بوتين يقايض الغرب ويضع شروطاً لاستئناف إمدادات الغاز والحبوب للعالم
اشترط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء 19 يونيو/تموز 2022، أن يرفع الغرب كلّ القيود التي فرضها على تصدير الحبوب الروسية لكي تسهّل موسكو تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة حالياً بسبب الغزو الروسي، وفي ملف الطاقة أكد بوتين أنّ “غازبروم مستعدّة لضخ الكميات اللازمة” من الغاز، مشيراً إلى أن الغرب وقع في مأزق؛ لأنه فرض عقوبات على موسكو و”أغلق” كل القنوات التي تستخدم لإيصال المحروقات الروسية إلى أراضيه.
خلال مؤتمر صحفي أعقب قمّة ثلاثية جمعته مع نظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب أردوغان، أكد بوتين أن شركة الغاز الروسية العملاقة “غازبروم” ستفي بـ”كامل” التزاماتها تجاه عملائها، في وقت خفّضت فيه إمداداتها إلى أوروبا في خضمّ الحرب في أوكرانيا.
كما أضاف أن الأوروبيين يحاولون تحميل روسيا وغازبروم المسؤولية عن كل الأخطاء التي يرتكبونها، مشيراً إلى أنّهم راهنوا على “مصادر طاقة غير تقليدية”.
أما في ملف تصدير الحبوب، فقال الرئيس الروسي: “سنعمل على تسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية، لكنّنا ننطلق من فكرة أنّه سيتمّ رفع كلّ القيود المتعلّقة بالنقل الجوّي لصادرات الحبوب الروسية”، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف بوتين: “لقد اتّفقنا منذ البداية على هذه النقطة مع المنظمات الدولية. لكن لا أحد أخذ على عاتقه الوصول بهذه المسألة برمّتها إلى خواتيمها، بمن فيهم شركاؤنا الأمريكيون”، كما أكّد الرئيس الروسي أنّ “الأمريكيين رفعوا عملياً القيود التي كانت مفروضة على تصدير الأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية”.
وتابع: “إذا كانوا يريدون بصدق تحسين الوضع في أسواق الغذاء العالمية، فآمل أن يحصل الأمر نفسه مع صادرات الحبوب الروسية”.
روسيا الغاز الغرب
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني خلال تفاوضهم حول الأزمة السورية/رويترز
وكان بوتين أعلن في وقت سابق إحراز تقدّم في المحادثات حول تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وشكر نظيره التركي رجب طيب أردوغان على “الوساطة” التي يقوم بها في هذا الملف، والجمعة أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ “وثيقة نهائية” ستصبح جاهزة قريباً للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا.
استثناءات للعقوبات الأوروبية على روسيا
أظهرت مسودة وثيقة، الثلاثاء، أن الاتحاد الأوروبي يستعد لوضع استثناءات في عقوباته على روسيا، بحيث يسمح بالإفراج عن أصول لبنوكها مرتبطة بتجارة الأغذية والأسمدة.
تأتي هذه الخطوة وسط انتقادات من زعماء أفارقة بشأن الأثر السلبي للعقوبات على التجارة والتي قد تكون فاقمت النقص الناتج بالأساس عن غزو روسيا لأوكرانيا وحصار موانئها على البحر الأسود.
بحسب شبكة يورونيوز الأوروبية، فإن “وثيقة أوروبية أظهرت أن الاتحاد الأوروبي سيعدل العقوبات التي يفرضها على روسيا، الأربعاء، بحيث يسمح بفك تجميد بعض أموال البنوك الروسية، والتي قد تكون مطلوبة لتخفيف الاختناقات في التجارة العالمية للمواد الغذائية والأسمدة”.
في حين نقلت وسائل إعلام غربية عن دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي، أن الدول الأعضاء “تريد أن توضح بجلاء أنه لا يوجد شيء في العقوبات يبطئ نقل الحبوب من روسيا أو أوكرانيا”.
مقترح الاتحاد الأوروبي هو جزء من التحديث الأخير للعقوبات الأوروبية على روسيا، والتي يتم التفاوض عليها من قبل الدول الأعضاء. ويتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء لدخوله حيز التنفيذ.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق