الإعلام الدولي يسائل النظام الجزائري!

الصادق بنعلال

1ـ كثير من المعنيين بالشأن السياسي الإقليمي والدولي يتساءلون باستمرار واستغراب، عن الأسباب والدواعي التي تحدو بالمؤسسات الرسمية الجزائرية الحكومية والإعلامية والعسكرية.. إلى القصف العنيف والهجمات غير المحدودة ضد المغرب، والحال أنه كان من المفترض أن تكون هناك علاقة صحية إيجابية بين البلدين الجارين، لما يجمع بينهما من تاريخ ومصير ومصالح مشتركة، فليس هناك مؤرخ أو باحث جزائري مستقل إلا ويعترف بالمساعدة المغربية للجارة الشرقية في أكثر من محطة حاسمة في تاريخ الإقليم المديد، وما من حدث درامي مؤلم أصاب الجزائر الشقيقة إلا وأعرب المغرب بالملموس عن وقوفه الميداني إلى جانب الشعب الجزائري الذي يحظى بمحبة استثنائية في كل ربوع المملكة. و في الأثناء أليس في هذا النظام الجزائري رجل عاقل يرى من زاوية أخرى ويعبر بلغة مختلفة عن المصالح الحقيقية للشعب الجزائري العظيم المتمثلة في السلام والإخاء والاستقرار والتنمية الشاملة ..؟ أليس في هذا النظام غير المدني من يقوى على دق جدران الخزان و تعليق الجرس في عنق “القط”، من أجل القطع مع مسلكيات الخصومة المجانية وإغلاق الحدود والعداء المستحكم، والانتقال إلى مرحلة العمل المغاربي المثمر، ومد جسور البناء والتقدم والنهوض المنشود؟ ب – إن من يتابع الوسائل الإعلامية الجزائرية التقليدية و”الجديدة” راهنا يخرج بخلاصة واضحة، مفادها أن المغرب هو سبب كل المشاكل والأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المستفحلة في بلاد المليون شهيد، وأن المسؤولين الجزائريين لا يتوقفون عن الاجتهاد والعمل المتواصل من أجل توفير الاستثمار الوطني والأجنبي، وخلق فرص الشغل للمواطنين والشباب على وجه الخصوص، لكن “للأسف” تأتي المملكة المغربية بخلسة “لتسرق” هذه الفرص التاريخية و تقيمها في مدنها “ظلما وعدوانا”. لقد انكشفت لعبة النظام الجزائري وسقطت كل أوراقه الواحدة تلو الأخرى أمام المنتظم الدولي وأمام الشعب الجزائري الذي شغلوه بخرافة البوليساريو و”مكر” الجار المغربي “العدو”. وهكذا أضحت الأسئلة “المستفزة” التي توجه لممثلي نظام الجزائر في مختلف اللقاءات الإعلامية لا تخرج عما يلي: ج – 1 – لماذا تتدخل الجزائر و بوقاحة في شؤون المملكة المغربية؟

2- لماذا غضبت الجزائر من الموقف الأمريكي المعترف بمغربية الصحراء؟

3- لماذا تعيب الجزائر موقف المغرب المستقل فيما يخص إعادة علاقته مع إسرائيل؟

4- لماذا يعتبر النظام الجزائري التطبيع المغربي الإسرائيلي خطرا على حدوده الجغرافية؟

5- ما هي الحدود الجزائرية القانونية التي تفصلها عن المملكة المغربية؟

6- لماذا لا تقبل الجزائر التطبيع مع المغرب وفتح الحدود بين الشعوب المغاربية، وتترك “القضية الصحراوية” بين أيدي المنتظم الدولي ومجلس الامن؟

7- لماذا يرفض النظام الجزائري أي وساطة تروم تحقيق الصلح بين البلدين الجارين؟

8- لماذا يعتبر هذا النظام قضايا المغرب شأنا داخليا جزائريا؟

9- لماذا يصر الإعلام الجزائري في كل أشكاله وأنماطه على استهداف المغرب؟

10 – لماذا يرفض النظام الجزائري تقرير مصير الحراك الشعبي الذي استمر أكثر من خمسين أسبوعا مطالبا، بسلمية منقطعة النظير، بنظام مدني ديمقراطي منفتح على الداخل والخارج؟ د – نأمل عودة صحوة الضمير و روح الأخوة للمسؤولين المغاربيين ككل من أجل مصالحة تاريخية وانعطافة مفصلية، تعيد اللحمة إلى كيان اتحادهم، وتزرع بذور الأمل في شباب المنطقة المغاربية، فما أحوجنا إلى قيم التآزر والتضامن والعمل المشترك، لقد أخلفنا مواعد تاريخية كان من الممكن أن نجعل منها فرص الإقلاع التنموي المنشود، وهرمنا من أجل مشاهدة مياه الوحدة و التعايش تجري متدفقة تحت الجسر. فلنتحد من أجل غد أكثر استقرارا و تطورا وازدهارا، ” فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ” .

Share this content:

إرسال التعليق

You May Have Missed