المطارح العشوائية و المخلفات الفلاحية امام اعين السلطات تهدد صحة ساكنة اقليم اشتوكة ايت باها.
مراسل جريدة مع الحدث بخاري مصطفى
تعرف منطقة اشتوكة ايت باها انتشارا واسعا للضيعات الفلاحية ما ينتج عنها وجود كم هائل من النفايات و المخلفات الفلاحية و مطارح عشوائية.
فعندما تمر بجوار أحد مطارح النفايات الفلاحية يصعب عليك تفادي ما ينفثه محيطها من أوساخ وروائح كريهة تتناثر بفعل الرياح لتنقل معها مختلف الأوبئة٬ إنها الحياة اليومية لساكنة إقليم اشتوكة ايت باها خاصة العاملين في الضيعات الفلاحية و كذا ساكنة الدواوير المجاورة .
فمنطقة اشتوكة ايت باها ٬ التي تعد منطقة نشيطة في المجال الفلاحي و تعرف استعمالا مفرطا للمياه الجوفية ٬ تختزن وسط أراضيها الفلاحية مطارح عشوائية لتجميع النفايات و مخلفات االانشطة الفلاحية السامة والمشابهة لها تشكل “معملا حقيقيا” لإنتاج نفايات من مختلف الأشكال والروائح والمستنقعات٬ هذا دون الحديث عن الأضرار المحتملة على مستوى الفرشة المائية التي تعد المزود الرئيسي لمياه السقي والماء الصالح للشرب وكذا للغطاء الفلاحي بالمنطقة بفعل ما يحيط بهذه المطارح من أراضي فلاحية شاسعة.
فالروائح الوبائية التي تنبعث منها٬ أصبحت تشكل محنة حقيقية ليس بالنسبة للساكنة المجاورة لهذه المطارح فحسب بل حتى لسائقي السيارات والشاحنات الذين يسلكون ذهابا وايابا الطرق المحادية لها .
حيث تعد هذه الآفة الخطيرة “قنبلة بيئية موقوتة ” وأكبر نقطة سوداء بالإقليم بالإضافة إلى المطارح العشوائية للنفايات المنزلية يتم فيها دفن مختلف النفايات التي لها تأثيرات سلبية جدا على الأراضي الفلاحية المجاورة للمطرح والتي تضم الاف الهكتارات من البيوت المغطاة٬ إضافة إلى تأثير هذه النفايات على الفرشاة المائية بالمنطقة والتي تعتبر المزود الرئيسي للغطاء الفلاحي ولتزويد المنطقة بماء السقي والماء الصالح للشرب٬ فضلا عن الإخلال بالنظام الإيكولوجي.
ويجمع سكان دواوير المدار المسقي على ما تشكله هاته المطارح من تهديد مباشر لصحة وسلامة القاطنين بجواره لاسيما الاطفال مرتادي المدارس العمومية و بشكل يومي اضافة إلى اصحاب الضيعات من الفلاحة الصغار.
وقد عبر عدد ممن يملكون أراض فلاحية مجاورة لهاته المطارح عن انزعاجهم مما يسببه لهم من روائح كريهة ومن تناثر للأكياس البلاستيكية والمتلاشيات و روائح المبيدات المستعملة أثناء هبوب الرياح٬ معتبرين أن هذا المطرح يشكل مصدر قلق للساكنة المحلية بالنظر إلى الأضرار الناجمة عن هذه النفايات خاصة منها انتشار حالات الاختناق وإفراز مواد سامة والروائح الكريهة وما يرافقها من تلوث يمس الماء والتربة والهواء.
اضافة إلى أنهم عرضة لكافة أشكال الأمراض التي تترقبهم إن لم يكن البعض منهم قد أصيب فعلا باعتلالات وأعراض مرضية ظاهرة وخاصة الأطفال الذين كتب عليهم أن يناموا ويستفيقوا يوميا في محيط هذه الروائح والأوساخ وما يرافقها من مضاعفات على نموهم وحالتهم الصحية.
ويبدو أن التدبير غير المعقلن لهذا الكم من النفايات وكذا المطارح العشوائية الأخرى المتواجدة بالاقليم يستدعي تدخلا مستعجلا من قبل الجهات المعنية من أجل تنظيم هذه المطارح وإحداث مطرح مشترك عصري ومراقب وفق معايير حديثة وتقنيات متطورةعن طريق عمليات الفرز و إعادة التدوير.
وإلى ذلك الحين تبقى على ساكنة إقليم اشتوكة ايت باها المغلوب على امرها لاسيما المجاورة لهذه المطارح أن تتحمل و تستنكر تجاهل و صمت السلطات المعنية.
نحن ننقل الخبر من اجل ايجاد الحلول.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق