جاري التحميل الآن

(هذا جهدي عليكم ) 13/06/2022 (العدد54) ” اللعب مع الكبار “

بقلم فريد حفيض الدين .

“اللعب مع الكبار”.

منذ أكثر من 46 سنة وحكام الجزائر يناورون بكل الوسائل للإبقاء على مشكل الصحراء المغربية قائما.
هدفهم هو معاكسة المغرب، وضرب مصالحه التنموية وإيقاف تفوقه عليهم، وإلهائه عن التفكير في إسترجاع صحرائه الشرقية.
من أجل هذا بعثر حكام الجزائر ملايير الدولارات عبر العالم، وخلقوا جبهة البوليساريو الانفصالية ودعموها بالمال والسلاح، واحتظنوا ميليشياتها العسكرية على أراضيهم.
وهكذا أصبح مشكل الصحراء بالنسبة للطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر عقيدة، وأساسا لسياستهم الدبلوماسية، ولا شيء يعلو عليها بما فيه مصير شعبهم الذي أفقروه وجعلوا من بلدهم دولة تتوسل المساعدات الغذائية. في حين تعتبر الجزائر من أغنى الدول المصدرة للطاقة. ووصل بهم الحد الى معاداة كل من يخالفهم الرأي، أو يعترف للمغرب بسيادته على أراضيه الجنوبية.
في هذا الإتجاه، جن جنون حكام الجزائر ووصلت بهم الهيستيريا حدودا غير واقعية، حين قررت إسبانيا الإعتراف بمغربية الصحراء من خلال دعمها، وتأكيدها على أن الحل الوحيد والأوحد لهذا المشكل هو مقترح الحكم الذاتي لاقاليمنا الجنوبية تحت السيادة المغربية، وهو إعتراف صحيح وواضح بأن إسبانيا تعترف للمغرب بحقه السيادي على كافة ترابه بالجنوب المغربي.
وبغباء قل نظيره، وعدوانية دبلوماسية، قرر حكام الجزائر أو كابرانات فرنسا كما يسميهم الجميع، تعليق اتفاقيه التعاون وحسن الجوار التي تجمعهم باسبانيا منذ 2002.
وخرج بيان الخارجية الجزائرية ببلاغ في هذا الموضوع يقضي بقطع العلاقات التجارية مع اسبانيا…
قرار لا يصب أولا في مصلحة الشعب الجزائري الذي يستورد مواده الغذائية الأساسية من اسبانيا.
لكن المفاجأة والصدمة كانت قوية ومزلزلة لحكام الجزائر، إذ في أقل من 24 ساعة أصدر الإتحاد الأوروبي بلاغا شديد اللهجة يهدد فيه الجزائر بعقوبات إن لم تعد إلى جادة الصواب، وتعدل عن قطعها العلاقات مع إسبانيا. وبالفعل، وصلت الرسالة وحل شفرتها العسكر ورضخوا لقرار الاتحاد الأوروبي. بل أمروا سفيرهم لدى الإتحاد الأوروبي ببروكسيل باصدار بلاغ يكدب فيه من كون الجزائر تفكر في تجميد اتفاقية التعاون مع إسبانيا…هنا يظهر غباء كابرانات فرنسا، لأنهم نسوا أو تناسوا أن إسبانيا عضو في الإتحاد الأوروبي وما يمسها أو يهدد مصالحها، كمن يهدد مصالح 27 دولة يضمها هذا الإتحاد….
تصوروا كيف أن الجزائر تصدر بلاغ المقاطعة التجارية مع اسبانيا، وفي نفس الوقت تصدر سفارتها لدى بروكسيل قرارا يكذب بلاغ الخارجية الجزائرية….
ربما ظن أغبياء الحكم الجزائريين أن بإمكانكم تقليد المغرب ونهج نفس خططه الدبلوماسية حين حلت الأزمة المغربية الإسبانية بعد إستقبال هذه الأخيرة لزعيم الانفصاليين بن بطوش للعلاج في أحد مستشفياتها. وتطورت الأزمة، لكن البلدين توصلا إلى اتفاق وصلح بعد عشرة أشهر من المفاوضات، بمتابعة شخصية من الملك محمد السادس. بل ربح المغرب جراء هذه الأزمة أكبر نصر لقضيته الوطنية، باعتراف صريح من إسبانيا بمغربية الصحراء…
للتذكير لم يتدخل الإتحاد الأوروبي إبان الأزمة بين الرباط ومدريد ولم يصدر بلاغ تهديد كما فعل مع الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر..
وهذا يوضح لمن لا زال لديه شك في كون المغرب أصبح قوة إقليمية بمنطقه جنوب المتوسط، وشمال إفريقيا، وهو أهم وأول شريك للاتحاد الأوروبي في المنطقة.
” واش غير آجي وقلد المغرب، راحنا استعمرنا إسبانيا لقرون، وهذا هو الفرق بين المغرب صاحب حضارة يفوق عمرها 12 قرنا، وبلد أنشاه المستعمر الفرنسي بمرسوم رآسي
وقعه الجنرال دوغول سنة 1962.
واش غير آجي ولعب مع لكبار.
هذا جهدي عليكم !!!

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك