دهاليز الأحد ” شارب نيتشه يغوي النساء”
عبدالرحيم الشافعي
اللعين نيتشه أصيب بداء الزهري…
الآن أحس أنها عميقة أكثر من أي وقت مضى، و قبل لحظة واحدة فقط مررت بأقسى ما يمكن لامرأة مثلي أن تمر به ، وتحولت كل قوتي و جاذبيتي وجمالي و شغفي بالحياة، ونضالي من أجل المساواة في الميراث وحقوق المرأة, إلى تعاسة دقتها كبريق النصل في اللحم الكفيف…حينما قال نيتشه :
عندما تمتلك المرأة صفات رجالية ، فليس على المرء سوى ان يتحاشى قربه…
الآن أحسها…
شعرت ببرودة في مهبلي…
لا شعور بالإثارة…
…تمت شيء غلط…
من أنا ؟
حواء…
من هي حواء ؟
أنا أول أنثى من البشر وزوجة آدم، وأم البشرية…
أنثى !
ضاعت أنوثتي ..
خلقت حوّاء من ضلع آدم…
آدم !
كان آدم أول إنسان…
خلق الله آدم من غير أم ولا أب… خلق الله حواء من آدم…
سُميت حواء لأنها خُلقت من ضِلعٍ حَيْ…
إنه الحي الذي لا يموت…
عندما تمتلك المرأة صفات رجالية ، فليس على المرء سوى ان يتحاشى قربها…
أحسها الآن… و الألم الذي أكرهه…ليس أقل و لا أكثر مما أمقته أنا، ينخر كل عظامي. و يزحف في مفاصلي مثل دبيب الموت، أحسها الآن. و الشمس تشرق. و راء جبال الجليد…
سحقا لي : يبدأ الثلج بالذوبان عند شروق الشمس…
أحسها، وأنا أتذكر كل ليلة أحقق فيها أقسى نشوتي على شارب نيتشه…
اللعين كان يكره النساء …لذلك رغبته…
كلما ابتعد الرجل عن النساء…كلما أحبته النساء…
كلا..
كان يزورني كل ليلة في سوق الدعارة…وقد فوجئت حينما قرأت ما يكتبه عن النساء، فبت أنتظر وصول الليل لأظفر به…
كتب عن النساء… فلم يكتب عن العاهرات…
بلى …
المرأة فخ نصبته الطبيعة…
اللعين…
كان يشبع غريزته الجنسية فينا كلما غربت الشمس…
شمس العشية…
وكأن القمر يضيء فيما بين فخدي النساء… فقط
اللعنة على وجودهن…
الوجود… !
أنا التي قاومت الرجال كل يوم، حينما كنت أخلد للنوم، أبكي بحرقة … بمرارة…لم أعرفها حتى أيام الجوع و القحط…بملوحة البحار…وبأماني الموتى الذين لا يستطيعون تغيير واقعهم…و تساءلت حينما قرأت لنيتشه…
أوفف من هؤلاء الفلاسفة ؟
ليتهم يكتبون ما يكتبه شعراء المذهب الرومانسي في الحب عن النساء، ليتهم يكتبون ما كتبه قيس عن ليلى،وعنثر عن عبلة، و لكن هؤلاء الفلاسفة ينبشون في كل ما في عيوب المرأة، فأي شيء هذا تقرأ :
إن حب المرأة ينطوي على تعسف وعمى البصيرة عن كل ما لا تحبه…
لماذا تعشقين نيتشه ؟
لأنه يكرهني…
لماذا تكرهين شعراء الحب ؟
لأنهم مدحوني…
تلك رغبتي في الرجال…
أولئك الذين يتجاهلونني…أرغبهم بشدة…
كشارب نيتشه ؟
ااااه ااااه اسكتي…
شاربه اللعين…مر فوق كل جسدي…
فعندما ذهب…
كتب …
المرأة نصف البشرية الضعيف، المضطرب، المُتقلِّب، المتلوّن… إنها بحاجة إلى ديانة للضعف تقدس الضعفاء، والمحبين، والمتواضعين أو لعلها تحول القوي إلى ضعيف وتنتصر عندما تنجح في التغلب على القوي… لقد تآمرت المرأة دومًا مع كافة صور الانحلال ضد الرجال…
سحقا له…
يقصفني نهارا…
و ينام بين أحضاني ليلا…ويخبرني أن الدواء المؤكّد للرجال، عند شعورهم بالهوان، هو عشق امرأة حساسة…
فقدت حساسيتي عندما أصيب نيشته بداء الزهري…
فقدت أنوثتي عندما توفي…
و الآن و أنا أقاوم و أناضل من أجل حقوق النساء و المساواة في الميراث، بث اهوى غروب الشمس أكثر من أي وقت مضى…
غروب يشعرني بمرور شارب نيتشه فوق جسدي…
اللعين مات بداء الزهري…
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق