الحاضي ماء العينيين
تعيش منطقة بوسكورة، التابعة لإقليم النواصر، على وقع أزمة متفاقمة تهدد مستقبل شبابها، بعد أن تحولت أحياء مثل دوار الشلوح، واتقان، ودوار الصكع، إلى فضاءات مفتوحة لترويج المخدرات، وعلى رأسها “البوفا”، أكثر السموم فتكًا بعقول وأجساد المراهقين.
المقلق في الأمر، أن هذه الأنشطة الإجرامية لم تعد تُمارَس في الخفاء، بل أصبحت تجري أمام أعين السكان، في مشهد يُعبّر عن تحدٍّ صارخ للقانون، وضرب مباشر لكل المجهودات الأمنية التي تُبذل محليًا. ومع تنامي الظاهرة، يتزايد عدد الضحايا من الشباب، ممن وجدوا أنفسهم عالقين بين فكي البطالة والإدمان.
أمام هذا الواقع الخطير، يُوجَّه نداء مستعجل إلى السيد الجنرال محمد حرمو، القائد العام للدرك الملكي، للتدخل الحاسم ووضع خطة أمنية استثنائية تعيد الطمأنينة إلى الساكنة وتعيد الأمل إلى شباب المنطقة. لقد أثبتت الوقائع أن المقاربة التقليدية لم تعد كافية، وأن المطلوب اليوم هو تدخل نوعي يجمع بين العمل الأمني الحازم، والمقاربة الاجتماعية والتوعوية.
إن شباب بوسكورة لا يستحقون هذا المصير، وهم في أمسّ الحاجة إلى بدائل حقيقية تُمكّنهم من العيش بكرامة. ولهذا، يجب أن ترافق الحملات الأمنية برامج دعم نفسي وتكوين مهني للمدمنين، وإعادة إدماجهم في النسيج المجتمعي والاقتصادي.
أمن بوسكورة، ومستقبل أبنائها، مسؤولية جماعية، لكن العبء الأكبر يقع على عاتق المؤسسات الأمنية التي تملك مفاتيح التدخل الفعّال. فهل نشهد تحركًا يعيد الأمل لأسر أنهكها الخوف على فلذات أكبادها؟ أم يستمر النزيف في صمت قاتل؟
تعليقات ( 0 )