بقلم فريد حفيض الدين
تعتبر الفيفا أكبر هيئة كروية في العالم، يتجاوز عدد أعضاءها 200 اتحادا، في حين لا يتجاوز عدد الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة 193 دولة.
من هنا تأتي أهمية وتأثير هذه المؤسسة العملاقة ، التي تسير شؤون كرة القدم في العالم ، وتنظم أكبر التظاهرات الكروية ككأس العالم ذكورا وإناثا ، وكأس القارات ، والموندياليتو بين ابطال فرق الفارات ، وبطولات أخرى…
الفيفا تستغل سحر وعشق كرة القدم عبر العالم ، وتجني بذلك ملايير الدولارات من داعميها الرسميين ، والمستشهرين ، والمتعاقدين معها من شركات عالمية ، وكل من له صلة بعالم البزنس والتسويق الرياضي.
وهي بذلك مؤسسة مالية هدفها الربح المادي قبل الربح الرياضي ، لكي تحافظ الفيفا على كل هذه
الامتيازات ، تظطر أحيانا وخاصة في البطولات العالمية، إلى مسايرة وحتى الخضوع لرغبات داعميها ، والممولين لتظاهراتها عبر العالم.
حينها تغيب كل شعاراتها من قبيل الروح الرياضية ، والتنافس الشريف ، وتكافىء الفرص، وقيم التسامح، وكل الشعارات التي تختفي حين تحضر مصالحها المالية…
للوصول إلى كل هذا ، تجند الفيفا بعض أجهزتها التقريرية الهامة، منها لجنة التحكيم لحبك مناورات داخل رقعة الملاعب بهدف ترجيح كفة هذا الطرف أو ذاك. وتوزيع البطائق ، خاصة الحمراء منها بحجة حماية نجوم الكرة من العنف. وتوجيه حكام الفار لترشيح كفة فريقها المفضل ونجومه. هذه بعض من” قوالب” الفيفا….
وبعيدا عن الفيفا و”قوالبها” لا بد من الرجوع إلى ” قوالب ” الكوميدي المغربي- الفرنسي جمال الدبوز ، والتي لم يتوفق فيها.
تابع الدبوز مقابلة المغرب بقميص ، نصفه أحمر
واخضر ، ونصفه الاخر بألوان علم فرنسا ازرق ابيض وأحمر.
يعني قميص ” نص _ نص ”
لا أعلم إن كان غبيا ام عبقريا من أفتى على الدبوز هكذا فكرة.
الدبوز وكما يقول المثل الفرنسي يريد الزبدة وأموال الزبدة.
Le beurre et l’argent du beurre….
الدبوز لم ينتبه انه حين وضع رجلا في المغرب ، والرجل الأخرى في فرنسا ، سمح للاسبان أن يتفرجوا على ما بين رجليه ” حاشاكم ”
على اعتبار أن إسبانيا تقع جعرافيا ما بين المغرب وفرنسا..
الدبوز وبحس انتهازي ، لم يرد أن يخسر لا المغرب ولا فرنسا ، حتى يحافظ على مصالحه في البلدين.
ما لم يعلمه الدبوز أن الجنسية شيء ، والإنتماء إلى الوطن شيء آخر.
الجنسية تلخص في جواز سفر ، وأوراق إقامة ، في حين المواطنة شعور وأحاسيس لا تباع ولا تشترى.
تسكن قلوبنا ، وذواتنا ، وتتوزع في جيناتنا ، بها نحيا وبها نموت.
الدبوز للأسف ، وضع نفسه في موقف حرج ، وأثار سخط آلاف المغاربة، وسيصعب عليه تبرير هكذا موقف.
كان عليه لو فكر مليا، متابعة مقابلة المغرب وفرنسا من بيته، وإن تمت دعوته من جهة معينة ، التحجج
بإصابته بفيروس كورونا ، وضرورة ملازمته الفراش الى ما بعد المقابلة. “ومريضنا ما عندو باس.”
شفتي لقوالب ديال بصح الدبوز…
هذي فهامتي!!!!
Share this content:
إرسال التعليق