هنا الشعب
أبوصهيب
خرجت ككل يوم كما جرت العادة ، لتناول وجبة الغداء في إحدى الأسواق الكبرى ، وعلى غير العادة امتلأ المكان بشكل غريب ؛ شباب في كل مكان ؛ إقبال على المنتجات وصناديق الأداء ؛ سيارات محملة بملابس مستعملة وشاحنات معدة للتحميل إلى جانب الرصيف.
إنها قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة نحو المناطق المتضررة من زلزال الحوز ؛ الذي خلف دمارا كبيرا وخسائر في الأرواح وخلف كذلك حزنا عميقا في نفوس المغاربة دفع الجميع يهب لنجدة المتضررين ، خصوصا أن الصور والأصوات التي تصل من هناك تعبر عن حاجة ماسة للعون والمساعدة .
تجند الجميع للمساعدة كاشفين بذلك عن معدن أصيل للشعب المغربي لا يصدأ ولا يطاله التقادم ؛ إنها بذرة المغربي التي تنبعث من الرماد لتضيء بنورها طرق من يحتاج نورها ومساندتها ؛ وتتجسد قوتها في الواقع والمواقع .
نموذج رائع لشعب أروع ، كل على حسب استطاعته ؛ بين من ينشر تدوينات للدعم النفسي وآخر ينشر رسائل من عين المكان وبين من اختار التنقل الى عين المكان من أجل المساعدة المباشرة.
مرة أخرى أثبت المغاربة للجميع أن الشعوب أهم ما في الأوطان ؛ وأن الإحساس بآلام الآخرين يطوي الإحساس بالالم والمسافات ؛ فالإنسان المغربي أصيل في طبعه ؛ كريم في خصاله ؛ لا يتأخر أبنائه عن بعضهم مهما تباعدت المسافات.
فالشعب المغربي أصل كل شيء وفوق كل شيء.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق