العلاقات الجامعية بين المغرب وإسبانيا: نموذج للتعاون الأكاديمي والبحثي المتميز
عماد وحيدال
احتضن مركز الاستقبال والندوات التابع لجامعة الحسن الأول بسطات، يوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024، الدرس الافتتاحي للسنة الجامعية 2024-2025، والذي حمل عنوان: “العلاقات المغربية-الإسبانية: الحاضر والمستقبل”. وقد ألقى هذا الدرس سفير المملكة الإسبانية لدى المغرب، في حدث مميز جمع نخبة من الأكاديميين والمسؤولين والشخصيات الفكرية والثقافية.
شهد اللقاء حضور الدكتور عبد اللطيف مكرم، رئيس جامعة الحسن الأول، الذي أشرف على تنظيم هذه الفعالية، إضافة إلى عمداء الكليات وأطر الجامعة، فضلاً عن شخصيات بارزة من مختلف المجالات، وممثلين عن السلطات المحلية والأمنية والقضائية، إلى جانب وسائل الإعلام والطلبة.
أكد سفير إسبانيا خلال محاضرته أن العلاقات المغربية-الإسبانية تعيش اليوم أفضل لحظاتها، حيث تعكس الشراكة النموذجية بين البلدين في المجالات الاقتصادية والثقافية والأمنية. وأضاف أن البلدين يشكلان جسرًا بين القارتين الإفريقية والأوروبية، ويعملان على تعزيز أواصر التعاون في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة.
من جانبه، أكد الدكتور عبد اللطيف مكرم أن جامعة الحسن الأول دأبت على تنظيم دروس افتتاحية تسلط الضوء على قضايا ذات أهمية وطنية ودولية. وأوضح أن اختيار موضوع العلاقات المغربية-الإسبانية هذا العام جاء نظراً للدور الحيوي لهذه العلاقات في تعزيز التنمية والابتكار. وأشار إلى توقيع الجامعة أكثر من عشر اتفاقيات شراكة مع جامعات إسبانية خلال العام الماضي، مما يعكس عمق التعاون الأكاديمي والعلمي بين الجانبين.
أبرز رئيس الجامعة أن هذه الشراكات تهدف إلى دعم مشاريع الابتكار والتكوين والبحث العلمي، مع التركيز على الأولويات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية. وأضاف أن المغرب وإسبانيا يعملان على تحقيق التكامل الأكاديمي والاقتصادي، حيث تُعد المملكة المغربية الوجهة الأولى للاستثمارات الإسبانية في إفريقيا، مع استمرار المبادلات التجارية الثنائية في تحقيق أرقام قياسية.
وأشار إلى أهمية استثمار الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط بين إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا، مؤكداً أن الجامعات تلعب دورًا أساسيًا في مواكبة التحولات الجيوسياسية والاقتصادية.
من جانبه، عبّر السفير الإسباني، السيد إنريكي أوخيدا، عن سعادته بالتواجد في حرم جامعة الحسن الأول، مشيدًا بالمجهودات المبذولة في مجال التكنولوجيا والابتكار والبحث العلمي. ووجه شكره لرئيس الجامعة وجميع الأساتذة والطلبة، مشيرًا إلى أهمية تعزيز العلاقات بين الجامعات المغربية والإسبانية لخلق فرص جديدة للشباب ودعم البحث العلمي والابتكار.
تطمح جامعة الحسن الأول إلى ترسيخ مكانتها كإحدى الجامعات الرائدة عالميًا، بفضل شراكاتها الدولية واهتمامها بمجالات البحث العلمي والابتكار. ويعكس هذا الدرس الافتتاحي التزام الجامعة بتعزيز الحوار الثقافي والعلمي بين المغرب وإسبانيا، مما يُسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون المثمر بين البلدين.
تقدم الدكتور عبد اللطيف مكرم بالشكر للسفير الإسباني ولجميع الحاضرين، مؤكدًا عزم الجامعة على الاستمرار في لعب دورها الفاعل كجسر للتواصل الثقافي والعلمي بين الشعوب، وتحقيق تطلعاتها نحو التميز الأكاديمي والعالمي.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق