حملات الشيشة بمراكش بين المقاربة الأمنية و عشوائية المداهمات
ابراهيم افندي
لاحظ المتتبعون للشأن المحلي بمراكش الحملات التي طالت مقاهي الشيشة و الحانات و المطاعم و حتى الفنادق خمس نجوم التي تدخل الشيشة في قائمة ما تقدمه مطاعمها و ملاهيها الحملة التي استحسنها البعض كونها ساهمت في القضاء على العديد من الظواهر المشينة كاستعمال التبغ المهرب او المخذرات كما ساهمت في تنقيط العديد من الجانحين كما أنها ساهمت ايضا في دمقرطة المداهمات حسب تعبير البعض و إن أسرت مصادرنا انها استثنت مقهى للشيشا بزنقة لبنان تحوم حولها العديد من الشبهات كونها كانت موضوع العديد من الشكايات و التقارير الإعلامية حول انعدام شروط السلامة و الدعارة و القاصرات و الضجيج ما جعل السلطات تسحب رخصتها لتتحول الى مقهى شيشة بنفس المشاكل تثار اسئلة حول سر استثنائها و هل للامر علاقة بالنفوذ المزعوم لصاحبها و علاقاته النافذة كما يدعي خصوصا و انه سبق و تورط في مهاجمة احد كبار المستثمرين السياحيين بطريقة هوليودية ما ورط احد ضباط الامن المداومين حينها و الذي رفض تسجيل شكايات بعض ضحايا الهجوم هذا و في اتصال لنا بالفاعل الحقوقي محمد الهروالي منسق جهة مراكش آسفي للمرصد الوطني لمحاربة الرشوة و حماية المال العام صرح لنا و انه حسب رئيه الشخصي ان مراكش بين مطرقة ما وقع من تسيب و عشوائية في القطاع حيث اصبحت مقاهي الشيشة تنبت كالفطر امام المدارس و وسط التجمعات السكنية و امام المستشفيات و لا تلزمها أوقات معينة للاشتغال كما أنها أصبحت تجمعا و ملاذا للجانحين و استعمال مخذرات غريبة عن مجتمعنا كظاهرة النفاخة (غاز الهيليوم) التي اصبحنا نسمع عنها و بين سندان الاستثمار في القطاع السياحي خصوصا ان المدينة تتجه للعالمية بتظاهراتها و مؤتمراتها و مهرجاناتها الدولية ما يساهم في ترسيخ مكانة المغرب دوليا و يساهم في جلب العملة الصعبة و توفير مناصب الشغل و بالتالي فإننا و إذ نشيد بهذه الحملة من ناحية لاحترافيتها و إصرار القائمين عليها على تطبيق القوانين بحذافيره و عدم التمييز بين كبار المستثمرين و صغارهم غير انها من ناحية أخرى فإن حصيلتها تؤكد عدم جدواها و انها تسيئ لصورة المدينة السياحية اكثر مما تفيدها و انه و خصوصا ان هذه الحملات لن تقضي على الظاهرة بقدر ما تزكي الشائعات و تجعل المجال مبهما و انه الاجدى تقنين القطاع و كذا تعديل قوانين توزيع و بيع الخمور القديمة المتقادمة ، ما يشجع الاستثمار و المستثمرين و يزكي مكانة مراكش العالمية و يجذب السياحة و مستثمريها إذ أن التعديلات القانونية يضيف ذات المصرح وحدها فقط ما سيقضي على الظواهر المشينة كفتح مقاه قرب مدارس او داخل تجمعات سكنية كما سيحدد اوقات العمل أو اعمار الزبناء و كذا استعمال منتوجات مراقبة و مضربة و تسوية وضعية العمال و غيرها من المخالفات التي لا يمكن معالجتها بمقاربة أمنية ما يساهم في رفع الوعاء الضريبي و الحفاظ على امن الزبناء و كذا الامن الاستثماري سيما ان المملكة مقبلة على تظاهرات قارية و دولية في السنوات المقبلة و ستجلب معها مئات الالاف من السياح الذين يبحثون عن اماكن للترفيه ، جنسيات السياح الذين قد تجلبهم هذه التظاهرات و اعدادهم و كذا اختلاف ثقافاتهم يؤهل المدينة بتجربتها و خبرة مستثمريها الى لعب دور ريادي و قطب رحى في المجال و منافسة تجارب رائدة كالتجربة المصرية و الإماراتية و التركية خصوصا ان الاف من السياح المغاربة يتجهون لهذه الدول هربا من التضييقات و القوانين إذ لا يعقل توجه زبون مغربي لفندق خمس نجوم او ولوجه لملهى من اجل مشاهدة فنان مشهور ليجد نفسه في تحقيق الهوية و هو الذي دفع ثمن سهرته باهضا مؤدى عنه الضرائب ما يضر المستثمرين الذي يغامرون برؤوس أموال و قروض بنكية بضمانات شخصية ، في حين تعود المذاخيل على خزينة الدولة التي تتوفر على ارقام بحجم المبيعات و عائداتها الضريبية التي يمكن رفعها و تشغيل مزيد من اليد العاملة و جلب مزيد من العملة الصعبة و توفير الجهود الأمنية في حال انتباه المشغل للمعضلة القديمة الجديدة التي يحاول الجميع التعايش معها بدل طرحها للنقاش الحقوقي و القانوني من اجل ايجاد حلول حقيقية مبنية على ارقام و معطيات ميدانية لملائمتها مع الاتفاقيات الدولية الملزمة للمغرب و لصورته عالميا وفق دفتر تحملات و فصول قانونية واضحة
Share this content:
إرسال التعليق