جاري التحميل الآن

فريد حفيض الدين (هذي فهامتي ) عدد: 21 03/10/2022 “مومو وطوطو والآخرون”

فريد حفيض الدين

جميل أن يتربع المغرب على عرش تنظيم المهرجانات الغنائية والسينمائية عربيا وأفريقيا.
وجميل أن يتربع فنانو الراب ، أو ” الروابة ” على عرش الراب العربي.
ليس في الأمر غرابة ، لأن بلدنا منفتح ومتفتح على حضارات مختلفة ، بفعل تموقعنا على واجهتين بحريتين ، هما البحر المتوسط والمحيط الأطلسي ، ما جعل ثقافتنا وفننا ينهل من كل الألوان الفنية المختلفة.
ما ليس جميل أن يصبح فن الراب عندنا عفن ، وعنوان لكل أنواع التفاهة ، والإنحطاط الخلقي والفني.
والمؤسف أن لهذا النوع من الراب ، ملايين من اليافعين ، والمراهقين ، والشباب ، يجعلون من الروابة المثل والقدوة ، ويتاثرون بهم وبافعالهم.
المؤسف أن يصبح هذا الفن عنوانا للانحطاط الخلقي ، والفني ، وملجئا لكل التافهين ، والجانحين عبر كلام ساقط ، مخدش للحياء ، وبعيدا كل البعد عن قيم الجمال والسمو الإبداعي ، والنفسي ، وتقاليد المجتمع ، وقيمه الروحية.
المؤسف أننا نحن الكبار من يرعى ، ويؤطر ، وينظم مهرجانات لهكذا سقوط فني وأخلاقي.
المؤسف أننا نحن الكبار من ندفع لهم من أموال دافعي الضرائب….
لكن بالمقابل ، أليس هؤلاء الروابة وتابعيهم سلعة مغربية. نحن من أنجبناهم وفرطنا في تربيتهم، وتعليمهم ، وفتحنا لهم طريق الإنحراف الفني والخلقي.
إذا كان هناك من لوم فعلى أنفسنا اللوم أولا وأخيرا. يقول المثل” منين داك لعريش، قال له من ديك الشجيرة ”
هل كبر هؤلاء وتربوا على سماع موسيقى أخرى غير موسيقى الهيب هوب والتيك توك والراب ، وبعض أغاني الراي التافهة…
جل هؤلاء جيء بهم إلى الدنيا في غفلة من آبائهم( غفلة النهار والليل)
هؤلاء تربى جلهم في الشارع أو” البولفار ” لا أعني هنا مهرجان البولفار لصاحبه ” مومو” لأن مهرجانه كان بالفعل شارعا احتظن كل أنواع المنحرفين ، والمجرمين ، والجانحين ، الذين يحملون معهم كل المكبوثات ما ظهر منها ، وما بطن.
لا اريد ان يفهم من كلامي هنا ، انني ضد منع المهرجانات الفنية أيا كان لونها الفني ، وسواء اختلفنا مع هذا النوع من الفن أو ذاك.
أنا أطالب هنا من لهم الوصاية على الفنون ، وكل المؤسسات التابعة ، والتي تسهر على برمجة مهرجاناتنا ، أن تراعي لابسط الشروط الفنية، وتقديم المؤهل فنيا وابداعيا ، وفق دفتر تحملات يحدد حقوق وواجبات كل الأطراف حتى لا نسقط في مهرجان طوطو ومومو.

هذه المهرجانات يمكن كذلك لأصحابها الدفاع عنها ، وتوفير كل الوسائل لكي تصل إلى عشاقها في ظروف ليس فيها ضرر ولا ضرار وهذا ممكن.
لكن علينا أولا وثانيا ، وثالثا وأخيرا ، وقبل كل شيء أن لا نعيد النظر وحسب في منظومتنا التربوية والتعليمية.

بل علينا إحداث زلزال ، وثورة حقيقية في هذه المنظومة التي يبدأ منها كل شيء واليها ينتهي.

ما عدا ذلك ، لا حرج اذا خرج علينا غدا موموات وطوطوات آخرين….
هذي فهامتي!!!!!

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك