مكناس ….بعد إسقاط تهمة الاتجار بالبشر الحكم في ملف الدكتور محمد أعراب باعسو بسنة سجنا نافذة وغرامة مالية قدرها 5000 درهم
مع الحدث يوسف الجهدي
بعد جلسة محاكمة مراطونية دامت لساعات قضت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، في حدود الساعة الثالثة والنصف من صباح اليوم الأربعاء 14 يونيو بالحكم على الدكتور محمد أعراب باعسو بسنة حبسا نافذة وغرامة مالية تقدر ب 5000 درهم وتعويض 60 ألف درهم بعد إسقاط تهمة الاتجار بالبشر.
وجاء هذا الحكم الغير المبرر تغطية لفضيحة الملف الفارغ وذرا للرماد في العيون، بعد إسقاط تهمة “الاتجار بالبشر”، وبعدما بيّنت هيئة الدفاع، بمرافعات قانونية ناصعة، زورَ وبهتان التهم المنسوبة للمتهم بعدما كشفت الطبيعة السياسية الانتقامية للملف. مما اضطر الجهات المعنية إلى اللجوء إلى إعادة تكييف الاتهام صوب التحرش الجنسي! لتبرير الاعتقال والسجن، وحتى لا تنكشف وقائع القضية برمتها على حقيقة الفبركة والاصطناع التي وقف على حقيقتها كل متتبع لكرونولوجيا أحداث هذا الملف.
و حسب مصادر مطبعة فقد أصدرت هيئة الدفاع في بيانها الخامس بعد انتهاء المرافعات والدوفوعات الشكلية ، وقبيل ساعات من النطق بالحكم، أكدت فيه مجددا “خلو ملف مؤازرها من أي وسيلة من وسائل الإثبات، وانعدام الأركان المادية والمعنوية للأفعال المنسوبة إليه، والتي ينكرها وينفيها الظنين جملة وتفصيلا في جميع مراحل المسطرة، سواء أمام أنظار الضابطة القضائية، أو أمام النيابة العامة خلال مرحلة التقديم، وكذا أمام مرحلة التحقيق وجلسات المحاكمة بحيث جاءت تصريحاته منسجمة ومتناغمة، عكس تصريحات المطالبة بالحق المدني والشاهدة المزعومة، والتي جاءت متناقضة في عشرات الوقائع”.
كما وضعت قانون الاتجار بالبشر، الذي توبع من أجله باعسو وقبله عدد من أصحاب الرأي والمعارضين، في سياقه الدولي والمحلي، والغاية التي بُرّر من أجلها إقراره على المستوى الوطني؛ وهو التصدي لتنامي ظاهرة الشبكات الإجرامية المنظمة والعابرة للحدود التي تستهدف فئات هشة على رأسها النساء والأطفال والمهاجرين غير النظاميين والتي تنشط بين المغرب وعدد من الدول العربية والأجنبية ، غير أنه للأسف، توضح هيئة الدفاع، “تم توظيف هذا القانون في التضييق على الأصوات المعارضة والمزعجة للسلطة التي تغرد خارج السرب، وذلك بشيطنتهم وتشويه سمعتهم وسمعة أسرهم”. لتخلص إلى أن ملف الدكتور باعسو بعيد كل البعد عن هذه التهمة وأشباهها وأن ملفه سياسي صرف.
وكما هو معلوم فإن الدكتور محمد أعراب باعسو، وهو من أبرز قيادات جماعة العدل والإحسان بمدينة مكناس، كانت قد اعتقلته السلطات الأمنية بتهم مفبركة ليلة الإثنين 31 أكتوبر 2022 الماضي ، ومارست العديد من الضغوطات على زوجته من أجل توقيع التنازل، وهو ما رفضته لأنها تعرف هي وكل من له صلة بالمعتقل أنه بعيد كل البعد على القيام بأي فعل قبيح من قبيل “الخيانة الزوجية”، مما دفع أصحاب السلطة إلى فبركة تهمة أخطر هي “الاتجار بالبشر”. ليتم عرضه على أنظار الوكيل العام للملك يوم الخميس 3 نونبر، والذي قرر عقد الجلسة الأولى للتحقيق التفصيلي يوم الخميس 10 نونبر. ومنذ ذلك التاريخ والملف يعرف التأجيلات والمماطلات ليمضي الرجل أزيد من أربعة أشهر وراء القضبان، قبل أن يقرر قاضي التحقيق إحالة الملف على غرفة الجنايات قبل حوالي شهرين، لتتوالى جلسات المحاكمة، والتي توالت معها الشواهد البيّنات على براءة الرجل وزور ما نسب إليه، قبل أن تنطق هيئة المحكمة بحكمها الابتدائي في الساعات الأولى من صباح اليوم.
يتبع. ….
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق