء، وإسهال مائي.
أما الأعراض المتأخرة بعد اليوم الخامس فهي: غثيان، إسهال أو براز دموي، نزيف أو كدمات، طفح جلدي، خروج دم من الفم أو الأنف أو العين أو أي مكان آخر يجرح فيه الجلد.
وحول طرق انتقال الفيروس، أشار الطراونة إلى أنه من الفيروسات التي تنتمي إلى عائلة RNA والحيوان الناقل له، هي خفافيش الفاكهة المصرية، وتسمى بالروزيتوس، وعادة تنتشر في الكهوف وتتغذى على الفاكهة في مواسم معينة، ونقلت هذا الفيروس للبشر.
واضاف “هذا الفيروس لا ينتقل عبر التنفس، وينتقل بشكل أقل انتشارا من الفيروسات الأخرى، فهو ينتقل عن طريق الاتصال المباشر أو عن طريق السوائل الخارجة من الجسم وملامسة الأسطح الملوثة”، مشيرا إلى أن أعراض تبدأ بالظهور بشكل مفاجئ.
وعن أعراضه، بين الطراونة أنها تتمثل بارتفاع في درجة الحرارة والشعور بالإعياء في الجسم وتعب عام وآلام مفاصل وتستمر هذه الأعراض لتظهر أعراض الجهاز الهضمي بالاسهال وآلام في البطن ثم يحدث نزف في الأغشية المخاطية وظهور بقع على الجسم.
وأشار إلى إنه من الفيروسات الأكثر فتكا، لأن نسبة الوفيات به تصل لـ88 %، وتحدث الوفيات به، نتيجة النقص الدوراني الحاد أو الصدمة الحادة التي تأتي نتيجة الجفاف الذي بسبب الإصابة بالفيروس.
وأكد أنه لا يوجد علاج ولا لقاح للفيروس، ويجري التعامل معه بإعطاء سوائل عند انخفاض الضغط، وخفض الحرارة عند ارتفاعها، لإعطاء الجسم مساحة للتعافي، لكنه يعد من أشد الفيروسات فتكا ونسبة الوفاة فيه مرتفعة جدا.
بدورها حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر الإصابة بفيروس “ماربورغ”، جراء ارتفاع نسبة الإصابات به، وسط موجة قاتلة له تجتاح إفريقيا، إذ انتشر الفيروس الذى يتراوح معدل وفياته بين 25 و90 % في المناطق الريفية بغينيا الاستوائية إلى مناطق أكثر كثافة سكانية ومراكز نقل رئيسية.
وقالت منظمة الصحة، إن خطر الإصابة بالفيروس مرتفع للغاية فى إفريقيا، بحيث ينتشر العامل الممرض بمعدل وفيات بنسبة 90 % في المناطق المكتظة بالسكان لأول مرة.
الخبير في الأوبئة د. عبد الرحمن المعاني، قال إن الفيروس الذي اكتشف لأول مرة في مدينة ماربورغ عام 1967، انتشر على نحو متسارع العام الحالي في عدة دول إفريقية، وهو شديد العدوى اذ يقتل 50 % من الحالات المصابة، بينما اصدرت عدة دول في العالم توصياتها بتجنب السفر الى غينيا الاستوائية وتنزانيا، بحيث ينتشر المرض فيهما، وذلك لحين السيطرة عليه، إذ يمكن له الانتشار من بلد لآخر والقفز من قارة لأخرى، والتسبب بحمى نزفية حادة للبشر.
وقال المعاني، يمكن للفيروس أن ينتقل من شخص لآخر، وقد حدثت فاشيات في أماكن الرعاية الصحية بدول ظهر فيها الفيروس، إذ لم يجر اتباع التدابير المناسبة لمكافحة العدوى، ولا يوجد علاج محدد للفيروس، والرعاية الداعمة هي الأساسية للعلاج، إذ يتضمن ذلك توفير السوائل والأكسجين والتدابير الأخرى لمساعدة الجسم على مكافحة العدوى، ومن أسباب الوقاية منه نظافة اليدين والمعقمات واستخدام معدات الحماية الشخصية والنظافة الشخصية.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق