توقيع للكاتب “صلاح الدين نفتاحي” لروايته بعنوان لكتاب خلال فعاليات مهرجان برشيد لعشاق المسرح.
متابعة عبد الحق عبد النجيم.
في إطار فعاليات مهرجان برشيد لعشاق المسرح، نظمت إدارة الجمعية حفل توقيع للكاتب “صلاح الدين نفتاحي” لأجل روايته الفانتازية “لكتاب” بأجزائها الثلاثة، من تقديم الأستاذ عبد الجليل نصيف، وبحضور أكثر من 150 شخص مهتم بالأدب خاصة وبالثرات المغربي عامة.
وقد استهل الحفل بمقدمة بسيطة عن رواية “لكتاب” على شاكلة الفن الشفهي “الخبيرة” من إلقاء سهيلة بليليطة، ثم انتقلنا إلى تعريف سريع عن الكاتب صلاح الدين نفتاحي والذي جمع بين حب العلوم الطبيعية والرياضيات، وعالم الفنون باختلافها، إذ وجد نفسه سنة 2012 يخط تفاصيل أول قصة له بعنوان “سبعة”، لكنه قرّر الانتقال إلى العالم الروائي سنة 2015 بكتابته لأول رواية له ونشر جزءها الأول سنة 2018 تحت عنوان “لكتاب”، والتي نشر أجزاءها الثلاثة لتوه.
بعد ذلك انتقل المقدم إلى مجموعة من الأسئلة عرفنا من خلالها اهتمام الكاتب بالفولكلور المغربي بشكله العام، واعتماده التام على ثرات وطنه الحبيب في بناء روايته، فأسس أحداثها على مجموعة من الأساطير والقصص الخرافية التي تنتمي إلى التراث المغربي، فنجده قد اعتمد في بناء قصته على قصص الجدات، أو ما نسميه ب”الخبيرة”، فجعل لروايته أساسا تراثيا محضا مسلطا الضوء على شخصيات من هذه القصص كهاينة، والصالحة، وحمو الحرايمي، وكذا الكثير من الشخصيات الأخرى من “خبيرات” مختلفة. ولم يتوقف الأمر هنا، بل انتقل أيضا إلى مجموعة من الوحوش التي ركز عليها رحلة البطل عدنان، الذي أطلقها من عالم أسماه الكاتب صلاح الدين نفتاحي بعالم “شالة”، فاضطر إلى الخوض في رحلة لاصطيادها وإعادتها إلى العالم الذي تنتمي إليه، فنجد مثالا لهذه الوحوش: بوحباس، بغلة القبور، بابا عيشور، سحت الليل والكثير من الشخصيات التي تنتمي إلى فولكلور الثرات المغربي، مبرزا عبر رحلة عدنان ومجموعته قصص هؤلاء الوحوش حسب ما يحكيه لنا الثرات، أو حسب ما استجده من إبداع ميوزاته.
بعد ذلك انتقل بنا الكاتب صلاح الدين نفتاحي، وتحت ضغط الجمهور الذي كان متشوقا لمعرفة نقطة الاختلاف بروايته “لكتاب”، فحدثنا عن دمجه بين الأساطير المغربية والكثير من المقومات العالمية الأخرى، فنجده قد جمع بينها وبين التكنولوجيا تارة في أسطورة بوعو، كما نجده مستغلا لضوابط علم البيولوجيا في أسطورة سحت الليل، هذا غير دمجه للأساطير المغربية مع أساطير من دول أجنبية في تشخيصه لقصة ايسلي وتيسليت على شاكلة الأشباح، ثم دمجه لقصة البطل هرقلس في مهماته الاثني عشر مع أسطورة السبع بولبطاين.
وفي الأخير، انتقل بنا المقدم إلى أسطر من الرواية عرفنا من خلالها انغماس الكاتب في تاريخ مدن المغرب التي زارها البطل ومجموعته، وعلاقتها بتطور أحداث القصة.
وفي الأخير، وبعد انتقال المقدم إلى أسئلة الحضور، ختم الكاتب صلاح الدين نفتاحي كلامه باقتباس عن الفيلسوف والكاتب الفرنسي روجيه جارودي: “أصبحت فكرة الانشقاق عن التراث هي المسيطرة على الحداثة.”، مؤكدا للجريدة بأن الانسلاخ عن التراث لن يساهم في بناء الحداثة بشيء، فالحداثة بنية لابد لها من أساس، وأساس المجتمع تاريخه وتراثه، مستدلا بما قاله صاحب الجلالة محمد السادس في نص رسالته السامية إلى المشاركين في الدورة 23 للجنة الثرات العالمي “وإنها لمناسبة سعيدة هذه التي تتاح لنا ونحن في بداية عهدنا لنشارككم طموحاتكم وانشغالاتكم حيال الموروث الحضاري الذي راكمته الإنسانية جمعاء كتعبير عن عبقريتها وعن مثلها وعن جدارتها بالتكريم الإلهي الذي جعل الإنسان من أفضل المخلوقات وأنبلها.”
واختتم الحفل بحفل شاي، وكذا جلسة توقيع للكاتب صلاح الدين نفتاحي.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق