هذا جهدي و هاذي فهامتي العدد ( 45 ) 02/05/2023 * من المسؤول عن وفاة المشجعة الرجاوية؟ *
فريد حفيض الدين
عرفت مباراة الرجاء والأهلي المصري حادثا أليما، بوفاة المشجعة الرجاوية نورا الزبير على إثر اختناق بفعل تدافع مئات الجماهير لولوج مركب محمد الخامس. كان ذلك يوم السبت 29 ابريل.
لحد الساعة لا نعرف تفاصيل الحادث ، ولا من ستؤول اليه مسؤولية ما جرى. لكن ما نعرفه ونؤكده هنا أن هناك مؤسسات وأشخاص ، يتحملون المسؤولية القانونية والجنائية في هذا الحادث الذي جاء ليشوه صورة المغرب ، على الأقل في الميدان الرياضي ، ونحن مرشحون مع إسبانيا والبرتغال لاحتضان مونديال 2030.
الحدث فظيع ومؤلم ، ولا يقبل تأويلا بلغة الخشب ، أو إلقاء المسؤولية على الحائط الصغير كا يحدث أحيانا.
ما وقع حادث تتحمل الدولة عبر مؤسساتها وهياكلها التنظيمية السبب الأول في وفاة نورا.
المسؤولية تقع أولا على وزارة الداخلية من خلال مصالحها الأمنية التي توكل إليها عملية تنظيم وتاطير الدخول والخروج إلى المركب.
المسؤولية تقع كذلك على عاتق ولاية البيضاء ، ومجلسها الجماعي الذي فوض عملية تنظيم المباريات إلى شركة خاصة فشلت في تنظيم معظم المباريات بمركب محمد الخامس. والكل يعرف ذلك بما فيهم الوالي والمنتخبين. الملايين صرفت في إصلاحات هذا المركب من طرف هذه الشركة( casa évent) والنتيجة وفاة شابة لا ذنب لها ، سوى عشقها للرجاء.
المسؤولية تقع كذلك على شركات الأمن الخصوصية التي يفترض فيها تنظيم عمليات دخول وخروج الجماهير ، ومراقبة التذاكر. والجميع يعرف ان هناك تذاكر يعاد بيعها لمرات عديدة.
المسؤولية الاخلاقية تقع كذلك على عاتق الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم ، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، والرجاء الفريق المستقبل.
المسؤولية تقع كذلك على المحلات التي تساهم في نسخ التذاكر.
المسؤولية تقع على من يتكلف بعملية بيع التذاكر.
المسؤولية تتحملها كذلك فئة عريضة من الجماهير التي تحدث الفوضى أمام أبواب المركب لتلج المدرجات من دون تذاكر.
المسؤولية يتحملها المجتمع بكافة مؤسساته بما فيها مؤسسة الأسرة والمدرسة.
هي مسؤوليتنا جميعا…
إلا أن هذا لا يمنع النيابة العامة المختصة من فتح تحقيق نزيه ، ومعاقبة كل من تبث تورطه في هدر روح شابة….
وليعلم كل من كان سببا في هذه الوفاة ، أن روح هذه الشهيدة ستتابعهم وتلاحقهم يوم لن ينفعهم حائط ، أو صحبة تحميهم ، إلا من عملا صالحا قدموه لأنفسهم وللآخرين…
( فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّار هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )
صدق الله العظيم
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق