المُسلمون مُستهدفون في الهند من قبل الحزب الحاكم، بواقع التمييز العنصري الذي يجري بحقهم على صعيد التعليم، فرص العمل، وحريّة مُمارسة المُعتقدات الدينيّة، والصورة فيما يبدو اكتملت واتّضحت بعد تصريحات للناطق باسم حزب بهاراتيا جناتا، والذي أساء للنبي محمد بتعليقات خارجة، أجّجت مشاعر الغضب عند المُسلمين.
المشهد كان مُتسارعاً، فالمُسلمون على اختلاف جنسيّاتهم حول العالم، سارعوا لإطلاق حملات مُقاطعة البضائع الهنديّة، وسحبها من الأسواق، كما تعالت دعوات لطرد السفير الهندي، الأمر الذي دفع حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، إلى المُسارعة لتعليق عمل المتحدّث باسمه بعد تعليقات مُسيئة للنبي محمد، على أمل لملمة الغضب الإسلامي، ومنع وقوع النقمة على البضائع الهنديّة، كما جرى مع نظيرتها الفرنسيّة قبلها، على خلفيّة إساءة رسم كاريكاتوري لنبي الإسلام.
وتداولت حسابات تواصليّة من جهتها، مقاطع لما قالوا إنها مُقاطعة للبضائع الهنديّة، ووسمها بالعلم الهندي، لتمييزها، وعدم شرائها، وذلك ردًّا على الإساءة للنبي محمد، وقبلها الاضطهاد الهندي للمُسلمين، وكانت البداية من الكويت.
وحذّر نشطاء بأن صاحب الإساءة للنبي محمد، لم يجر طرده أو اعتقاله، وإنما جرى تعليق عمله، فيما انتشرت صور لأسماء البضائع الهنديّة بالتفصيل ليتم مُقاطعتها.
وتعرّض رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي يتزعّم الحزب الحاكم، إلى حملة هُجوم واسعة تحت وسم “هاشتاق” “إلا رسول الله يا مودي”، إلى جانب دعوات فرض مُقاطعة دبلوماسيّة على الهند من قِبَل الدول العربيّة، والإسلاميّة.
وأساء الناطق باسم الحزب الحاكم الهندي للنبي محمد، من خلال تغريدة على حسابه في “تويتر” تساءل فيها عن سبب زواج النبي محمد من السيّدة عائشة، وهي لم تبلغ عشر سنوات، وهو تساؤل عدّه الغاضبون غمزًا ولمزًا من الرسول الأكرم، وإثارة الجدل المُتعمّد حول زواجه من قاصر.
وفي دول الخليج العربي، تكثر العمالة الهندوسيّة، الذين طالب البعض بطردهم، فيما دعا البعض إلى التفريق بين مُقاطعة المُنتجات الهنديّة الإسلاميّة، وغير الإسلاميّة، والتي تُسبّب ضررًا لتجار الهند المُسلمين.
في المُقابل، يتخوّف البعض من أن حملات المُقاطعة قد لا تترك أثرها السلبي الكامل على الاقتصاد الهندي، فالهند ثاني أكبر مُصدّر للقمح، كان قد منعت تصدير القمح للعالم مع الحرب الروسيّة- الأوكرانيّة، وهو ما بدأ يُنبئ بشبح مجاعة عالمي، بدأت على إثره الدول تنبيه مُواطنيها بضرورة التقشّف والتحضّر لنقص في مخزون الغذاء، والتخزين لمُددٍ طويلة، والمُقاطعة قد تدفع الهند للرد باستمرار إيقاف تصدير القمح.
Share this content:
إرسال التعليق